«الاسم بسام أسامة، مُتغيب عن المنزل من يوم الأحد اللّى فات.. اختفى على أول طريق السويس الساعة 3 ونص عصرًا، قُرب الرحاب»، كلمات معدُوداتٍ نُشرت عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بتاريخ 24 أغسطس، مُرفقة بعدة صور شخصية له ونسخة من البطاقة الشخصية، من قِبل أقاربه وأصدقائه، أملاً في العثور عليه، بعد أن فُقد في «ظروف غامضة».
في الساعات الأولى من صباح الاثنين، عُثر على جثة شاب مطعون بسلاح أبيض، ومدفون داخل صندوق خشبي في شقة بمدينة الرحاب، إذ عثر الأهالي على الجثة، بعد انبعاث رائحة كريهة مجهولة المصدر بالقُرب من الشقة، وأبلغوا قوات الأمن التي وصلت وعثرت على الجثة وأمرت نيابة القاهرة الجديدة بتشريحها واستعجلت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، التي بدَت غامضة تمامًا، وكأنها قصة مُقتبسة من أحد الأفلام البوليسيّة.
أكدث المعاينة الأولية أن الجثة لـ«طالب» بجامعة خاصة عثر عليها مدفونة بشقة مستأجرة بالدور الأرضي بمدينة الرحاب، وأن جريمة القتل وفقا للتحريات الأوليّة قد تكون بدافع «الشرف»، لكن في رواية أخرى، قيل إن والد خطيبة الضحية هو المتهم بجريمة القتل بعد أن تعرف الضحية على حقيقة اتهامه في قضايا تزوير، فضلا عن قيامه باستخراج شهادة وفاة حتى تسقط الأحكام عنه، وأنه مستأجر الشقة التي عثر فيها على الضحية بالرحاب 2 واشترك مع آخرين في استدراج الشاب وقتله بسلاح أبيض ثم قاموا بوضع الجثة داخل صندوق خشب، ووضعوا عليه كميات من الأخشاب والزلط والرمل والبلاط حتى لا تخرج الرائحة.
ألقت قوات الأمن بالقاهرة القبض على الفتاة «حبيبة»، اليوم الأربعاء، خطيبة الطالب بسام أسامة، الطالب بإحدى الجامعات الخاصة، والذي عثر عليه مقتولًا بالرحاب، وذلك بعد أن وجهت أجهزة الأمن بإشراف اللواء محمد منصور، مساعد الوزير لأمن القاهرة، عدة مأموريات لتحديد مكان الفتاة، ونجحت إحداها في ضبطها، هكذا جاء الجزء الثاني من الحادث، فلم يصبح الأب هو المتهم الوحيد، بل الابنة أيضًا.
علاقة عاطفيّة
لجريمة قتل «بسّام» خيوط عديدة، بدأت بعلاقة «عاطفيّة» بينه وبين «حبيبة»، توطّدت العلاقة بينهم فتقدّم لخطبيتها، الأمر الذي جعله يبحث وراء أصول الأسرة، إذ اكتشف أن والد الفتاة هارب من أحكام فى قضية للاتجار بالمخدرات، وقضية أخرى خاصة بتزوير محررات رسمية، بالإضافة لتزوير بطاقة رقم قومى خاصة به، وتزوير شهادة وفاة باسمه الأصلى للهروب من الأحكام القضائية التى وصل فيها السجن للمؤبد، بالإضافة لهروب زوجته من أحكام أخرى.
في البداية، أنكر والد «حبيبة»- المتهم الآن بجريمة القتل- ما واجهه به «بسّام»، حاول التنصُل منه لكنه توصل في النهاية إلى ضرورة التخلص من الشاب الذي اكتشف سرّه.
جريمة في الحي الهادئ
أقنعت «حبيبة» خطيبها «بسّام»، الأحد 19 أغسطس، بالحضور لمدينة الرحاب أمام برج الاتصالات الخاص بالمدينة من أجل موضوع هام فى مكالمة لم تستغرق 40 ثانية، حضر بسام للمنطقة التى طلبت منه حبيبة الحضور إليها بالاتفاق مع الأب، إذ استعان الأب بـ8 آخرين فى خطف بسام من أمام برج الاتصالات بمدينة الرحاب واقتياده لمجموعة 128 شقة 8 بمدينة الرحاب واحتجازه، حسبْ تحريات النيابة.
دافع «بسّام» عن نفسه في البداية، لكنهم طعنوه وتحول مع الوقت إلى جثة هامدة، ودفنوه أسفل الشقة، إذ قرر القاتل أن يقتل سره مع الطالب بعد دفنه، لكن البلاغ الذي تم تقديمه لقسم التجمع الأول، كشف وجود جثة شاب داخل أحد الشقق السكنية بمدينة الرحاب، وبمعاينتها تبين أن بها طعنات بسكين بأنحاء متفرقة من الجسد.
حاول الأب، الذي يعمل «مقاول» فى بداية الأمر تحويل القضية لقضية شرف، لكنه بعد مواجهته بكل الأدلة واعتراف ابنته بإقامة علاقات جنسية مع السائق، اعترف «أشرف.ج» والد حبيبة بارتكاب الجريمة خوفا من فضح أمره وإبلاغ بسام لقوات الأمن عنه، مستطردا:«قتلته لأنه عرف كل الخبايا وكل حاجة عنى، خوفت يبلغ عنى وأروح فى داهية، يوم الوقفة حاول يهرب ربطته من رجله وأيده وطعنته بالسكينة لحد ما لما مات».
وأضاف المتهم: «وضعت الجثة داخل صندوق خشب، وحطيت عليها فحم وشبك وزلط لعدم خروج روائح من الجثة، وحطيت الجثة فى تابوت ورميت عليها رمل وأسمنت وبلطت المكان من تانى جوا الشقة»، كما اعترف المتهم أن زوجته لديها بعض الأحكام، كما أنه استغل الشقق السكنية التى تملكه زوجته لإخفاء جريمته به داخل مدينة الرحاب.