درست إيمى سلطان تصميم الديكور فى إحدى جامعات إنجلترا، وحصلت على مؤهلها الدراسى، وقررت احتراف الرقص الشرقى ووضع شهادتها الجامعية تذكارا على الحائط. حكاية إيمى مع الرقص، كما ترويها لـ«المصرى اليوم» كانت مليئة بالتحديات والظروف الصعبة، فى مقدمتها نظرة المجتمع المحيط بها للراقصة، وهى النظرة التى رسختها الأعمال الدرامية عن فن الرقص الشرقى.
■ كيف احترفتِ الرقص الشرقى رغم حصولك على شهادة جامعية؟
حصلت على درجة البكالوريوس فى جامعة «روداك» البريطانية، وهى جامعة متخصصة فى تعليم الفنون الجميلة والتطبيقية، وحصلت على شهادتى فى تصميم الديكورات ولم أعمل فى مجال دراستى، كما درست منذ صغرى فن الباليه فى سنغافورة وأذربيجان ورومانيا، وكنت باليرينا وعمرى 15 عاما فى دار الأوبرا المصرية ضمن فريق الباليه، وبعد الانتهاء من اليوم الدراسى كنت أذهب إلى الأوبرا للتدريب والعمل، فأنا ولدت فى سنغافورة وعائلتى كانت تقيم هناك، وكنت أدرس الباليه فى عمر الخامسة بتشجيع من والدى ووالدتى.
وعند عودتنا للقاهرة كنت وصلت للمرحلة الثانوية، وبدأت عملى فى مجال الباليه. وبعد تخرجى لم أرغب فى الارتباط بعمل آخر غير الباليه حتى إننى انهيت دراستى الجامعية عن طريق الانتساب.
■ ما رد فعل المحيطين بك نحو احترافكِ الرقص؟
- والدى ووالدتى لم يمانعا فى عملى وتركا لى حرية الاختيار، ولكنهما خشيا على من رد فعل الجمهور وأما عن أصدقائى فكانوا قلقين أيضا ولكنهم كانوا يشجعوننى وكنت عند مقابلتهم أحرص على تقديم ما تعلمته أثناء التدريب لهم ووقفوا بجانبى ودعمونى فى اجتياز الصعوبات ولم أخشَ أى ردود أفعال سلبيه برغم نظرة المجتمع لفن الرقص الشرقى بأنه فن خليع وإلى آخره. ولم أتخيل مدى صعوبة العمل فى هذا المجال، فقد واجهتنى صعوبات عدة، منها أنى ذهبت لأحد المتعهدين، فطلب منى صبغ شعرى بالأسود ووضع عدسات زرقاء لاصقة ونفخ وشفط وما إلى ذلك كشرط للعمل.
■ وهل وافقت على شروطه؟
- بالطبع لم أوافق، وقررت الاعتماد على نفسى فى إيجاد العمل، واستعنت بموهبتى وببعض أصدقائى، فكنت أحب أن أكون طبيعية، وأقدم فنا راقيا مثل راقصات زمن الفن الجميل. وعملى بهذه الطريقة أحدث تغييرا فى مجال الرقص الشرقى، لأن باقى الراقصات المصريات اتبعن أسلوبى فى عملهن وقمن بالاعتماد على أنفسهن فى تقديم فن رقص شرقى جميل، وهذا الأمر سبب حروبًا ضدى، وتعرضت لمضايقات من تلك المجموعة.
■ ما هى مدرسة الرقص التى تنتمين إليها؟
- أنا أحب الفنانة الرائعة الراحلة «سامية جمال» والفنانة القديرة «سهير زكى» فلديهما ستايل راق، يعبر عن الفن المصرى الأصيل، ولكل منهما أسلوب مختلف.
■ وماذا عن أول حفل شاركتِ فيه؟
- فى أواخر عام 2014 بفندق شهير، تغيبت إحدى الراقصات عن موعد تقديم فقرتها لمنعها عن الرقص لارتدائها بدلة رقص مخالفة. لذلك قام المسؤول عن الحفل بالاتصال بى وطلب منى تقديم الفقرة، بدلا منها بمصاحبة فرقة موسيقية تضم 25 عازفا وموسيقيا، وقدمت الفقرة على أنغام أغنيات أم كلثوم.
■ وهل كان الحفل كافيا لبزوغ نجمك؟
- بالفعل نجح الحفل، وقمت بتصويره ونشره على مواقع التواصل الاجتماعى وحققت شهرة ونسب مشاهدة عالية.
■ لماذا لا يوجد عندنا معاهد متخصصة لتدريس الرقص الشرقى على غرار معهد الباليه؟
- لعدم وجود جهة للاهتمام بفنون الرقص الشرقى بصفة عامة، ولكن بالنسبة للباليه هنالك اهتمام واضح من خلال استقدام خبراء أجانب للتدريب والتعليم وإيجاد مساحات كبيرة للعروض والسفر للخارج، فلدينا «عقدة الخواجة» أحيانا عندما تأتى فكرة من الخارج نهتم بها أكثر كما هو الحال بالنسبه للأوبرا والباليه حتى مهرجانات الرقص التى تقام فى مصر نجد معظم الراقصات المشاركات فيها من أوروبا وشرق آسيا.
وأثناء عملى فى فريق باليه أوبرا القاهرة كنت أسافر لتقديم عروض الباليه فى دول أوروبية وعربية مختلفة ومن تلك الدول سافرنا لتركيا لتقديم أحد العروض فى أحد المهرجانات هناك، وتمت دعوتنا لما يسمى «الكباريه» وهو مكان مثل التياترو وليس مثل كباريهات شارع الهرم وعبارة عن مسرح كبير تقدم عليه العروض الفنية المختلفة.
وشد انتباهى ما يتعلق بالفنون المصرية المختلفة وأن جدران الكباريه كانت مزينة بصور نجوم الفن المصرى، مثل سامية جمال وفاتن حمامة وأم كلثوم وغيرهن وأعجبتنى فكرة تقديم العروض الشرقية كالرقص بأنواعه، وقلت فى نفسى لماذا لا يوجد عندنا مسرح مثل هذا التياترو؟
■ وماذا بعد عودتك من تركيا؟
- بحثت عن مدرسة لتعليم الرقص الشرقى ولم أجد سوى مدارس لتعليم الباليه والسامبا والتانجو فقط، وأثناء الاحتفال بكأس العالم عام 2014 ومرور الكأس على البلاد المختلفة كان هناك احتفال فى الأوبرا وتعرفت على إحدى راقصات الباليه من البرازيل وهى على معرفة براقصة برازيلية فى مصر ترقص شرقى، وعرفتنى على مدربة الرقص «راقية حسن»، وهى التى قامت بتدريبى على فن الرقص الشرقى من الألف للياء، وقامت راقية بتدريبى أولا على الرقص بمصاحبة الإيقاع فقط وبعد ذلك التدريب على الرقص بمصاحبة الموسيقى ومنذ ذلك الوقت فكرت فى خوض تجربة احتراف الرقص الشرقى بجانب الباليه، ولكن وجدت أن علىّ أن أركز فى الشرقى فقط لأن الأمر ليس بالسهل.