x

«ما أغنى عنه ماله وما كسب».. قطر تغدق أموالها على المنظمات اليهودية لتحسين صورتها

الثلاثاء 28-08-2018 19:19 | كتب: إسراء محمد علي |
الأمير تميم بن حمد آل ثاني خلال مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل بألمانيا - صورة أرشيفية الأمير تميم بن حمد آل ثاني خلال مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل بألمانيا - صورة أرشيفية تصوير : E.P.A

لا يتردد النظام القطري في دفع ملايين الدولارات لأشخاص ومنظمات مشبوهة من أجل تحسين صورته الملطخة بانتهاكات حقوق الإنسان المتمثلين في العمال الأجانب ودعم المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط وحول العالم، أو لكسب رضا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كي يقف في صفها لمواجهة المقاطعة العربية، فقد وصل الأمر بدفع مبالغ طائلة لمنظمات المجتمع اليهودي الأمريكي ومنظمات تدافع عن جيش الاحتلال من أجل كسب اللوبي اليهودي المؤثر في قرارات البيت الأبيض.

ففي مايو الماضي كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن كوهين المحامي الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من الحكومة القطرية مليون دولار على الأقل في ديسمبر 2016 مقابل الاتصال بإدارة ترامب أو الاطلاع على خطتها، وأكد متحدث باسم أحمد الرميحي، الذي كان آنذاك رئيس إدارة الاستثمارات بصندوق الثروة السيادي القطري، أن كوهين طلب أتعابا قدرها مليون دولار.

وفي الشهر ذاته، تفجرت معلومات جديدة تتعلق بفضيحة تورط قطر في حملة هدفها جلب دعم اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، بطلها أحمد الرميحي، المسؤول القطري السابق، الضالع أيضا بقضية الرشوة الكبرى لمسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وكشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن الرميحي، المدير السابق للمكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية، رئيس شركة قطر للاستثمار حتى مارس 2017، قد حضر حفلين رسميين للمنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة.

وعقد اللقاءان في نوفمبر 2017 ويناير 2018، في إطار حملة متواصلة للدوحة للتقرب من المنظمات الداعمة لإسرائيل، من أجل المساعدة في تخفيف الضغوط عليها في ملف «تمويل الإرهاب».

وبعد أسابيع من هذا الاحتفال، زار رئيس المنظمة الصهيونية، مورتون كلاين، الدوحة بدعوة من أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وفق صحيفة «هاآرتس».

وكانت رحلة كلاين واحدة من الزيارات العديدة التي قام بها قادة الجماعات اليهودية الأميركية، وخاصة أولئك الذين يدعمون إدارة ترامب والحكومة اليمينية في إسرائيل.

والتقى كلاين مع الأمير وأخبر لاحقاً «هاآرتس» أنه قرر القيام بهذه الزيارة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى قيام قطر بتحسين سياستها تجاه إسرائيل.

وفي يونيو الماضي، كشفت جريدة «ذا تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية الناطقة باللغة الإنجليزية أن قطر دفعت 100 ألف دولار كدعم لصالح مجموعة صهيونية أمريكية تعمل داخل الولايات المتحدة، وتم التبرع بواسطة رجل أعمال داعم من المعروفين بدعهم وولائهم لإسرائيل.

وبحسب المعلومات التي كشفتها الصحيفة الإسرائيلية فإن أموال الدعم القطرية ذهبت لصالح هيئة تُدعى «المنظمة الصهيونية الأمريكية» (Zionist Organization of America) يُشار لها اختصاراً بالرمز (ZOA)، وهي واحدة من أبرز المنظمات الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة، وإحدى المنظمات المدافعة عن الاحتلال الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة.

أما الوسيط الأمريكي الذي نفذ العملية لصالح دولة قطر فهو رجل الأعمال الأمريكي الموالي لإسرائيل جوزيف اللحام، الذي يمتلك سلسلة من المطاعم اليهودية الأمريكية التي تبيع الطعام المتوافق مع أحكام الشريعة اليهودية (كوشير).

وقال اللحام إن تبرعه لصالح هذه المجموعة اليمينية الصهيونية لم يكن سوى جزء من تبرع قطري تبلغ قيمته الإجمالية 1.45 مليون دولار أميركي.

وكشف رجل الأعمال الأمريكي أن التبرع القطري يهدف إلى استمالة قادة اليهود في الولايات المتحدة وآخرين إلى جانب الدوحة في خلافها الحالي مع المملكة العربية السعودية، بحسب التصريحات التي نشرتها الصحيفة الإسرائيلية وموقع إخباري أميركي يُدعى «ماذر جونز».

واضطر اللحام للكشف عن هذا التبرع القطري لصالح المنظمة الصهيونية عندما قام بتسجيل نفسه الأسبوع الماضي لدى السلطات الأمريكية على أنه «وكيل لحكومة أجنبية»، بمقتضى القوانين المعمول بها في الولايات المتحدة.

وحاول زعيم المنظمة الصهيونية التي تلقت الدعم، مورتون كلاين، الإيحاء بأنه لم يكن يعلم بأن الأموال مصدرها دولة قطر، وقال إنه «كان لديه انطباع بأنها أموال خاصة من رجل الأعمال جوزيف اللحام». وزعم كلاين أنه في حال تأكد أن مصدر الدعم المالي هو دولة قطر فسوف يقوم برد الأموال لهم.

وفي سبتمبر 2017، كشف تقارير صحفية أن الدوحة تعاقدت مع مؤسسة «ستونينجتون ستراتيجيز»، مقابل قيمته 50 ألف دولار شهرياً؛ لتعزيز علاقتها مع الولايات المتحدة وبناء جسور مع الجالية اليهودية، حسب موقع «أودوير» المعني بأخبار وتعاقدات شركات العلاقات العامة في أمريكا.

وأشار الموقع إلى أن رئيس المؤسسة هو نيك موزين، وهو طبيب ومحامٍ ومخطط استراتيجي جمهوري الذي ينشط في الشؤون اليهودية، وكان هو القوة الدافعة وراء ائتلاف يضم أكثر من 50 مجموعة، تشمل «حزب الشاي» ومنظمات إنجيلية ويهودية.

وعمل موزين نائباً لرئيس هيئة موظفي المرشح الرئاسي السابق وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس السناتور تيد كروز أثناء الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، حيث كان يعد التواصل مع الجالية اليهودية ضمن مسؤولياته.

كما شغل منصب المدير السياسي لعضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية نورث كارولاينا السناتور تيم سكوت، وكبير المستشارين الطبيين للسناتور جون ماكين.

ووصل جنون «تنظيم الحمدين» إلى أنه قام عن طريق وكيل بدفع مبلغ 50 ألف دولار لشراء تغريدة، لمايك هاكابي، حاكم ولاية أركنساس الأمريكية والمرشح الرئاسي السابق زار قطر في يناير الماضي، للأشادة فيها بالامارة، دون أن يذكر حصوله على 50 ألف دولار من الدوحة في إطار مهمة لتلميع صورتها.

فبعد زيارته لقطر التي تواجه مقاطعة من الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، امتدح هاكابي، والد المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي، قطر في تغريدة على تويتر، بعدما حصل على 50 ألف دولار من جماعة ضغط تابعة لقطر.

وأورد موقع «ماذر جونز» أن وزارة العدل الأمريكية صنفت رجل الأعمال جوزيف اللحام عميلاً أجنبياً في خدمة قطر، وكُشف عمله لحساب الحكومة القطري.

وفي التسجيل، أفاد اللحام بأنه دفع 50 ألف دولار لـ«بلو دياموند هورايزونز» في 23 نوفمبر لزيارة هاكابي.

وهذه الدفعة، جزء من 1.45 مليون دولار خصصتها الحكومة القطرية لللحام لينفق على التشجيع «التزام» قد يعود بالفائدة لقطر.

وزار هاكابي الدوحة مع آلان ديرشوفيتز، المحامي الشهير المقرب من ترامب، ومورت كلين، رئيس المنظمة الصهيونية لأمريكا.

وكانت الرحلة واحدة من 20 رحلة على الأقل نسقها اللحام ونيك ميوزين، المساعد السابق للسناتور تيد كروز الذي عمل لمصلحة قطر أيضاً حتى الشهر الماضي، حسب موقع ماذر جونز.

ودفعت الحكومة القطرية كلفة الرحلات التي كانت جزءاً من جهد للتقرب من زعماء يهود أمريكيين. ومع أن هاكابي ليس يهودياً إلا أنه مؤيد قوي لإسرائيل.

واعتبر عملهم، مع داعمين أمريكيين لإسرائيل، جزءاً من جهد أوسع لتحسين علاقات قطر بالولايات المتحدة، في وقت يستمر فيه الخلاف، بينها وبين السعودية والإمارات.

وفي يوليو الماضي، ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن دولة قطر مولت سفر ضباط إسرائيليين وشخصيات إسرائيلية للخارج، وأنه تبين من فحص أجرته أن ضابطين إسرائيليين، وموظفين سافروا على حساب مؤسسة إعلامية تمولها قطر، وأن الجيش الإسرائيلي أكد أن التعامل مع المنظمة تم وفق الإجراءات، موضحة: «سافر كبار ضباط من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكبار المسؤولين الحكوميين إلى محاضرات في الخارج على حساب منظمة إعلامية حصلت على تمويل من حكومة قطر». و

أضافت القناة: «المنظمة والتي تدعى Our soldiers speak (جنودنا يتحدثون)، هي التي نظمت رحلات الضباط وكبار المسؤولين الإسرائيليين، وهي منظمة يمينية تم تأسيسها قبل بضع سنوات من قبل بنجامين أنتوني، وهو مستوطن من أصول بريطانية قرر بعد خدمته العسكرية تأسيس منظمة لشرح نشاط جيش الاحتلال إسرائيلي في الجامعات في البلدان الناطقة بالإنجليزية».

وأشارت إلى أنه في 30 أكتوبر 2017 تلقت المنظمة تبرعا بمبلغ 100 ألف دولار من رجل أعمال يهودي أمريكي يدعى جوي اللحام، وهو صاحب سلسلة مطاعم في نيويورك، وفي العام الماضي عمل كجهة ضغط لصالح الحكومة القطرية في الولايات المتحدة، خاصة بين الجالية اليهودية، متابعة: «وفق القانون الأمريكي، على اللحام أن يسجل نفسه كوكيل أجنبي كونه يعمل مع الحكومة القطرية، وعليه الكشف أمام وزارة العدل الأمريكية عن الأموال التي يحصل عليها من قطر، وأوجه صرف هذه الأموال، ومن وثائق نشرتها مجلة أسبوعية أمريكية باسم Jewish week تبين أن اللحام حصل على مليون ونصف المليون دولار من حكومة قطر لجماعات ضغط داخل الولايات المتحدة». كما أظهرت الوثائق أنه في 30 أكتوبر 2017 تبرع بمبلغ 100 ألف دولار من أموال الحكومة القطرية إلى منظمة بنجامين أنتوني «جنودنا يتحدثون» وكانت هذه مساهمة مهمة جدا للمنظمة، والتي شكلت حوالي 15% من ميزانيتها. ومن الوثائق نفسها تبين للقناة العاشرة، منذ استلام المنظمة للتبرعات سافر ضابطان من جيش الاحتلال الإسرائيلي على حساب المنظمة إلى الولايات المتحدة، أحدهما ضابط في القطاع الطبي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والثاني في منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بالإضافة لمحاضر آخر مختص في نشاطات المنظمة، ويعمل حاليا في الولايات المتحدة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية