x

«المصرى اليوم» ترصد مشاهد مقتل «سائق العمرانية».. وأسرته تطلب القصاص

الجمعة 13-05-2011 21:42 | كتب: سامي عبد الراضي, أحمد عبد اللطيف |
تصوير : آخرون

التفاصيل حقيقية وحدثت بالفعل فى شارع الاشتراكية بالكُنَيّسة فى منطقة العمرانية بالجيزة وما تحمله السطور الآتية ليست مشاهد تمثيلية فى فيلمى «حين ميسرة» و«إبراهيم الأبيض»، لكن أبطالها حقيقيون من «لحم ودم» والواقعة يحقق فيها الآن هشام حاتم، مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة، وتنتشر الأكمنة والمأموريات بإشراف العميد محمد عبدالتواب، مفتش المباحث، والمقدم أحمد خورشيد، رئيس مباحث العمرانية.


لم يجد محقق النيابة إلا «شاهداً واحداً» روى له التفاصيل، أما باقى الشهود وهم بالعشرات فقالوا: «ماشفناش ومنعرفش». كانت الجريمة أشبه بواقعة ذبح الشاب المصرى محمد سليم مسلم، والتمثيل بجثته، على يد أهالى قرية «كترمايا» اللبنانية فى أبريل 2010، إذ حدثت أمام جمهور المتفرجين عندما جرد شقيقان سائق «توك توك» من ملابسه بالكامل بمساعدة آخرين يحملون أسلحة بيضاء ونارية، ثم ربطاه بحبل من رقبته وعلقاه على باب منزلهم بشارع الاشتراكية بالكُنَيّسة، ثم انهالا عليه بالأسلحة البيضاء والسنج حتى لفظ أنفاسه.


المشهد الأول: شارع الاشتراكية القريب من شارعى «الثلاثينى والمستشفى، حيث باعة المخدرات منتشرون ومعروفون بالاسم للجميع، هنا يقع منزل المتهمين كرم وإبراهيم حكيم وهما شابان فى العشرينيات وخرج إبراهيم من السجن فى يناير الماضى، بعد قضائه 5 سنوات فى قضية مخدرات.


بدأت القصة قبل أسبوعين عندما علم إبراهيم أن 3 شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و23 سنة يعملون فى تجارة المخدرات حصلوا على أقراص مخدرة وكمية من البانجو والحشيش من شقيقه ورفضوا دفع الحساب أو إعادة المخدرات.


المشهد الثانى: خرج إبراهيم وكرم ومعهما 7 آخرون يحملون أسلحة وشوماً، متوجهين إلى الشباب الثلاثة ونشبت مشاجرة عنيفة انتهت بانتصار إبراهيم واستيلائه بمعاونة مَن معه على أموال وهواتف محمولة من الثلاثة.. وتوعدوهم بالضرب مجدداً لأن عقابهم لم ينته بعد.


فى اليوم التالى خرج الشباب الثلاثة ومعهم 5 آخرون يحملون زجاجات مولوتوف وتوجهوا إلى منزل الشقيقين، وألقوا الزجاجات الحارقة على شقتهما وأحدثوا بها بعض التلفيات، فيما كان إبراهيم وشقيقه خارج المنزل وهو ما دفع «المهاجمين» إلى إلقاء المزيد من العبوات الحارقة.


المشهد الثالث: علم الشقيقان بـ«الهجوم» على منزلهما.. وقررا الانتقام لأنفسهما ليستعيدا «كرامتهما» ويوصلا رسالة إلى الشارع الذى يسكنان به أنهما موجودان وبقوة ولن يستطيع أحد أن يسبب لهما حرجاً مهما حدث.


وبمجرد طرح اسم سائق التوك توك سامح منصور غالب «23 سنة» أمام الشقيقين «كرم وإبراهيم» باعتباره ضالعاً فى واقعة الحرق بعد أن دل المهاجمين الثلاثة على المنزل اتخذ الشقيقان قرارهما بالانتقام من سامح ليكون «عِبْرة» لأهل الشارع.


المشهد الرابع: استيقظ سكان شارع الاشتراكية فى الثانية من فجر الخميس الماضى على أصوات طلقات نارية.. وعبارات: «اصحى يا منطقة وشوفى يا منطقة» ليشاهدوا الشقيقين يمسكان سائق التوك توك ويعتديان عليه بالضرب.. وحولهما أكثر من 10 أشخاص للمساعدة.. البعض منهم ينادى على المنطقة والبعض يطلق النار.


واستغاث الشاب سائق التوك توك: أنا عملت إيه بس.. حصل إيه.. أنا راجل سواق توك توك وباكل عيش.. وكام زبون طلبوا منى أوصلهم الشارع هنا.. وأنا عارف الشارع كويس لأن جدتى ساكنة هنا.. حرام عليكم فيه إيه.. لكنه لم يجد من يتعاطف معه أو يستمع إليه.


المشهد الأخير: جرد المتهمان الضحية من ملابسه كاملة، وأحضرا حبل غسيل ولفاه حول رقبته وعلقاه على باب منزلهما وأحدثا به جروحاً فى ذراعيه ووجهه وصدره وبطنه ومؤخرته وبأجزاء متفرقة من جسده.. وصرخ الشاب كثيراً قبل أن يتوقف صوته تماماً، وحاول أحد المواطنين التدخل، فقابله الشقيقان بشتائم وأجبروه على العودة.. قبل أن يقول أحد المقربين من إبراهيم: كده الواد هيخلص.. وأمسك بسنجة وقطع بها الحبل المربوط به الضحية ليسقط على الأرض ويحمل الشاب ويلقى به أمام منزل أسرته ملفوفاً فى «ملاءة» أحضرتها شقيقة المتهمين له واستيقظت أسرة الشاب على المشهد ونقلت الضحية إلى المستشفى ليلفظ أنفاسه الأخيرة.


هرب المتهمان بعد الواقعة، فيما تنتظر أسرة القتيل القصاص، وانتاب أهل الشارع الخوف ويرفضان رواية الواقعة خشية عودة المتهمين للانتقام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية