كشف الفنان محمد رجب أن تاجيل عرض فيلمه بيكيا أكثر من مرة أصابه بأزمة نفسية، لكن قرار عرضه فى موسم عيد الأضحى هو قرار خاص بالمنتج أحمد السبكى. وقال إن فكرة الفيلم ماخوذة من واقعة حقيقية تعرض لها هو شخصيا خلال فترة مرض والده وإنه يحرص فى أعماله على أن تتضمن قضية تلمس الجمهور وفى نفس الوقت يقدم خلالها المتعة والترفيه.
وتابع، إنه لا يتدخل فى ترشيح أبطال أفلامه وأنه يجتمع مع المنتج والمخرج وكاتب السيناريو لوضع 3 ترشيحات لكل دور وفى النهاية القرار تحكمه ميزانية الفيلم.
وأوضح رجب فى حوار لـ«المصرى اليوم» أن تكرار تعاونه مع المؤلف محمد سمير مبروك والمخرج محمد حمدى والفنانية أيتن عامر بسبب الكيمياء والتفاهم الذى يربطه بهم.
■ متى بدأت رحلتك مع سيناريو فيلم «بيكيا»؟
-لأننى مهتم جدًا بملف الصحة نتيجة موقف شخصى تعرضت له، تحمست للفكرة بمجرد أن عرضت علىّ، وأنا أفضل دائما العمل على السيناريو ومتابعته بكافة تفاصيله مع السيناريست أثناء كتابته، ووجدت انه مكتمل العناصر كفكرة لم أقدمها من قبل، وشخصيات ونماذج حياتية وبداية وحبكة ونهاية هذا هو الفيصل والأساس بالنسبة لى فى حماسى لأى عمل من عدمه، وبمجرد أن قرأت النسخة الأولى من السيناريو تحمست له جدًا.
■ ماذا عن فكرة العمل؟
- الفيلم يتناول عالم الباحثين والعلماء، من خلال شخصية باحث يدعى مصطفى يتوصل لعلاج أحد الأمراض المزمنة، وتحاول إحدى منظمات «مافيا الأدوية» التفاوض معه لشراء هذا البحث، ويرفض مما يعرضه للخطر فيضطر للتخفى ويتنكر فى شخصية شاب فاقد للذاكرة يعيش فى بيئة شعبية حتى يتمكن من انتهاء بحثه.
■ ولماذا اخترت ملف الصحة تحديدًا؟
-يشاء القدر أن والدى تعرض لجلطة دماغية فى الوقت الذى كنت أبحث فيه عن فكرة فيلم، وبعد قراءتى لأكثر من سيناريو لم أتحمس لها، بعضها كانت تشبه موضوعات قدمتها من قبل، والبعض الاخر كانت قصصها جيدة ولكن السيناريو والحوار دون المستوى، وأنا الفكرة بالنسبة لى قصة وسيناريو وحوار، من السهل أن تحصل على القصة لكن الحوار يحتاج إلى موهبة فى كتابته، وعلى أساس هذا المثلث يكون اختيارى، وبعد تعرض والدى لمحنة المرض قررت تأجيل العمل لحين الاطمئنان عليه، وعشت معه رحلة العلاج وظللت إلى جانبه فى أحد المستشفيات الكبرى، ومع ذلك اكتشفت ألاعيب المستشفيات الخاصة فى استنزاف أموال المرضى، وقتها قلت لنفسى كيف لمحدودى الدخل أن يعالجوا فى ظل هذه النفقات الباهظة؟.
■ وما حقيقة ما تردد من أن الأطباء لم يتمكنوا من تشخيص الحالة المرضية لوالدك وقتها؟
- لم يكن الأمر متعلقا بالتشخيص، ولكن اكتشفنا التلاعب فى المستشفيات وأننا بصدد تجارة لا طب، فمثلا إذا كان المريض فى حاجة لأن يتواجد فى غرفة العناية المركزة 5 أيام يستمر 15 يوما وأكثر للحصول على أموال ضخمة، ومن هنا جاءت فكرة فيلم «بيكيا»، وسألت نفسى إذا كان هذا هو الوضع فى أفضل مستشفى استثمارى فكيف هو الوضع فى المستشفيات الحكومية، واكتشفت عن تجربة واقعية لأغلى شخص فى حياتى وهو والدى أننا يتلاعب بنا واستفزنى هذا الأمر والتقيت بالسيناريست محمد سمير مبروك وبدأنا التفكير فى التصدى لهذه الفكرة من خلال فيلم سينمائى.
■ لماذا تفضل دائما التصدى لقضايا الفساد فى أعمالك؟
- أنا من مدرسة التصدى للفن والكوميديا من خلال قضية، بعيدا عن الفانتازيا البحتة، وأن يكون للفنان دور فى التأثير على الجمهور إلى جانب تحقيق المتعة والترفيه.
■ تكرار تعاونك مع المخرج محمد حمدى فى «4» أعمال والسيناريست محمد سمير مبروك فى 5 ما سببه؟
- بالتأكيد الراحة مطلوبة للممثل والكيمياء والتجانس بينه وبين المخرج والمؤلف، وبصراحة محمد سمير بالنسبة لى «عشرة عمر» وصديق، وحمدى رجل ملتزم ومحترم وموهوب و«وشه حلو علىّ»، ولنا نصيب فى أن نتعاون معًا فى هذا العمل، بعد عدة تجارب ناجحة لنا معًا، وأعتز بصداقته وبرؤيته، وإن كنت تعاونت مع عدة مدارس من الإخراج على مدار مشوارى.
■ تظهر من خلال الفيلم بشخصية باحث علمى ورجل فاقد للذاكرة كيف كنت تتنقل بينها؟
- الأول لباحث علمى يدعى «مصطفى» كما سبق وذكرت، والثانى لشخص متسول فاقد للذاكرة يدعى بركات، كلاهما بعيد عن الاخر تمامًا، وأتمنى أن يلقى العمل إعجاب المتلقى، واشتغلت على كل كاركتر بتفاصيل مختلفة، وأنا لا أقدم «بلطجى» على الإطلاق ولا تستهوينى هذه النوعية من الأدوار وأرفضها بشدة، حتى فيلم سالم أبوأخته كان الكاركتر عبارة عن بائع «غلبان» يهدر حقه ويحاول البحث عنه، وفى بيكيا شخصية بركات متسول وليس بلطجيا.
■ وهل عشت فى تحد مع الشخصيتين؟
-ليس بهذه الصورة، لانى قصدت أن تكونا مختلفين تمامًا، وهناك اختلاف فى الشكل والثقافة والملابس والأداء، وفصلت بينهما تمامًا، ومساحة الدورين متقاربة جدًا ضمن الأحداث.
■ أين كانت صعوبة تجربة فيلم بيكيا؟
- «مفيش حاجة سهلة فى شغلنا»، وإذا كنت تقصد مخاطر تنفيذ مشاهد الأكشن، فأى ممثل يتصدى لمثل هذا النوع من الدراما يضع لنفسه risk فأيا كانت درجة التأمين سيتعرض للإصابة، خاصة إذا كنت تنفذ المشاهد بنفسك.
■ وهل تعرضت للإصابة أثناء التصوير؟
- بالتأكيد كانت معظمها عبارة عن كدمات وخدوش سطحية ليس أكثر من ذلك والحمد لله تغلبت عليها.
■ وهل كان هناك فريق متخصص فى تنفيذ هذه المشاهد؟
- بالتأكيد الفريق كان بقيادة عصام الوريث مصمم المعارك الخاص بالفيلم وبذل مجهودا كبيرا فى العمل وهو ما سوف يلحظه المتلقى خلال مشاهدته للفيلم.
■ أنت مع أم ضد الاستعانة بدوبلير فى تنفيذ المشاهد الخطرة؟
-أرفض الاستعانة بدوبلير، بدليل أن المخرج يقوم بعمل close بالكاميرا على وجهى، لأن استخدام الدوبلير يتطلب من المخرج التصوير بكاميرات وكادرات معينة.
■ ما سر تكرار تعاونك مع أيتن عامر؟
- أحبها جدًا وأحترمها، واكتشفت من خلال بيكيا كيف نضجت موهبتها أضعاف ما كانت فى فيلم سالم أبو أخته.
■ هل تفضل المشاركة فى اختيار الكاست المشارك لك فى تمثيل أعمالك؟
-سأتحدث بصراحة، بعد الانتهاء من كتابة السيناريو، كنسخة نهائية، وهو ما يستغرق وقتا طويلا، أجتمع مع المنتج والمخرج ونقوم بترشيح 3 أسماء فنانين لكل شخصية ضمن أحداث العمل، وهو أسلوب متبع فى أغلبية الافلام، ويتحكم فى ذلك ميزانية المنتج.
■ من كان وراء ترشيح شقيقك عمرو رجب للمشاركة فى العمل؟
-أنا من رشحته، وهو ضيف شرف فى دور ضابط ضمن الاحداث، وهو ممثل موهوب ويظهر الأيام المقبلة فى أعمال جيدة ويحضر لمسلسل مع المخرج محمد حمدى سيكون مفاجأة، وشارك من قبل فى مسلسلات: رقم مجهول وبدون ذكر أسماء وأدهم الشرقاوى.
■ ما سبب تأجيل عرض الفيلم أكثر من مرة؟
-النصيب فى النهاية، ولن أخفى عليك أننى مررت بحالة نفسية صعبة بسبب تأجيل العرض مرتين، فى كل منهما كنت أحضر نفسى لعرضه ويؤجل، مرة بسبب ضعف الموسم فى شم النسيم وأخرى بسبب كأس العالم، والقرار الأخير اتخذه المنتج أحمد السبكى بأن يعرض فى هذا الموسم و«فوضت أمرى لله».
■ هل تتوقع أن يحقق العمل إيرادات جيدة وسط المنافسة الشرسة فى العيد؟
-أتمنى ذلك بالتأكيد، وأن يكون النجاح حليفنا، وسط منافسة قوية مع 6 أفلام مختلفة تمامًا عن بعضها البعض وأتمنى التوفيق للجميع.
■ ما رأيك فى عرض الفيلم بتصنيف عمرى +12؟
- لا أتفهم معنى تصنيف «إشراف عائلى»، أحرص دائما على أن تخلو أفلامى من القبلات أو الألفاظ أو التابوهات، ولا تمثل هذه العناصر أى إضافة بالنسبة لى، وقد يكون منح هذا التصنيف بسبب موضوع الفيلم نفسه.
■ كثيرون ينتقدون سينما السبكى كيف تراها كفنان؟
-أفلامى مع السبكى كلها تحمل قضايا اجتماعية وهو منتج حريف وميزة لأى ممثل التعاون معه بدون شك، لأن المنتج يجب أن يكون قادرا عن الترويج لفيلمه وتوزيعه بشكل جيد وحمايته وتسويقه والسبكى محب لشغله ويستميت من أجل أفلامه.
■ ما شروط قبولك أى عمل من عدمه؟
- ليس لدى أى شروط سوى التحمس للفكرة والموضوع، وبعدها النقاش مع المخرج والاتفاق معه وأهم المشاهد فى العمل، كل ذلك قبل بدء التصوير، وبمجرد دوران الكاميرا أكون مثل التلميذ وقت الامتحان أركز فى كيفية تقمص الشخصية والتعايش معها لأننى دائما ما أكون متوترا بشأن ما إذا كنت متقمصا للشخصية أم لا، خاصة أننى فى كل عمل أتصدى لشخصية وكاركتر مختلف.
■ ما حقيقة تحضيرك لمسلسل جديد مع تامر مرسى؟
- بالفعل تعاقدت منذ 7 شهور على مسلسل جديد مع تامر مرسى لرمضان 2019، بعد سنوات من توقف تعاوننا سويا لأن بدايتى كانت معه، وهو عمل ساسبنس هذا كل ما أستطيع كشفه عن العمل، وكذلك أحضر لمشروع فيلم جديد.
■ وماذا عن مسلسل 3 ورقات، لسميح النقاش وتأليف باهر دويدار؟
-هو مشروع متوقف.