احتفلت الكنيسة القبطية، الأربعاء، بعيد صعود جسد السيدة العذراء مريم إلى السماء، بإقامة قداسات بمختلف الكنائس، وذلك عقب ١٥ يومًا من الصوم بمناسبة إصعاد جسدها الطاهر إلى السماء، وفق الاعتقاد المسيحى، حيث يحظى صيام العذراء مريم بمكانة كبيرة لدى الأقباط، لما تمثله «أم النور» من قيمة كبيرة فى قلوب المصريين عامة والأقباط خاصة، فيحرص عدد كبير من الأقباط على ذبح نذورهم فى 22 أغسطس من كل عام وتوزيع اللحوم على الفقراء.
واحتفل الآلاف بعيد السيدة العذراء، مساء الثلاثاء، بكنيستها بالزيتون، التى شهدت ظهور العذراء مريم فوق قبتها فى ستينيات القرن الماضى خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبعد شهر من التكرار، أصدر البابا كيرلس السادس، آنذاك، بيانًا لتأكيد الحدث الذى ذاع صيته فى أنحاء العالم كافة.
وشهدت الاحتفالات هذا العام مدائح وصلوات وزوّارا من كل مكان حرصوا على الحضور نُذرًا للسيدة العذراء، فيما شهدت الكنيسة تشديدات أمنية مكثفة لمنع دخول أى شخص لا علاقة له بالاحتفالات وسط الزحام، فيما طلب رجال الأمن من الأقباط إظهار (صليبهم)، للتأكد من كونهم مسيحيين، أو من خلال بطاقة الرقم القومى، حال عدم وجود وشم الصليب، وبعد المرور من بوابة أمنية سبقها شارع طويل محاط بطوق أمنى وحواجز تنظيمية، تواجد أعضاء فريق الكشافة داخل الكنيسة لتنظيم الأمور والتعامل مع الزحام الشديد منعًا لحدوث أى أزمات.
وقالت مارى وجدى: «اعتدت الحضور كل عام لكنيسة العذراء فى الزيتون، لأنها شفيعتى وشفيعتنا جميعًا، وأيام صيامها فى أغسطس من أجمل أيام السنة بالنسبة لنا»، فيما أكد جون عماد أنه يحرص وأسرته على حضور احتفالات عيد السيدة العذراء فى كل عام، باعتبارها أهم شفيعة فى الكنيسة القبطية.
وأضافت مريم شكرى أنها ليست من منطقة الزيتون، لكنها وهبت نُذرًا للعذراء بالحضور لكنيستها التى شهدت أهم وأشهر ظهور لها، لتقديم نذورها لها كل عام.
وفى كنيسة العذراء بمسطرد، احتفل مئات الأقباط بعيد الطاهرة مريم، حيث تعد تلك الكنيسة من أشهر معالم رحلة العائلة المقدسة لمصر، وبها بئر العذراء مريم، ورغم ما شهده هذا المكان قبل 10 أيام من محاولة انتحارى تفجير نفسه بالقرب من الكنيسة إلا أن قوات الأمن حالت دون ذلك بعدما أجبرته على التراجع، فاضطر إلى تفجير نفسه أعلى الكوبرى. وأطلقت النساء الزغاريد فرحًا بزيارتهن إلى المغارة الأثرية، وبئر المياه المجاور لها.
وفى أسيوط، ترأس الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط للأقباط الأرثوذكس، مساء الثلاثاء، عشية عيد السيدة العذراء مريم، بدير درنكة فى أسيوط، وسط حضور الآلاف من أبناء الكنيسة الأرثوذكسية.
وزار المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط، دير السيدة العذراء فى درنكة، الإثنين الماضى؛ لتقديم التهنئة للأقباط، بمناسبة عيد السيدة العذراء، وقال الأنبا يؤانس، إن عدد زوار دير العذراء مريم بلغ نحو 3 ملايين زائر عن العام الماضى.
وفى المنيا، قال القس موسى جرجس، راعى كنيسة السيدة العذراء بالصاغة ملوى، إنه رغم انتهاء صوم السيدة العذراء الأربعاء، بقداس العيد إلا أنه تم التنبيه على جموع الصائمين بألا يتناولوا طعامًا مُفطِرًا عقب القدّاس ويستمرون فى الصوم، على أن يقوموا بالإفطار، اليوم الخميس، مبررًا بأنه عندما يأتى العيد يوم أربعاء أو جمعة لا يُفطر فيه، لأنهما من أيام صيام طوال العام، ويفطر فى اليوم التالى.
ونظمت كنيسة العذراء مريم والقديس يواقيم والقديسة حنا بقرية دماريس بالمنيا، حملة للتبرع بالدم، بمناسبة عيد السيدة العذراء مريم، وذلك فى حب الراحلين الأنبا أرسانيوس، مطران المنيا وأبوقرقاص، والراهبة تاسونى فيرينا التى كانت تخدم الفقراء بالإيبراشية، واللذين رحلا قبل أيام خلال صوم العذراء.
وأوضح القس غبريال محب، راعى الكنيسة المنظمة لحملة التبرع بالدم، أنه تم اختيار اسم الأنبا أرسانيوس وتاسونى فيرينا، لتكريمهما وتحملهما للمرض والألم بشكر وفرح حقيقى.