ألقى الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، خطبة عيد الأضحى المبارك، عقب أداء صلاة العيد بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار رجال الدولة بمسجد محمد كريم بالإسكندرية، تحدث فيها عن فضائل الحج المذكورة في سورة الحج، وأشار إلى العلاقة بين الحج والإحسان.
وقال الأزهري: «إن الله وضع الإحسان فوق مقام العدل، مبينا فضل الإحسان وذكره في آيات القرآن الكريم»، موضحا أن الإحسان هو لباب الدين وجوهره وهو فوق الإتقان وفوق العدل، مشيرا إلى أن الإحسان أن تعطي الشيء حقه عن حب.
وأضاف أن الله أمر عباده بالإحسان، لافتا إلى أن الإحسان هنا ليس تفضلا ولكنه محبة ودرجة عليا من درجات المحبة نظرا لأن الله أمر بمعاملة الوالدين بالإحسان، مؤكدا أن الإحسان هو منتهى الجود والاتقان والحب.
وأوضح الأزهري أن سورة الحج تناولت الحج والمعاني العظيمة به، متحدثا عن علاقة الحج بالإحسان، قائلا: «لقد استعنت بقراءة الذكر الحكيم وتأملته، وعلمت أن الله جعل الإحسان فوق مقام العدل، متحدثا عن شعيرة الحج بقوله تعالى (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود)».
وتابع: «قضية الإحسان لها أهمية كبيرة، رغم اختزالها عند بعض الناس في إعطاء حسنة للفقراء»، موضحًا أن الإحسان يشمل العديد من المعاني والمواقف، مثل «وبالوالدين إحسانا»، كما أن هناك العديد من النماذج التي ذكرت في القرآن الكريم وتتحدث عن الإحسان عند الله، والذي جعله شريعة في المعاملات.
وأكد الأزهري أن الإحسان كمال وتجويد وحب، مشيرا إلى ضرورة أن يعامل كل مسلم أخاه المسيحي بالإحسان، لأنه بحق يشمل معنى المواطنة الحقيقي بين الشعب المصري، وضرب مثلا بالإحسان في الأوقاف التي أوقفها أحد الخلفاء العباسيين للإنفاق على المدرسة المستنصرية بالعراق، والتي تجاوزت 3 ملايين جرام من الذهب سنويا.
وشدد الأزهري على أنه لا مناص لأمتنا من الاهتمام بالتعليم، مطالبا بالإحسان للتعليم وتخصيص أوقاف للتعليم في مصر على نهج المدرسة المستنصرية في العراق التي كانت لها أوقاف مكتوبة في 5 كراسات لضخامة تلك الأوقاف.