قال رئيس حزب النهضة الإسلامى فى تونس راشد الغنوشى إنه يجب على جماعة الإخوان المسلمين فى مصر أن تحكم من خلال تحالف وطنى يضم الأحزاب العلمانية والأقباط، مشيراً إلى أهمية تشكيل حكومة ائتلافية لتحقيق النجاح، واصفاً الإخوان بأنها جماعة كبيرة، وحركة قوية مسؤولة، وبالتالى لن تدخل فى أى مغامرة حمقاء، وأن الانتخابات منافسة شريفة، ويجب أن يحصل الجميع على حصته العادلة منها.
وأضاف «الغنوشى»، الذى حصل حزبه على الأغلبية فى الانتخابات الأخيرة وشكل الحكومة الحالية، فى حوار مع مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية الاربعاء، أن المعادلة المصرية أكثر تعقيداً من التونسية، بسبب وجود الأقليات الدينية والعرقية، بالإضافة إلى قوة التيار السلفى، فضلاً عن أن دور الجيش فى مصر يختلف تماما عنه فى تونس، معتبراً أن مشاركة الإسلاميين فى الحكومات تقلل من تطرفهم، وأن السلفيين سيواجهون الأمر الواقع وليس مجرد أفكار وشعارات.
وحذر «الغنوشى» من تكرار أخطاء الجزائر فى مصر، عندما فاز الإسلاميون فى الانتخابات بنسبة 80% من المقاعد، لكنهم تجاهلوا الأقليات والجيش وقطاع الأعمال تماما، الأمر الذى أدى بهم إلى الانقلاب على الديمقراطية، وهو ما يعتبر سبب معاناة الجزائريين حتى الآن. ووصف «الغنوشى»، خلال زيارته الولايات المتحدة، الإسلام فى بلاده بأنه معتدل، وأن الدستور الجديد لن يتضمن أى مواد تدين إسرائيل، نافياً معاقبة المرتدين عن الإسلام، بقوله: «الناس أحرار فى أن يغيروا أديانهم»، مؤكداً أن تطبيق الشريعة الإسلامية ليس من أولويات حزب النهضة الآن، وإنما ضمان عدم عودة الديكتاتورية مرة أخرى إلى تونس.
وبرر «الغنوشى» اتجاه السلفيين إلى التطرف بقوله إنه جاء تحت وطأة التعذيب والقمع، معلناً عن عزمه مقاومة أى جهود سلفية للدفع بوجود دستور إسلامى، معترفاً بوجود فصيل من الناس لا يطمئنون لفوز حزبه فى الانتخابات، مبرراً عدم ثقة البعض فى الحزب باستمرار الدعاية السيئة التى روّجها نظام الرئيس السابق زين العابدين بن على لمدة 22 سنة، لافتاً إلى أحقية الخائفين من الحزب فى تشكيل جبهة معارضة ضده.