«عيد اللحمة».. عبارة توارثناها جيلا بعد جيل وارتبطت بعيد الأضحى المبارك، ربما لأن الجميع يأخذ نصيبه من تناول اللحوم، سواء غنيا أو فقيرا، أو لارتباطه بالكبش الذى فدا الله عز وجل به سيدنا إسماعيل عليه السلام من الذبح، إلا أننا فى النهاية نصل إلى يقين عشق المصريين للحوم، وهو ما يستدل به من خلال انتشار شوادر الأضاحى فى الشوارع، والزحام الكبير على محال الجزارة لشراء اللحوم لمن لا يستطيع شراء الأضحية.
وتختلف بعض العادات فى تناول اللحوم خلال أيام عيد الأضحى من محافظة لأخرى، حيث يحرص سكان المدينة على تناول اللحم الضانى، بينما يفضل أهالى القرى تناول اللحم الجاموسى والبقرى والجملى، وقد أحب المصريون اللحمة وتغنوا بها وغنوا لها، وغنى لها المطرب الشعبى شعبان عبدالرحيم «يا لحمة يالى معندانا.. وشايفة نفسك ويانا.. انتى اللى ديما كسفانا».
وتعد «الفتة» من أشهر الوجبات التى لم ولن تتغير، يتوارثها الأجيال ويتجمع عليها أفراد العيلة أول أيام العيد، فلا وجود للعيد بدون أكل الفتة فى أول أيامه، أما فى ليلة العيد يتجمع أفراد العائلة وعادة تكون الوجبة الأساسية هى اللحوم المشوية على الفحم، فتعد «اللحمة الضانى» بمختلف أنواعها والكفتة المشوية من أهم الأكلات المميزة فى أيام عيد الأضحى.
طوال الخمسة عشر عاما الماضية، حرصت نادية صلاح السيدة الخمسينية على الالتزام بطقوس خصصتها فى تحضير الوجبات الغذائية لأيام عيد الأضحى، وجبة الإفطار تتكون من طبق «الفتة» مصحوبة بشوربة اللحم، أما وجبة الغذاء تقدم الأطباق من قطع اللحم الكبيرة، بالإضافة إلى سقط الذبيحة من كبد الأضحية أو الرأس، وما تبقى من طبق الفتة مضاف إليه طبقة كبيرة من الأرز.
وحول استعدادات المجاز لاستقبال الأضاحى، أول أيام العيد أكد الدكتور حسن الجاعونى، رئيس الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر، رفع درجة الاستعداد القصوى وإلغاء الراحات والإجازات لأطباء المجازر، وتكثيف المرور على مجازر الحيوانات بالمحافظات، وتوفير وتأمين الأختام والمادة الملونة المستخدمة لختم المذبوحات، والتنسيق مع مباحث التموين وإدارة التفتيش على اللحوم فى المرور على منافذ بيع اللحوم للتأكد من سلامة اللحوم المعروضة وصلاحيتها للاستهلاك الآدمى.
وكان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أعلن عن زيادة متوسط نصيب الفرد فى مصر من اللحوم من 16.3 كيلو جرام فى السنـة إلـى 19.1، أى بنسبة 17.2% فى الفترة من عام 2006 إلى 2015.
وقال الجهاز فى مؤشرات دراسة «اقتصاديات الأمن الغذائى فى مصر خلال الفترة (2006ـ2015)» إن تلك الفترة شهدت زيادة كمية العجز من اللحوم الحمراء من 298 ألف طن إلى 720، أى بنسبة 141.6%، وكذلك انخفاض نسبة الاكتفاء الذاتى من 74.6% إلى 57.5% وزيادة متوسط نصيـب الفـرد.
ويعنى ذلك وفق تلك الأرقام والمؤشرات، أن السبب فى زيادة عجز اللحوم الحمراء وانخفاض الاكتفاء الذاتى منها، هو زيادة معدل استهلاك الفرد الذى زاد 2.8 كيلو جرام فى السنة عن الاستهلاك المعتاد.
من جانبه، ينصح الدكتور سيد أحمد، استشارى أمراض النساء والتوليد، السيدات الحوامل بالامتناع عن الأكل من لحم الخروف والضأن فى حال معاناتهن الشديدة من مشاكل القىء المستمر وعسر الهضم، سواء فى بداية الأشهر الأولى، أو خلال فترة الحمل.
وحذر أحمد لبيب، خبير التغذية، من يعانون من قصور حاد فى الشرايين التاجية من تناول الكبدة الضانى، لأنها تحتوى على نسبة عالية من الكوليسترول.