x

البدرى فرغلى: «صكوك الغفران» آخر مبتكرات الرشاوى الانتخابية

الأربعاء 07-12-2011 18:05 | كتب: عماد فؤاد |
تصوير : محمد راشد

للمرة الرابعة يختار أبناء بورسعيد البدرى فرغلى نائباً عنهم فى البرلمان، وكانت المرة الأولى عام 1990، وتلتها مرتان فاز فيهما باكتساح.. لكنه وصف معركته هذه المرة بأنها كانت الأكثر شراسة لأنه واجه من وصفهم بأصحاب الأفكار الظلامية الذين كفروه وحولوا منابر المساجد التى يسيطرون عليها إلى منابر انتخابية لصالح منافسه، ووصل الأمر بهم إلى حد إطلاق شائعة بوفاته أثناء التصويت فى انتخابات الإعادة وكأنهم يتحكمون فى القضاء والقدر وعن أجواء المعركة الانتخابية ومسيرته التى يصفها أنصاره بـ«النضالية» كان حوار «المصرى اليوم» مع أحد أشهر النواب فى تاريخ الحياة البرلمانية وإلى نص الحوار:

دخلت معارك انتخابية عديدة.. لكنك قلت إن هذه المرة مختلفة.. لماذا؟

ـ فى معاركى السابقة كنت أواجه نظاماً ديكتاتورياً بكل رموزه، وراهنت على وعى أبناء بورسعيد وطبيعتهم التى ترفض الاستسلام للبطش ومعاً قاومنا كل أساليب البلطجة والتزوير التى كان يمارسها الحزب الوطنى، لكننا واجهنا هذه المرة الأسوأ من النظام السابق، وهم أصحاب الأفكار الظلامية الذين كادوا يجروننا لحرب دينية.. وفوتنا عليهم الفرصة.

ألا ترى أن عبارة «حرب دينية» أكبر من الموقف نفسه؟

ـ أنا أعنى ما أقول، وإلا بماذا تفسر استغلالهم منابر المساجد فى الدعوة للمرشح السلفى، وتكفيرى فى الوقت نفسه، ووصل الأمر بهم إلى تكفير أكثر من 87 ألف بورسعيدى أعطونى أصواتهم فى الجولة الأولى.

الانتخابات فى نظر الكثيرين لعبة لها مفرداتها وأدواتها، وكل مرشح له أسلوبه.. فما رأيك؟

ـ أتفق معك إذا كان ذلك يتفق مع القانون الذى ينظم الحملات الانتخابية وطرق الدعاية، والأهم أن يتفق مع الأخلاق والسلوك الإنسانى بشكل عام.. وبخلاف ما أشرت إليه عن الحرب الدينية، لم يتورعوا أيضاً عن رشوة الناخبين بالسلع الغذائية والاستهلاكية لشراء أصواتهم، وهكذا مارسوا كل ما كنا ننتقده فى النظام السابق.

رغم ذلك حصلت على فارق كبير من الأصوات اقترب من الـ50 ألف صوت بينك وبين منافسك.. فلماذا ازدادت المعركة سخونة فى جولة الإعادة؟

ـ هم شعروا بأن المقعد اقترب كثيراً من مرشحهم، وزادت ممارساتهم عنفاً، وكما كفرونى وكفروا الآلاف من أبناء بورسعيد ابتكروا أسلوباً جديداً للرشوة لم أره فى حياتى وهو «صكوك الغفران» التى كان يعد بها أحد المشايخ أنصاره وأنصار مرشحه، وكان يقول إن من ينتخبه سيضمن طريقه إلى الجنة، والذى يعطى صوته لى فمصيره جهنم وبئس المصير، وكانوا يضغطون على الناخبين أيضاً للقسم على كتاب الله بأنهم سيصوتون لصالحهم.

وكيف تعاملت مع هذه الحالة؟

ـ أبلغت الحاكم العسكرى بكل هذه التجاوزات، وكثفت جهودى وسط أبناء المدينة لمقاومتهم، والرد على أفكارهم، وكشف حجم انفاقهم على الدعاية.

دعايتك أنت أيضاً كانت لافتة مقارنة بمرشحين آخرين؟

ـ أولاً، أنا أنفقت على دعايتى بالجنيه المصرى، ولم أنفق دولاراً أو ديناراً أو ريالاً.. ولا يمكن مقارنتها بحجم دعاية المرشح السلفى، وركزت مع أعضاء حملتى على توزيعها وفق خطة مدروسة لتغطى الأماكن المحورية فى المحافظة.

المعركة بدت كأنها مع أحد المشايخ وليس مع منافسك.. لماذا؟

ـ هذا الشيخ هو الذى كان يقود المعركة الحقيقية، وهو من كفرنى، ونصب نفسه أميراً على المدينة، وأنصاره لقبوه بفضيلة الإمام، ورد أبناء بورسعيد بوصفه بـ«إمام المهربين» لأنهم يعرفون تاريخه قبل أن يطلق لحيته.

وكيف تعاملت مع تحالف السلفيين والإخوان؟

ـ هم تحالفوا فى الجولة الأولى وركزوا جهودهم لإسقاط المناضل جورج إسحق، وفى الإعادة فقد التحالف تماسكه، وحصلت على أصوات كثيرة من المنتمين للإخوان ممن رفضوا الخطاب المتشدد للسلفيين.

بعد ثلاث دورات برلمانية متصلة فقدت مقعدك منذ 2005 هل ترى أنك فى كامل لياقتك البرلمانية الآن؟

ـ يوم ظهور نتيجة انتخابات 2005 قلت لأبناء بورسعيد أنا لم أفقد سوى كرسى خشب داخل المجلس، ووعدتهم بأن أظل نائبهم وفى خدمتهم ووقفوا معى لمعرفتهم تماماً بأنه تم إسقاطى عمداً بإيعاز من أحمد عز، ومبارك نفسه أقسم ذات مرة أنه سيقطع لسانى داخل البرلمان.. وأحمد الله الآن أننى وفيت بوعدى ولم أتخلَّ يوماً عن أبناء المدينة الحرة.

ما أولويات القضايا التى ستطرحها داخل البرلمان المقبل؟

ـ لا هم لى إلا مكافحة الفقر والبطالة، وسأعمل بكل ما أستطيع لتوفير فرص العمل لأبناء بورسعيد، وإعطائهم الأولوية فى الحصول عليها بدلاً من الوافدين من المحافظات الأخرى ولو نجحت فى ذلك فسأضمن حل الجانب الأكبر والأساسى من أسباب الفقر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية