x

بعد نفوق 18 ألفاً من صغارها.. دعوات لإنقاذ «البطاريق» وإعلان المحيط الجنوبى «محمية طبيعية»

السبت 18-08-2018 02:59 | كتب: محمد البحيري |
بطاريق القطب الجنوبي بطاريق القطب الجنوبي تصوير : آخرون

أطلقت منظمات مدافعة عن البيئة، أمس الأول، دعوة لإنقاذ الحياة البرية فى المحيط القطبى الجنوبى، عقب نفوق نحو 18 ألفا من صغار طائر البطريق خلال الشتاء الماضى، بسبب الجوع، وحظيت الدعوة بتوقيع نحو 250 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم.

وقال أصحاب الدعوة إن الصيد والتغير المناخى يهددان بالقضاء على جميع أنواع الكائنات الحية فى القطب الجنوبى، وأكد العلماء أن الطريقة الوحيدة لتفادى وقوع هذه الكارثة تكمن فى حماية مياه محيط القطب الجنوبى، لافتين إلى مساهمة الملايين خلال العام 2016 فى تكثيف الضغط من أجل إنشاء أول محمية بحرية فى مياه المحيط الجنوبى فى منطقة بحر روس، وهى ثانى أكبر محمية طبيعية من حيث المساحة فى العالم، لكنها لا تمثل إلا جزءًا يسيرًا من المحيط الهش فى القارة القطبية الجنوبية.

وأشار نشطاء البيئة إلى أن روسيا والصين من أبرز الدول المعارضة لإنشاء هذه المحميات، بينما أكد الخبراء قدرة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ومن ورائه المفوضية الأوروبية، على إقناع الصين وروسيا بتغيير موقفهما، مطالبين بإنشاء 3 محميات على الأقل للحفاظ على الحياة البرية القطبية.

فى السياق نفسه، حذر علماء من أن النظام البيئى بأكمله سينهار ما لم تتم حماية المنطقة من أساطيل سفن الصيد وتدمير المناخ، لافتين إلى أن الحياة البرية فى القطب الجنوبى تعانى من آثار التغير المناخى، ويمكن لأساطيل الصيد الضخمة التى تجوب السواحل هناك أن تزيد الوضع سوءاً بالنسبة للأنظمة البيئية.

كانت منظمة السلام الأخضر قد دعت فى يونيو الماضى لإنشاء محمية ضخمة فى القارة القطبية الجنوبية- أنتاركتيكا- لحماية الحياة الطبيعية فى المنطقة من مشكلة التلوث المتعاظمة، وكشفت رحلة استكشافية حديثة قامت بتحليل عينات من الماء والثلج احتواءهما على ما يُعرف بـ«مايكروبلاستيك»، وهى أجزاء صغيرة تنتج عن تحلل المنتجات البلاستيكية كأكياس التسوق وإطارات السيارات، فضلًا عن مخلفات كيميائية أخرى تستخدم بالتصنيع فى 9 عينات من الثلوج.

وقالت المنظمة إنه لم يكن هناك سوى القليل من المعلومات حول «الميكروبلاستيك» فى أنتاركتيكا، لكن نتائج تحليل هذه العينات الآن تثبت تلوثاً مطردًا فى القارة، إضافة إلى تبعات التغير المناخى والصيد الجائر، وطالبت بتحرك عاجل لتقليل تدفق البلاستيك والمواد الكيميائية إلى البحار للحفاظ على بيئة الحياة البحرية للأجيال القادمة.

كان مركز بحوث تغير المناخ فى جامعة نيو ساوث ويلز فى أستراليا أول من دق جرس الإنذار عام 2011 من خلال تقاريره التى أشارت إلى أن مستعمرة «بطاريق آديلى»، التى كانت تضم 160 ألف بطريق، لم يتبق منها سوى 10 آلاف بطريق على قيد الحياة.

وأظهرت دراسة، أعدها مركز بيو للدراسات فى واشنطن، نفوق نحو 150 ألف بطريق بعدما أحاطها جبل جليدى فائق الضخامة لعدة أيام، وحال دون تمكنها من الوصول إلى الطعام.

وذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية آنذاك أن حجم الجبل الجليدى بلغ 1120 ميلاً مربعاً، أى أنه أكبر من لوكسمبورج، الأمر الذى أجبر الطيور على قطع ما يقرب من 70 ألف ميلاً بحثاً عن طعام لفراخها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية