x

القبطان ولاء حافظ.. من تحطيم أرقام موسوعة جينيس إلى جسد مشلول

الخميس 16-08-2018 02:37 | كتب: محمد البحراوي |
القبطان ولاء حافظ مرتدياً زى رياضة الغوص القبطان ولاء حافظ مرتدياً زى رياضة الغوص تصوير : اخبار

القبطان ولاء حافظ، أحد رجال القوات الخاصة البحرية السابقين، خرج من الخدمة بالقوات المسلحة عام 2010 بسبب انزلاق غضروفى، ولم تتوقف الحياة بعد الخروج من الخدمة، حيث استكمل رحلة العلاج حتى تعافى منها، وانضم للعمل فى هيئة قناة السويس كمرشد للسفن العابرة من شمال القناة وجنوبها، وخلال عمله فى الهيئة كان يمارس رياضة الغوص باحترافية ويتدرب عليها لفترات طويلة، حتى استطاع أن يسجل اسمه على صفحات موسوعة جينيس العالمية كقائم بأطول مدة زمنية للغطس فى العالم عندما تمكن من الغطس 3 أيام متواصلة، حتى أصيب فى حادث انقلاب سيارته فتحول جسد البطل إلى مجموعة من العظام غير القادرة على الحركة.

يحكى «ولاء» القصة لـ«المصرى اليوم» من قمة المجد فى قاع البحار إلى جسد نحيل على كرسى طبى غير قادر على الحركة فيقول: «فى شهر يوليو عام 2016، كنت عائداً من العمل فى الهيئة على طريق القاهرة- السويس، واصطدمت بتريلا نقل ثقيل عندما حاولت تفادى أحد المطبات على الطريق، فانقلبت سيارتى فى حادث كبير، ما تسبب فى كسر فى الفقرتين الخامسة والسادسة العنقية وقطع فى الحبل الشوكى وهو ما نتج عنه شلل رباعى».

وأضاف: «بدأت رحلة العلاج بمشكلات كبيرة فى أحد المستشفيات المصرية، حيث تركونى فى الاستقبال قرابة 3 ساعات انتظاراً لوصول خطاب تأمين من هيئة قناة السويس يخبرهم ببدء علاجى وأننى أعمل فى الهيئة، ثم سافرت إلى ألمانيا لبدء رحلة علاج طبيعى، ولكن حدث ما لا يحمد عقباه، حيث أصبت بنوعين من البكتريا هما «كابسيلا» و«أتيدو» انتقلوا لجسمى من المستشفى التى كنت أعالج فيها وتسببوا فى تسمم الدم، ودخلت بعدها فى متاهة، فهذا النوع من البكتريا يقتل آلاف البشر، والأطباء الألمان اكتشفوها عندما قرروا بدء العلاج الطبيعى فلاحظوا ارتفاع درجة حرارتى وقرروا إجراء أشعة وتحاليل لمعرفة السبب، كما أننى كنت أتنفس بصعوبة، ووجدوا أيضاً أن هناك مياها على الرئة وأن هذه البكتريا هى السبب».

وتابع: «تسببت هذه البكتيريا فى أضرار جسيمة لجسدى عندما هاجمت كل أعضائى، فاستأصلوا المرارة وكذلك الكلية اليسرى، ثم هاجمت البكتريا الرئة اليمنى فأجرى الأطباء شقا حنجريا لأستطيع التنفس بشكل صناعى، وهنا أخبر الأطباء زوجتى بأننى على مشارف الموت، وظللت على جهاز التنفس الصناعى لمدة 6 أشهر، خلال هذه الفترة كانوا يجرون لى غسيلا للكلية اليمنى باستمرار خوفاً من أن يصيبها فشل فتنتهى الحياة، إلى أن أخذ الله بيدى وبدأت الاستفاقة والتعافى، وعندما تم القضاء على البكتريا من جسدى عدت إلى مصر لاستكمال رحلة العلاج هنا».

بعد فترة صمت غلبتها الدموع يكمل بطل موسوعة جينيس القصة قائلاً: «عدت إلى مصر لاستكمال مرحلة العلاج فى المستشفى الجوى التخصصى فى التجمع الخامس، حيث أجروا لى أكثرمن نوع لتغيير الدم، وتم غلق الشق الحنجرى، وعدت للتنفس بشكل طبيعى، إلا أن الشلل الذى أصابنى جعلنى طريح الفراش على مدار 24 ساعة، وهنا أصبت بعدد كبير من القُرَح فى جسمى، وأمنيتى أن يتم سفرى خارج مصر للعلاج من الشلل حيث إن هناك آلاف البشر تم شفاؤهم من الشلل ولكن التكلفة مرتفعة تصل إلى 92 ألف دولار بخلاف الإقامة والمرافقين وتكاليف السفر، وهيئة قناة السويس ترفض دفع أى تكاليف أخرى لى، ولم أتمكن من مقابلة الفريق مهاب مميش رئيس الهيئة بسبب أشغاله الكثيرة، وكلما تحدثت مع السكرتارية الخاصة به، يقولون لى إننى أعالج فى الوقت الحالى على نفقة التأمينات الحكومية التى لها سقف معين فى دفع تكاليف العلاج ولا أعالج على حساب هيئة قناة السويس، وتكاليف رحلة علاجى فى ألمانيا وصلت إلى 80 ألف يورو تحملتها هيئة قناة السويس».

وتابع: «لم يصبنى اليأس، نظمت فعالية منذ فترة بعد إصابتى، حيث جلست تحت الماء فى حمام السباحة لمدة 3 ساعات، للترويج لإدخال هذا النوع من العلاج إلى مصر بتكاليف أقل، حيث إن هناك آلاف المصريين الذين أصيبوا بشلل نتيجة حوادث مشابهة، والحياة أصبحت صعبة حيث انخفض راتبى بشكل كبير للغاية، ولا وجه للمقارنة بين ما كنت أتقاضاه من هيئة قناة السويس كراتب وما أتقاضاه من التأمينات كمعاش، وهذا الحادث غيرَ كثيرا من حياتى حيث كانت لديَ مخططات كثيرة، وحالياً أحاول إيجاد خطط بديلة لكى تستمر الحياة، أعمل على أفكار لحياتى تناسب حالتى الصحية بعد الحادث، وسأنشئ مؤسسة خيرية لإدخال علاج الشلل إلى مصر وعلاج الضحايا بأسعار قليلة، ولن أستسلم حتى يدخل العلاج إلى مصر ليعالج الغنى والفقير، هناك كثير من رجال القوات المسلحة الذين أصيبوا بالشلل فى عمليات إرهابية فى سيناء ولابد من علاج لهم».

يختتم «ولاء» حديثه بعينين يملأهما التحدى، معبراً عن ثقته فى الوصول إلى حل: «لا يهمنى راتبى أو معاشى فى الوقت الحالى بقدر ما يهمنى العلاج، فكنت رياضياً بطلاً أصبحت قعيداً مشلولاً، سأنشئ هذه المؤسسة لجمع التبرعات لعلاج حالتى ومثيلاتها، أعيش لحظات صعبة، ولكن ما يهون عليَ هو وقوف أبى وأمى وجدتى وزوجتى وخالتى بجوارى طوال الوقت وتشجيعهم لى، وأعيش على ذكريات ما قبل الحادث حيث كان يومى يبدأ بالذهاب للعمل صباحاً، وبعد الظهر أتوجه إلى الجيم، ثم فى العصر والمساء أعمل على التدريب على الغوص والتخطيط لتحطيم الأرقام القياسية، وأطالب المستشفيات أن تتعامل مع ضحايا حوادث الطرق برأفة ورحمة، وأن يعالجوا الضحايا فور وصولهم إلى المستشفيات لأن تأخير علاج مثل هؤلاء الضحايا لدقائق يسبب عجز يستمر عمراً».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية