«أضحيتك لباب بيتك»، تحت هذا الشعار أطلقت مجموعة من الشباب فى مدينة قليوب، تابعون لفريق «صناع الحياة»، حملتهم هذا العام، وبين مجموعة تستقبل المشتركين وتشترى الأضاحى ومجموعة توصلها إلى المنازل جاهزة بعد الذبح وأخرى مختصة بتوزيع ثلث الأضاحى على المحتاجين، قسّموا أنفسهم، فى ظاهرة جديدة من نوعها بشكل عام، ولكنها لم تكن الأولى بالنسبة لهم.
«أضحيتك دليفرى» هو اسم الحملة، التى أطلقها هؤلاء الشباب منذ أربعة أعوام داخل قرى محافظة القليوبية، والتى بدأت بعجل واحد فقط فى عامهم الأول، وحوالى 7 مشترين، ويرجع ذلك إلى عدم تقبل الناس الفكرة فى البداية، حتى وصل الأمر هذا العام إلى شراء 5 عجول و3 خرفان، وما يقرب من 30 مُشترياً ومُريداً لخدمة توصيل أضاحيهم إلى المنازل دون عناء.
«بنوصلّك أضحيتك لحد البيت، وما على المشترى غير انه يدفع حقها فقط»، هكذا قال حسين عامر، أحد المتطوعين، المدير التنفيذى للحملة.
ويكمل: «ولا هيدفع حق الدبح والتنضيف والأكياس والتوصيل، كل ده علينا، مقابل إنه بيتنازل عن ثلث الفقراء وبنوزعه احنا، وده طبعاً بإرادته واختياره، ولو هياخده ساعتها بيدفع فلوس الجزار».
«عدم التقبل» هو الأمر الذى واجه الشباب فى بداية الأمر لفكرة حملتهم، حيث انقسم الناس فى قليوب إلى فريقين مؤيد ومعارض. ويضيف: «فيه فريق بيقول ماينفعش.. دى عادات وتقاليد، وفريق تانى- وهو الجيل الجديد- مع الفكرة عشان مريحة وكل حاجة بتتعملّه وهو فى البيت، وبتكون نضيفة ومضمونة».
يقوم الشباب بالأضحية فى ثانى أيام العيد، فالفريق الأول يكون مكانه فى المزرعة يتولى أمر الذبح والإشراف على تنظيف اللحم، والفريق الثانى يبدأ فى توصيل الأضحيات إلى أصحابها، والفريق الثالث يوزع المتبقى على المحتاجين حسب الكشف.
ويقول «حسين»: «بنشتغل من 8 الصبح لـ8 بالليل، وبيكون الدبح والتوصيل والتوزيع فى نفس اليوم عشان ماعندناش تلاجات».
ويضيف «حسين»: «بنبلّغ المشترى بالساعة اللى هيتدبح فيها العجل اللى مشترك فيه عشان لو عاوز يشهد، ولو مش عاوز بنوصلّه أياً كان مكانه، وأبعد مكان جالنا كان مدينة صر». شهر كامل عمل فيه الشباب على تجميع الحالات المستحقة فى القرى المجاورة لقليوب، حيث بلغ عددها حوالى 14 قرية، وتم رصد بيانات المشتركين وأسمائهم وعدد أفراد كل أسرة. ويتابع «حسين»: «معانا فريق بحث كامل، ومرشد من كل قرية، هو اللى بيرشدنا لبيوت الناس المحتاجة، وبنتواصل معاهم قبل العيد بفترة كافية، وبيبقى متاح للمشترى إنه ييجى معانا واحنا بنوزع».
من جانب آخر، تم التواصل مع بعض المشترين الذين قرروا أن يضحوا هذا العام «دليفرى»، حيث يقول محمد عبدالرحمن: «دى ليست المرة الأولى التى أشارك فيها فى الأضحية دليفرى، والموضوع عجبنى لأن الأضحية بتيجى فعلا نضيفة، ومتكيِّسة، ومضمونة، وكل ده من غير تعب وأنا فى البيت». ويكشف: «فى الأول شاركت معاهم لوحدى، ووالدتى السنة اللى بعدها هى كمان بقيت تطلبها دليفرى، وأعتقد انى هكمِّل معاهم السنين الجاية».
وقالت رحاب على، التى تشارك فى الحملة للسنة الثالثة: «الموضوع مريح أوى، بيجيبوها لحمة نضيفة ومتنوعة، والأريح ان تلت الكميات بتوصل لمستحقيها، وأنا الصراحة مؤيدة جداً للفكرة».