تناولت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء عددا من الموضوعات المهمة، على رأسها تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رفض تحول اليمن إلى منصة لتهديد الملاحة بالبحر الأحمر، وكذلك نجاح أجهزة الأمن في تصفية 6 إرهابيين بمدينة 6 أكتوبر قبل تنفيذهم لهجمات خلال العيد.
واهتمت صحف «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية» بتأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اقتناع مصر الراسخ بأن أمن واستقرار اليمن يمثل أهمية قصوى ليس للأمن القومى المصري فحسب؛ وإنما لأمن واستقرار المنطقة بأكملها، وذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره اليمنى عبدربه منصور هادى عقب جلسة مباحثات ثنائية.
وأبرزت الصحف تشديد الرئيس على رفض مصر بشكل قاطع أن يتحول اليمن إلى موطئ نفوذ لقوى غير عربية، أو منصة لتهديد أمن واستقرار الدول العربية الشقيقة، أو حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وقال الرئيس السيسى، إن مصر تؤكد دائما التزامها الأصيل بدعم واستقرار اليمن ووحدة أراضيه، ودعمها المتواصل للحكومة الشرعية اليمنية تحت قيادة الرئيس عبدربه، من أجل التغلب على التحديات الراهنة والتصدى بحزم لمن يريد العبث بمقدرات الشعب اليمنى الشقيق.
وأكد الرئيس أن التزام مصر تجاه اليمن هو التزام نابع من ثوابت سياستها الخارجية، وما تنطوى عليه علاقاتنا التاريخية من متانة وخصوصية تشهد عليها عقود ممتدة من الكفاح والتعاون المشترك.
وأضاف الرئيس السيسى أن زيارة الرئيس اليمنى لمصر تكتسب أهمية خاصة في ظل المرحلة الدقيقة والمفصلية التي تمر بها الأزمة اليمنية، والتي امتدت تداعياتها لتُضاعف من التحديات الجسيمة التي تمر بها منطقتنا العربية، وتهدد أمنها واستقرارها بشكل غير مسبوق، وهو الأمر الذي يستلزم تضافر الجهود، وتعزيز التعاون والتنسيق فيما بين الدول العربية، لدرء الأخطار المتصاعدة التي باتت تواجهنا جميعا، ولتغيير الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب اليمنى الشقيق.
وفى إطار تأييد مصر للجهود الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، وأهمية تحقيق التوافق بين مختلف الأطراف السياسية، رحب الرئيس السيسى بجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، الساعية لاستئناف المفاوضات وفقاً للمرجعيات الأساسية المتفق عليها دولياً، وفى مقدمتها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى رأسها القرار رقم 2216.
وأشار الرئيس إلى أنه عقد مع نظيره اليمني جلسة مباحثات مثمرة، تناولت سُبل تدعيم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة، فضلاً عن مستجدات الأزمة اليمنية وكيفية التعاطي مع التحديات الراهنة وما تفرضه من تداعيات سياسية وأمنية، كما استعرض الجانبان سُبل الدعم الذي يمكن أن تُقدمه مصر، من أجل دفع آليات الحل السياسي وتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمنى الشقيق.
وأكد الرئيس السيسى، ثقته في قدرة اليمن وشعبه العظيم على استحضار موروثه الحضاري وثرائه التاريخي والثقافي، من أجل النهوض من عثرته، واستعادة عافيته، والانتقال بوطنه إلى مستقبل مستقر وآمن، دون النظر إلى أصحاب المصالح الضيقة، الذين يسعون بتدخلاتهم السافرة إلى جر اليمن بعيدا عن الإرادة والهوية العربية.
وفى ختام كلمته، جدد الرئيس السيسى ترحيبه بالرئيس عبدربه منصور هادي، معربا عن خالص اعتزازه بشخص فخامته، مؤكدا حرصه الدائم على تطوير أواصر العلاقات الأخوية بين اليمن ومصر، والتى مثلت ولا تزال حصنا منيعا في مواجهة الأخطار المتصاعدة، وأساسا راسخا للانطلاق سويا نحو مستقبل أفضل لنا جميعا بعون الله.
من جانبه، أعرب الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى عن شكره للرئيس السيسى والشعب المصرى لمواقفهما «المشرفة» تجاه بلاده ودعم الشرعية الدستورية في اليمن.
وأشاد الرئيس اليمنى، خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة خلال زيارته للقاهرة، مشيرا إلى أن الدعم المصرى لبلاده سيتواصل حتى استعادة الاستقرار في اليمن، وهو ما سينعكس بشكل إيجابى على استقرار المنطقة.
وأشار الرئيس اليمنى إلى أن موقف مصر تجاه بلاده يستهدف استعادة الشرعية وهو يعد امتدادا للموقف المصرى الدعم لبلاده منذ الثورة اليمنية. وقال إن مصر دائما تدافع بصلابة عن قضايا الأمة العربية .
وفى سياق متصل، وجه الرئيس اليمنى الشكر لمصر حكومة وشعبا لاحتضانها الآلاف من المواطنين اليمنيين الذين اضطرتهم ظروف الحرب إلى مغادرة بلادهم، مضيفا: «هذا الموقف ليس غريبا على مصر التي وقفت مع اليمن عبر سنوات».
وأوضح الرئيس اليمنى أنه أطلع الرئيس السيسى على تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية والجهود المبذولة لاستعادة الشرعية في بلاده، مشيرا إلى أن التعاون المشترك سوف يكون له آثار ايجابية لمصلحة البلدين .
وأضاف الرئيس هادى أن مباحثاته مع الرئيس السيسى تناولت تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية وعددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وخاصة المخاطر التي تهدد أمن البحر الأحمر نتيجة تهديدات ميليشيات الحوثى المدعومة من إيران .
وأكد الرئيس اليمنى أن استقرار مصر يهم كل عربى لأنها ركيزة الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة، مبديا تطلعه لإنهاء الحرب وطى صفحة الانقلاب الذي قام به الحوثيون ببلاده.
وقال إن المباحثات تطرقت أيضا إلى القضية الفلسطينية، وأنه لن يكون هناك سلام في المنطقة دون قيام الدولة الفلسطينية .
وأعرب الرئيس اليمنى عن ثقته في قدرة مصر على تجاوز كافة التحديات وتولى دورها القيادى والريادى في المنطقة العربية، مشددا على أن الأمة العربية معنية بتوحيد صفوفها لمواجهة المخاطر التي تهددها ومن بينها تهديدات الارهاب والتطرف وإيران؛ مشددا على أن اليمنيين يعولون كثيرا على دور مصر لتسوية أزمة بلادهم.
وفي سياق آخر، أشارت الصحف إلى نجاح الأجهزة الأمنية في توجيه ضربة استباقية جديدة ضد التنظيمات الإرهابية بعدما تمكنت من كشف عناصر خلية إرهابية اتخذت من إحدى الشقق بمدينة السادس من أكتوبر بالجيزة وكرا لهم وبمداهمة الشقة بادر الإرهابيون بإطلاق النار على القوات التي تعاملت مع مصدر النيران ما أسفر عن مصرع 6 إرهابيين وضبط بحوزتهم أعداد كبيرة من الأسلحة النارية والذخائر.
وكانت معلومات قد وردت إلى قطاع الأمن الوطني باتخاذ إحدي الخلايا الإرهابية وحدة سكنية بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة وكراً للاختباء،تمهيداً للانطلاق منها لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية الهادفة إلى ترويع المواطنين ونشر الفوضي والتأثير سلباً على الأوضاع الأمنية والاقتصادية.
وكشفت المعلومات قيام هذه العناصر بالتخطيط لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية لاستهداف بعض المنشآت المهمة والحيوية ودور العبادة المسيحية ورجال القوات المسلحة والشرطة بالتزامن مع احتفالات عيد الأضحي المبارك والإعلان عن افتتاح عدد من المشروعات الاقتصادية الجديدة لإفساد فرحة المواطنين بالعيد وما تحقق من إنجازات في مجال الإصلاح الاقتصادي.
وأسفرت عمليات المتابعة والتعامل الأمني مع تلك المعلومات عن تحديد مكان الوكر الإرهابي وعقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا تم مداهمته ،حيث بادر من بداخله من عناصر إرهابية بإطلاق أعيرة نارية صوب القوات مما دفعها للتعامل مع مصدر النيران وأسفر ذلك عن مصرع 6 عناصر والعثور بحوزتهم على (3 بنادق آلية، بندقية خرطوش، فرد خرطوش محلي الصنع، كمية من الطلقات مختلفة الأعيرة، بعض الإصدارات الجهادية).
كما تناولت الصحف توقيع مصر والصين أمس على منحة لتنفيذ مشروع «إنشاء القمر الصناعي مصر سات-2 لتطبيقات الاستشعار عن بعد» بقيمة 45 مليون دولار، حيث قام بالتوقيع الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى مع سونغ آى قواه، سفير الصين لدى القاهرة، بحضور الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، وممثلين عن الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء .
وفي الشأن الخارجي، اهتمت الصحف بمتابعة تداعيات تطبيق الجمارك الأمريكية في يومها الأول على واردات الصلب والألومنيوم من تركيا، وبمتابعة استمرار تراجع الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها في ١٧ عاما، وشن السلطات التركية لحملة أمنية ضد من اعتبرتهم يقومون بأعمال تهدد أمن الاقتصاد، وبدأ مكتب المدعى العام في اسطنبول تحقيقا مع أشخاص يشبه في تورطهم بأعمال تهدد الاقتصاد التركي.
وأشارت الصحف إلى تحذير وزارة الداخلية التركية من أنها تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأن ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص سعر صرف الدولار ويخلق انطباعا سلبيا عن الاقتصاد.