قبل 3 سنوات انفصلت أمينة جلال، ربة منزل، عن زوجها حسان على، سمكري السيارات، لخلافات قالت الزوجة إن سببها تعاطي «طليقها» المواد المخدرة، وأنه عاطل عن العمل «كان شغال يوم ويوم»، على حد قولها، لكن السيدة الأربعينية لم تتوقع أن يطادرها زوجها إلى منزل عائلتها، في منطقة كفر السليمانية بالوراق في الجيزة، ويقتل أخاها «هاني»، بـ16 طعنة في منطقة الرئة.
تحكي «جلال» لـ«المصري اليوم»، تفاصيل الحادث الذي وقع قبل 5 أيام، وكان أبناؤها الأربعة – أكبرهم بالصف الأول الثانوي، يرددون: «بابا قتل خالنا.. وإحنا عاوزين حقه يرجع»، فتقول إنها عانت كثيرًا خلال حياتها مع زوجها السابق، وأنها طلبت الطلاق إثر مشاجرة بينهما، اعتدى خلالها «حسان» عليها بالضرب بسكين وأحدث لها عاهة مستديمة في الوجه، وإثر ذلك انفصلا بالطلاق «اتطلقت ورحت بيت أهلي، وعملت لحسان محضر».
اختار الابن «أحمد»، بالمرحلة الإعدادية، العيش مع أبيه، وباقي الأبناء مع أمهم، كما تروي «أمينة»، أنها رفضت كل محاولات الصلح مع طليقها، واستمرت في رفع دعاوى قضائية «نفقة»، «أعيش إزاي مع واحد يتعاطى كل يوم مخدرات، ويعذبني ويكهربني في أنحاء جسدي».
تفاقمت الأزمات بين «جلال» وبين طليقها عندما قضت محكمة جنح الوراق، بحبس سمكري السيارات عامين وتغريمه 10 آلاف جنيه في جريمة إحداث عاهة مستديمة لزوجته السابقة «أخويا الله يرحمه قال لي تنازلي عن القضية، علشان حسان يبقى أبوعيالك»، تقول السيدة الأربعينة، إنها نفذت كلام أخيها «كنت بسمع كلامه، لأنه شخص طيب ومش بتاع مشاكل».
دبت المشاكل من جديد بين الزوجين المنفصلين، عندما قضت محكمة الأسرة بإلزام سمكري السيارات بدفع 2400 جنيه كل عام لابنه الأكبر «علي»، بالمرحلة الثانوية، وكذا 600 جنيه كل شهر لذات الابن «أخويا المجني عليه كان يعمل في بيع الخردة، وبيصرف عليّ وأولادي، لكنّه لا يستطع التحمل أكثر من ذلك».
تبكي «جلال»، عندما تتذكر أن أخيها المجني عليه «هاني»، صاحب الـ40 عامًا، كان سيعقد قرانه مع حلول عيد الأضحى المبارك «أخويا بدل ما أشوفه عريس بقى قتيل».
تقول ربة المنزل إن سبب إقدام طليقها على قتل أخيها بسبب رفضها العودة إلى عش الزوجية السابق «أخويا قال له خلاص كل واحد بقى في حاله»، مستدركة: «طليقي قعد يضرب في صدر هاني لحد ما غرق في دمه».
كان هناك جرس إنذار لجريمة القتل، كما تقول «جلال»، أن طليقها أرسل إليهم بابنها «أحمد» الذي كان يعيش مع والده، وقال «خلاص العيال كلهم معاهم، وأنا لم أبقِ على أحد».
وقال «علي» الابن الأكبر للمتهم إنه كان يحب خاله «كان بيصرف علينا»، مطالبًا بالقصاص من والده «خالي لم يعتدِ عليه»، وقال الابن «أحمد»: «أبويا كان يضطرني إلى العمل في سنّ صغيرة لإعطائه أموالًا».
«المجني عليه كان رايح يعمل شاي للمتهم، واستقبله كويس»، قالها محمد على، أحد شهود العيان، وهو مساعد المجني عليه في ورشة بيع الخردة، مضيفًا: «أنه فوجئ بحضور المتهم إلى منزل هاني، واشتبكا بالكلام».
يذكر الشاهد أن المجني عليه عندما أخبر طليق شقيقته بعدم رغبتها في العودة إليه، رآه يخرج سكينًا ويطعن به «هاني» في صدره، وكذا جانبه الأيسر وقدمه اليمنى «لم أر غلًا، وأحدًا غائبًا عن الوعي، ومتجردًا من الإنسانية هكذا».
حزن خيم على المنطقة التي شهدت الحادث، وعلقت صور المجني عليه على الجدران «هاني كان شقيان على أخته وأولادها، وينفق عليهم كل ما في جيبه»، هكذا تحدث أيمن أبويونس، عن أخلاق المجني عليه «ملاك كان يمشي على الأرض».