كشفت عناوين الصحف العربية الصادرة الخميس عن الاهتمام بالأحداث الطائفية التي شهدتها مصر مؤخرا، والإجراءات التي تنوي الحكومة برئاسة عصام شرف اتخاذها لوأد الفتن الطائفية، كما اهتمت بعض الصحف بتصريحات بعض الرموز السياسية مثل جميلة إسماعيل، والحملة الانتخابية لعضو الإخوان عبدالمنعم أبوالفتوح، وأخيرا بتصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي فيما يخص مصر ومياه النيل.
فتح الكنائس المغلقة
قالت صحيفة «النهار» اللبنانية إن المهندس عصام شرف, رئيس الوزراء المصري, قرر تأليف لجنة للبحث في الاستجابة لطلبات فتح كنائس مقفلة واقتراح الحلول للمشاكل الطائفية المختلفة، وكذلك مشروع قانون لتوحيد قواعد بناء دور العبادة، ومشروع قانون آخر يجرم «التحريض والتمييز الديني».
وأوضح أمير رمزي, المستشار في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية, أن عدد الكنائس المغلقة يصل إلى 48 كنيسة في مختلف المحافظات، موضحا أنها أقفلت بـ«أوامر جهاز مباحث أمن الدولة بعد إنشائها ونتج عن هذا فتن في كل مكان».
أما صحيفة «السفير» اللبنانية فلفتت إلى تصريحات رئيس لجنة الحوار الوطني عبدالعزيز حجازي, التي قال فيها إنه تمت صياغة رؤية مستقبلية لخمس سنوات مقبلة، تتلخص في خمسة محاور مهمة، هي: الديموقراطية وحقوق الإنسان، والتنمية البشرية والتنمية الاقتصادية، والثقافة وحوار الأديان، والإعلام، ومستقبل مصر بعد «ثورة 25 يناير».
وأوضح حجازي أن اللجنة أعطت أولوية استثنائية للقضايا الأمنية واستعادة هيبة الدولة والنظام العام، وقررت بالإجماع الموافقة على تدعيم رجال الشرطة وتدريبهم وإدخال ذوي المؤهلات العليا إلى جهاز الشرطة كضباط.
وأشار حجازي إلى أن اللجنة وافقت على تأجيل الانتخابات البرلمانية إلى ما بعد سبتمبر المقبل، حتى استعادة الأوضاع الأمنية في البلاد، وتكليف الخبير الأمني اللواء سامح سيف اليزل بإعداد ورقة عمل للمجلس العسكري ومجلس الوزراء حول أهمية الأمن.
جميلة تواجه السلفيين والإخوان
أجرت صحيفة «الشرق الأوسط» حوارا مع الإعلامية والناشطة السياسية جميلة إسماعيل، قالت فيه إن «تأثير الإخوان سيتراجع بعد زوال الاضطهاد» الذي كان يكسبهم تعاطفا شعبيا أثناء وجود النظام السابق، واصفة الأوضاع في مصر الآن بأنها أشبه بـ«الشوبنج السياسي» يعرض فيه الكل بضاعته.
وأوضحت إسماعيل أنها بصدد خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، كما تسعى إلى تأسيس حزب جديد «يساري بصبغة ليبرالية»، لافتة إلى اختفاء فكرة «أحزاب المعارضة» لأن كل ما هو على الساحة الآن «أحزاب سياسية».
وأشارت إلى أن البرلمان القادم سيكون مشابها لبرلمان 2005، حيث سيشهد تمثيلا للإخوان المسلمين وبقايا الحزب الوطني، «وأقصى ما يمكن أن تحصل عليه القوى المدنية حوالي 40% من المقاعد». وقالت إنها لا ترى أنها الأصلح للترشح للرئاسة في هذه المرحلة، موضحة: «خبراتي ومؤهلاتي لا تؤهلني لشغل هذا المنصب حاليا.. لكن قد أترشح للرئاسة مستقبلا».
زيناوي: لا مشاكل في مياه النيل
صرح ميليس زيناوي، رئيس الوزراء الإثيوبي, لصحيفة «الحياة» اللندنية, أنه لا توجد «مشكلة بين مصر وإثيوبيا فيما يخص مياه النيل»، مبديا استغرابه من قلق مصر من تدشين أديس أبابا, العاصمة الإثيوبية, لسد ضخم على النيل الأزرق لأن توليد الكهرباء من السدود لا يستهلك مياها أو يقضي بتحويل مجاري الأنهار، قائلا «السودانيون يفهمون ما نقوم به وليست لديهم مشكلة حيالنا. ويجب أن يكون المصريون قادرين على فهم ذلك».
وقال إنه يعتقد أن مصر «ليست راغبة ولا قادرة على شنّ حرب من أجل المياه»، معربا عن أمله في أن يزور المسؤولون المصريون إثيوبيا في وقت قريب .
وأكد زيناوي أن الدول العربية كانت محقة في طلبها من مجلس الأمن الدولي التدخل في ليبيا، لمنع وقوع حمام دم في المدن المنشقة على نظام العقيد معمر القذافي، مشيرا إلى أن علاقات إثيوبيا مع السعودية ممتازة، وهي أحد أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لإثيوبيا.
انقسام في «الإخوان»
قالت صحيفة «القبس» الكويتية إن مصدرا في حملة دعم ترشح عبدالمنعم أبوالفتوح, العضو السابق بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين, أكد أن الحملة تمكنت من جمع 20 ألف توقيع من مختلف المحافظات، خلال الأسابيع الماضية، لدعم ترشح أبوالفتوح للرئاسة، وقال في الوقت ذاته إن الحملة تستعد لفتح مقار في المحافظات، كما ستبدأ التواصل مع عدد من الخبراء لوضع البرنامج الانتخابي، موضحا أن الحملة قد ترفع شعار «ابن البلد».
وبدا أن هناك انقساما داخل الجماعة حول ترشح أحد قادتها لرئاسة الجمهورية، حيث أكد كمال الهلباوي, المتحدث السابق باسم الإخوان في أوروبا, أن أبوالفتوح لا يمثل الإخوان في حال ترشحه، والجماعة لن تدعمه، مضيفا أن أبوالفتوح في حال اتخاذ قرار الترشح سيمثل نفسه وبصفته ولا يمثل جماعة الإخوان المسلمين.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد قامت بإجراء تحقيقات مع عدد من الشباب الناشطين في الحملة بمحافظات الإسكندرية ودمياط والمنصورة، وتم تهديد الشباب بالفصل من الجماعة في حالة الاستمرار في نشاط حملة دعم أبوالفتوح.