علقت صحف أجنبية على الأزمة بين المملكة العربية السعودية وكندا بعد أن طردت الرياض السفير الكندى وجمدت التبادل التجارى مع أوتاوا، وعلقت رحلاتها المباشرة إلى تورنتو، كبرى المدن الكندية، متهمة كندا بالتدخل فى الشؤون الداخلية للمملكة.
وقالت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، إن ولى العهد السعودى، الأمير الشاب محمد بن سلمان، يطبق سياسة خارجية تتسم بالحدة، وإنه «فى الوقت الذى تسعى فيه السعودية للتقدم اقتصاديا واجتماعيا بما فى ذلك السماح للمرأة بالقيادة لأول مرة، فإن الأمير يريد أن يرسل إيحاءات بأن السعودية لن تقبل أى انتقادات أو تحديات خارجية». ونقلت الصحيفة عن أستاذ الشؤون الدولية والمتخصص فى الملف السعودى فى جامعة تكساس «إى.آند.إم»، جريجورى جوز قوله: «إن السعودية قامت بأداء مماثل مع ألمانيا عندما علقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على وضع حقوق الإنسان فى السعودية». وأضاف أن ذلك دليل آخر على أن السعودية باتت أكثر استعدادا للتصعيد مع شركائها التجاريين والسياسيين المهميين أكثر من أى وقت مضى.
وفى تقرير آخر نشرته هيئة الإذاعة الكندية، أمس، قال التقرير إن المسلمين الكنديين يتخوفون من أن يؤثر الخلاف السياسى على موسم الحج، حيث يتساءل الكثيرون عن كيفية عودتهم إلى ديارهم بعدما أعلنت السعودية وقف رحلاتها من وإلى تورنتو.
وقال فخر يزيل حليم لشبكة «سى.بى.سى نيوز»: «ليس لدينا أى فكرة عن كيفية عودتنا إلى كندا». كان حليم قد دفع بالفعل ثمن رحلته، التى يمكن أن تتكلف عادة حوالى 15 ألف دولار، وقال التقرير إن عملاء سعوديين متعددين أخبروا شبكة «سى.بى.سى» بأن شركة الطيران قدمت رقم اتصال للمساعدة فى حل المشكلة، لكن عندما اتصلوا لم يكن هناك جواب.
وتحت عنوان «لماذا السعودية مهمة لدى كندا»، قالت صحيفة «فاينانشيال بوست» الكندية المتخصصة فى الاقتصاد إن السعودية على قمة الشركاء التجاريين لكندا، وإن أكثر ما يغفل عنه الناس ويهم كندا هو الصفقات التجارية الخاصة بشراء مقاتلات حربية.
وسلطت هيئة الإذاعة والتليفزيون الكندية الحكومية «سى.بى.سى» الضوء على دور موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعى فى إشعال فتيل الأزمة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الكندى، جاستن ترودو، أكد استمرار كندا فى استخدام «تويتر» ووسائل التواصل الاجتماعى كمنصات لإيصال رسائل خارجية. وتابع الموقع إن «المحللين يختلفون حول ما إذا كان تويتر أداة مفيدة أم وسيطا خبيثًا لما يسمى دبلوماسية تويتر أو دبلوماسية الهاشتاج».
وقال أستاذ الشؤون الدولية فى كلية «نورمان باترسون» الكندية للشؤون الدولية، ديفيد كارمينت: «بساطة الصياغة وما شابه ذلك لا يصلح لأى نوع من الدقة التى يأمل المرء أن يستخدمها مجتمعنا الدبلوماسى». وقال الدبلوماسى رودريك بيل، الذى كان يشغل منصب سفير كندا فى السعودية، إنه «من المروع استخدام تويتر فى السياسة الخارجية، لأنه يفسح المجال لإرسال بيانات متهورة دون تفكير مدروس». ونقلت الصحيفة عنه قوله «إن المنصة نفسها ليست مكانا مناسبا لتوصيل الحكومة رسائل مهمة»، مشيرا إلى أنه «يفضل التصريحات العلنية بالمدرسة القديمة».