«ضريبة».. كلمة لا تثير قلق المواطنين فقط ولكن الرعب والغضب، لأنها تعنى أن المواطن سيدفع سعراً أعلى لأى سلعة، أو سيُنتزع جزءٌ من أمواله مباشرة لخزانة وزارة المالية، وآخر هذه الضرائب الضريبة العقارية، التى صدر القانون المنظم لها عام 2008 وتم تعديله عام 2013.
مصلحة الضرائب بدأت مؤخراً الاهتمام بعملية تحصيل الضريبة، مهددة الممتنعين أو المتأخرين عن السداد بعقوبات وغرامات، ما أدى لرفع نسبة التحصيل من 95 مليون جنيه عام 2016، إلى أكثر من 3 مليارات جنيه عام 2017، حيث ارتفعت نسبة المواطنين المسددين الضريبة ومعهم مشاعر الغضب التى رصدتها «المصرى اليوم» فى المأموريات التابعة للمصلحة.
فى ممر لا يتعدى عرضه مترين وقف عمرو صبرى، 51 عاماً، وعلى وجهه علامات الغضب، ينظر بحسرة لعشرات الجالسين داخل مبنى المأمورية المجاور لمحطة مترو سعد زغلول، إذ يمتلك «عمرو» شقة سكنية بمدينة الإسكندرية قائلا: «عرفت بالصدفة فى التلفزيون إن فى حاجة اسمها ضريبة عقارية، والمحامى قاللى إن الشقة قيمتها أقل من 2 مليون جنيه، ووصلنى إخطار من المأمور بضرورة سداد ضريبة على الشقة، رغم أن مساحتها لا تتعدى الـ130 مترا».
يخشى «عمرو» من اضطراره لسداد غرامة تأخير لأنه قد لا يستطيع السداد بسبب الزحام مع وجود شباكين فقط لتلقى الضريبة، إذ إن المهلة التى حددتها مصلحة الضرائب تنتهى 15 أغسطس الجارى.
أما محمد حسين فوقف 4 ساعات دون أن يستطيع سداد الضريبة لشاليه مساحته 80 متراً، مكون من طابق أرضى فى العين السخنة، وتقدر الضريبة بـ 705 جنيهات سنوياً، وحاول التظلم من قيمة الضريبة، فرد موظف عليه: «التظلم هيتحفظ ومتتعبش نفسك مفيش نتيجة».
«ساعتين واقفة مستنية دورى».. هكذا قالت منى السيد، 43 عاماً، وتريد سداد 1700 جنيه قيمة الضريبة على شقة سكنية مساحتها 210 أمتار فى مدينة 6 أكتوبر، ولكنها ترى أن تلك الضريبة واقعية: «مش ناوية أقدم تظلم، كل اللى عايزاه أدفع وأمشى».
ومن جانبه، قال المحاسب محمد شرويدة، وكيل وزارة المالية للضرائب العقارية بالشرقية، إن هناك 17 مأمورية ضرائب عقارية بنطاق دائرة المحافظة تمارس أعمالها فى التحصيل وتقديم الإعفاءات اللازمة، والتى شهدت إقبالاً من المواطنين والممولين على مقار المأموريات والوحدات التابعة لها.
وأضاف «شرويدة» لـ«المصرى اليوم» أنه تم التوجيه بضرورة تواجد لجان للعمل حتى العاشرة مساء، لاستقبال ممولى الضريبة العقارية وتقديم كل الخدمات سواء سداد الضريبة أو الإعفاء منها طبقا للقانون، الأمر الذى أدى لزيادة معدلات الأداء الخاصة بالتحصيل، لافتاً إلى أنه تم افتتاح مقر جديد بمدينة الصالحية الجديدة بالتعاون مع رئيس جهاز التعمير بالمدينة ومحافظ الشرقية والجهات الرقابية ورئاسة المصلحة تيسيراً على المواطنين الذين كانوا يعانون من مشقة التنقلات بين مدينة الصالحية الجديدة ومدينة الحسينية التى تبعد عنهم مسافة 50 كيلومترا، ما كان يؤدى لانخفاض فى معدلات الأداء.
وأوضح أنه بعد افتتاح المقر الجديد بالصالحية، تم رفع معدلات الأداء وإحداث طفرة فى التحصيل والإعفاءات لأول مرة، كما تم استصدار توجيهات بضرورة التعامل الجيد مع الممولين لتقديم الخدمة بطرق مباشرة، ومد جسور التعاون بين العاملين بالضرائب العقارية والمواطنين.
وأضاف وكيل وزارة الضرائب العقارية بالشرقية أن المصلحة تتلقى كل الاستفسارات والشكاوى المتعلقة بقانون الضرائب العقارية أو أى استفسارات أخرى والرد عليها من خلال الخبراء المختصين والعمل على حلها.
وأكد «شرويدة» أن هناك طفرة فى تحصيل الضرائب، حيث ارتفعت نسبة المتحصلات نهاية العام المالى 30 يونيو الماضى، بقيمة 93 مليون جنيه زيادة عن العام الماضى، أملا فى أن تشهد الفترة المقبلة التزام باقى الممولين بسداد الضريبة المستحقة عليهم.