x

«فاينانشيال تايمز»: السلفيون حولوا الإخوان من «بعبع الليبراليين إلى مثال للوسطية»

الثلاثاء 06-12-2011 18:45 | كتب: بسنت زين الدين |
تصوير : اخبار

خصصت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية الثلاثاء ملفا خاصا عن الانتخابات البرلمانية المصرية فى ظل المرحلة الانتقالية، وركزت فى تغطيتها على النتائج التى حققها الإسلاميون فى المرحلة الأولى.

وفى تقرير بعنوان «أحلام الغرب والواقع المصرى»، تقول الصحيفة إن المراقبين الغربيين فشلوا فى فهم طبيعة المجتمع المصرى.

ويرى التقرير أن نتائج الجولة الأولى من التصويت فى الانتخابات البرلمانية كشفت أن الأمور أكثر تعقيدا قليلا، بعد فوز حزب «النور» السلفى بنسبة كبيرة فى الانتخابات والذى يتبنى «منهجاً متشدداً للإسلام وهو خط أصعب بكثير» من جماعة الإخوان المسلمين، بجانب فوز الفئة الليبرالية بنسبة معقولة.

ويرى التقرير أن ما يحدث الآن تغيير فى موازين الأمور، بعد أن كان الجميع يرى جماعة الإخوان المسلمين «بعبع الليبراليين»، فالبعض يراها الآن «مثالاً على الوسطية والاعتدال».

ويتوقع التقرير أن يتم دعوة السلفيين إلى ائتلاف حكومى، وحينها ستعمل الجماعة السلفية على سحب الإخوان لتبنى اتجاها أكثر تحفظاً.

وفى تقرير تحت عنوان «الإخوان يواجهون الواقع المصرى الحرج»، أكدت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تركز على ربح «الجائزة الكبرى» وهو الفوز بأغلب أصوات البرلمان. ويوضح التقرير أن دعوة جماعة الإخوان إلى «جمعة الأقصى» نجحت فى إقناع شباب الثورة ومؤيدى الليبرالية بمعتقداتهم، ولكن الآن عليهم مواجهة الواقع الاقتصادى الحرج الذى وقعت فيه البلاد منذ فترة، وعليهم أن يثبتوا قدرتهم على إصلاحه كما يريد ناخبوهم. وأكدت الصحيفة أن الجماعة رأت أن الأهم الآن هو الدخول إلى البرلمان ثم القلق بشأن نفوذ المجلس العسكرى لاحقا.

ورأت الصحيفة أن «الصدمة الكبرى» كانت صعود حزب «النور» السلفى، وأشارت إلى أن أنصار الحزب كانوا دائماً فى حالة «اضطراب» بشأن الانضمام فى مظاهرات ومليونيات التحرير.

وقالت الصحيفة إنه رغم فوز الحركات الإسلامية بأغلبية ساحقة فى تونس والمغرب، إلا أن فوزهم فى أهم دولة عربية فى منطقة الشرق الأوسط وهى مصر، هو اللحظة التى جعلت التاريخ تعاد كتابته من جديد.

ودعت الصحيفة إلى عدم النظر إلى نتائج الثورات العربية بأنها «مفاجأة»، قائلةً إن الإسلاميين معروفون بتنظيمهم المعهود عن خصومهم الليبراليين، وأضافت «بالعكس، هم ضحايا النظم الديكتاتورية ومن الطبيعى أن يكونوا المستفيدين الأولين».

وفى تقرير آخر للصحيفة عن «الإسلاميين والجيش» توقعت الصحيفة أن يؤدى «الفوز الساحق» الذى حققه الإسلاميون إلى وضع حد لهيمنة السياسة العسكرية فى البلاد.

وينقل التقرير عن دبلوماسى غربى قوله «أعتقد أن الإخوان أدركوا أن المعركة مع المجلس العسكرى حتمية ولكنهم يريدون أولا دعم مكانهم وليس التظاهر فى التحرير»، موضحا أنهم «يحتاجون إلى الشرعية لمواجهة المجلس»، وأشار إلى أن «احتجاجات التحرير ستكون أكثر قوة لو جاءت بقيادة برلمانيين منتخبين ديمقراطيا».

ويرى التقرير أن الانتخابات جاءت لتعزيز الإسلاميين وإضعاف المجلس العسكرى، مضيفاً أن جماعة الإخوان المسلمين فوجئت أيضاً بصعود حزب «النور» السلفى، ولكنها لا تزال مصرة على تشكيل حكومة تضم جميع القوى السياسية فى مصر.

وتنقل الصحيفة عن عدد من المحللين قولهم إن صعود السلفيين المتشددين سيؤدى إلى زعزعة العلاقة مع شركاء مصر فى الغرب، خاصة إذا أراد بعضهم تنفيذ قواعد إسلامية صارمة بشكل سريع فى مجالات ثوب المرأة والثقافة والفنون على حد سواء.

وفى تقرير بعنوان «القبضة الحديدية ليست بديلا للديمقراطية»، حذرت الصحيفة البريطانية من «ظهور النسخة العربية من بوتين»، رئيس الوزراء الروسى، والتى من الممكن أن تستغل التطلعات الاقتصادية والهوية الثقافية لصالحها وتستخدم جميع الوسائل الديمقراطية للاستيلاء على السلطة ثم ترفض التنازل عنها بعد ذلك. ويخلص التقرير إلى أن المتظاهرين العرب لم يرفعوا راية الإصلاح الديمقراطى للعودة إلى حكم الحزب الواحد من جديد، ولكنه يؤكد أن الخطر لا يزال موجوداً.

وفى تقرير بعنون «مصر تحتاج إلى عودة السياحة»، أكدت الصحيفة أن السياحة هى دعامة الاقتصاد المصرى وتوقع التقرير أن تهيمن القضية الاقتصادية على الحكومة الإسلامية الجديدة التى انتخبها المصريون فى أول انتخابات بعد الثورة.

وحذر التقرير من تهديد الإسلاميين بحظر بيع الكحوليات لما له من ضرر على قطاع السياحة وهو أمر ليس جيدا بالنسبة للمرحلة الحالية، مشيرةً إلى ارتفاع نسبة مؤيدى التيارات الإسلامية فى محافظة البحر الأحمر التى تعتبر وجهة أغلب السياح من العالم لاحتوائها على أشهر الفنادق والشركات والمحال التجارية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية