x

مجلس العموم البريطانى يعلن الحرب على تنظيم قطر لمونديال 2022

الأربعاء 11-05-2011 19:37 | كتب: إيهاب الخطيب, إيهاب الجنيدي |
تصوير : أ.ف.ب

رغم إسدال الستار على هوية الدولة التى ستستضيف كأس العالم 2022، بعد فوز قطر بشرف استضافة النهائيات على حساب جميع منافسيها، خاصة إنجلترا، فإن بال الإنجليز لم يهدأ، وبدأ مجلس العموم الإنجليزى من خلال لجنة الرياضة والإعلام فى فتح الملف من جديد، وكشفت الجلسات الأخيرة للمجلس النقاب عن قضايا فساد عديدة فى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، وتناولت الصحف الإنجليزية الموضوع وأسردت الوقائع وفقاً لما تناوله موقع لجنة الرياضة والإعلام فى مجلس العموم، حيث برهنت اللجنة على فساد «فيفا» وأقرت بأن لديها أدلة تفيد بأن عملية التصويت للفوز بتنظيم البطولة لم تراع المهنية أو الحيادية، ودُفعت فيها رشاوى كبيرة للتصويت لصالح الملف القطرى.


كشفت اللجنة، خلال الاجتماع الذى عقدته مع اللورد تيزمان، رئيس الاتحاد الإنجليزى السابق لكرة القدم، عضو اللجنة المنظمة لملف إنجلترا 2018، ونشرته صحيفة «جارديان» - أن عملية التصويت تمت عبر دفع رشاوى من قبل قطر لأعضاء «فيفا» ومنهم عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقى، وكذلك جاك أنوما، رئيس الاتحاد الإيفوارى. وقال دميان كوليز، عضو البرلمان البريطانى، إن الكاميرونى عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، عضو اللجنة التنفيذية بفيفا، بالإضافة إلى الإيفوارى جاك أنوما، عضو اللجنة التنفيذية بفيفا أيضاً، قد تلقيا رشوة قدرها 1.5 مليون دولار مقابل التصويت لصالح قطر. وأكد أن جميع المعلومات الخاصة بهذا الموضوع سيتم تسليمها إلى الاتحاد الدولى لكرة القدم وقال: «سنقوم بنشر تفاصيل حول الأموال التى حصل عليها كل عضو باتفاق خاص مع بعض الصحف البريطانية».


وأضاف «دميان» أن قطر رتبت الأمر بشكل جيد مع الأعضاء الأفارقة فى الاتحاد الدولى لكرة القدم، ولدينا جميع الأدلة وسنعرضها على الرأى العام البريطانى والدولى، وهو ما دعا لجنة الرياضة فى مجلس العموم البريطانى لاتخاذ قرار بتقديم طلب رسمى لبلاتر لفتح تحقيق حول آلية التصويت فى اختيار البلدين المنظمين لكأس العالم 2018 و2022.


من جانبه، قال ميك لى، مسؤول العلاقات العامة للملف القطرى لكأس العالم، إنه لا توجد أسباب تجعله يصدق أن اللجنة المنظمة للملف القطرى دفعت أموالاً قائلاً: «كنت أعمل مع أعضاء اللجنة رفيعى المستوى وليس لدىّ أدلة على دفع قطر أموالاً، وهذا ما أكدته أمام البرلمان البريطانى».


فيما أعلن جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، عقب لحظات من إعلان اللورد تيزمان أمام البرلمان البريطانى عن توافر أدلة، أنه يعلن عن فتح تحقيق فورى فى الاتهامات الموجهة للأعضاء الأربعة الذين تحدث عنهم اللورد تيزمان، وأنه فى انتظار الأدلة التى لديه من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق العدالة وفتح التحقيقات مع الأعضاء فى اللجنة التنفيذية


وقال اللورد تيزمان إن مسؤولاً كبيراً فى الاتحاد الدولى لكرة القدم، عضواً باللجنة الخاصة بالتصويت، طلب من إنجلترا الحصول على مبالغ مالية وصلت إلى 2.5 مليون جنيه إسترلينى، وأضاف أن جاك وارنر، رئيس اتحاد ترينداد وتوباجو، الذى أنكر أى تهم بالفساد فى وقت سابق طلب الحصول على هذا المبلغ من أجل مساعدة إنجلترا على الفوز بتنظيم كأس العالم 2018، كما أن عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولى لكرة القدم عن باراجواى نيكولاس لويز طلب مساعدته فى الحصول على لقب «فارس» من ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية، للحصول على صوته فى تنظيم كأس العالم فى إنجلترا، كما أن البرازيلى ريكاردو تيكسيرا قال له «ما الذى لديك كى تعطيه لى مقابل صوتى لإنجلترا فى المنافسة على 2018؟».


كما كشف تيزمان عن مطالب أخرى لعدد كبير من أعضاء فى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى لكرة القدم، بالإضافة إلى كل من سبق، فقد طلب ممثل تايلاند «وراوى ماكودى» أن ننسب له جهود تنظيم مباراة دولية بين المنتخب الإنجليزى لكرة القدم ومنتخب بلاده يحصل فيها على جميع الحقوق لمساعدة إنجلترا فى الفوز بتنظيم كأس العالم، وكشف تيزمان أن لديه شهوداً وإثباتات على جميع ما قاله، فقد طلب جاك وارنر الحصول على مبلغ 2.5 مليون جنيه إسترلينى له فى اجتماع جمعه ورئيس الدورى الإنجليزى ديفيز ريتشارد، لأنه يخشى بعد كل هذه السنوات التى قضاها فى العمل فى المجال الرياضى فى ترينداد وتوباجو ألا يجد شيئاً يبقى له، كما أنه طلب الحصول على 500 ألف جنيه إسترلينى من أجل شراء حق بث مباريات خاصة بالمنطقة التى يتولى رئاستها. وشدد تيزمان على أنه لم يصدق ما سمعه، وصمت لحظات حتى قال ديفيز ريتشارد، رئيس الدورى الإنجليزى له: لابد أنك تمزح سيد جاك، إنك تتحدث عن مبلغ كبير جداً، إنه 2.5 مليون جنيه إسترلينى» وعلى الفور كان ردى عليه: هذا الأمر غير وارد على الإطلاق إنجلترا لا تدفع رشاوى، هذا الأمر لا يمكن أن نقوم به على الإطلاق. سيد جاك أنت تطلب المستحيل لكنه طأطأ رأسه وقال إنه يمكن أن نقوم ببناء مدارس رياضية فى بلادى وأن يتم تحويل المبلغ علىّ وأنا سأقوم بتولى الباقى.


وهدد رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم السويسرى جوزيف بلاتر بإعادة النظر فيما يتعلق بتنظيم قطر لمونديال 2022 فى حالة إعادة انتخابه رئيساً لفيفا، فى ظل المنافسة الشرسة بينه وبين القطرى محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوى للعبة، والمرشح لرئاسة فيفا.


ونقلت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينة» الألمانية عن بلاتر قوله إنه سيقوم بإعادة النظر فى نظام اختيار الدولة المضيفة لكأس العالم بعد الانتقادات التى واجهها فيفا، ‏ إثر عملية التصويت الأخيرة فى ديسمبر الماضى، عندما اختيرت روسيا لتنظيم مونديال 2018، وقطر لاحتضان العرس الكروى عام 2022، وأوضح أنه مشروع فى ذهنه منذ وقت قريب، ويسعى لأن يحذو فيفا حذو اللجنة الأوليمبية الدولية لاختيار الدولة المضيفة وتحاشى ما حدث، موضحاً أن أعضاء اللجنة التنفيذية‏‏ سيدرسون ما يقرب من 12 ملفاً، ويتم اختيار الأفضل بينها وعرضها على الجمعية العمومية لاختيار الدولة التى ستنظم مونديال 2022 بعيداً عن قطر. ويضم الاتحاد الدولى 208 اتحادات وطنية، وإذا اعتمد النظام‏‏ الجديد فسيملك كل اتحاد صوتاً فى عملية الاختيار، فى حين أن المهمة حالياً منوطة بأعضاء اللجنة التنفيذية الـ 24.


من جانبه، رأى بلاتر أن علاقته مع بن همام فى الانتخابات المقررة فى الأول من يونيو المقبل لا يمكن‏‏ اعتبارها صداقة. وقال بلاتر إنه كانت تربطه علاقة جيدة مع بن همام، ودعمه فى انتخابات الرئاسة عام 1998، وعملا معاً، لكن لا يمكنه أن يعتبر ما حصل بينهما صداقة.‏‏


وأسهم بن همام بشكل كبير فى انتخاب بلاتر رئيساً للاتحاد الدولى عام 1998 خلفا للبرازيلى جواو هافيلانج، ثم سانده فى تجديد ولايته عام 2002، عندما جمع أصوات القارة الآسيوية لمصلحته فى مواجهة الكاميرونى عيسى حياتو فى سيول.


بيد أن العلاقة بين الرجلين ساءت فى السنتين الأخيرتين، إثر وقوف بلاتر ضد بن همام فى انتخابات المقعد الآسيوى فى اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» عام 2009، وتردد معلومات مفادها أن الأول ساند الملف الأمريكى على حساب القطرى فى عملية التصويت على مونديال 2022.


من جانبها تخشى قطر الهجوم الإنجليزى من خلال مجلس العموم، وتجهّز للرد من خلال حلقات رياضية على وسائلها الإعلامية، خاصة قناة الجزيرة التى بدأت الحرب المضادة. ويخشى مسؤولو قطر أن يتحول الصراع بين بن همام وبلاتر على رئاسة الاتحاد الدولى إلى سحب تنظيم كأس العالم لكثرة التحالفات المضادة، فى الوقت الذى يُحضّر فيه بن همام لجولات مكوكية تبدأ من أفريقيا وبالأخص مصر وتونس والمغرب لحشد التأييد له، فيما بدأ بلاتر الإعلان عن برامج جديدة منها على سبيل المثال زيارة فلسطين والمشاركة فى دورة النكبة لمغازلة العرب وإضعاف بن همام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية