x

اليابان تحيى ذكرى ضحايا قنبلة هيروشيما: ارقدوا فى سلام

الإثنين 06-08-2018 02:45 | كتب: منة خلف |
دمار وخراب خلفته القنبلة الذرية الأمريكية على هيروشيما دمار وخراب خلفته القنبلة الذرية الأمريكية على هيروشيما تصوير : آخرون

فى ذلك اليوم، منذ 73 عاما، كان الجو صافيا مشمسا فى مدينة هيروشيما الواقعة غرب اليابان، قبل أن تحدث إحدى أكبر الكوارث الإنسانية والبيئية فى القرن العشرين، حين أسقطت الولايات المتحدة قنبلة ذرية فوق المدينة فى تمام الساعة الـ8 والربع من صباح يوم 6 أغسطس عام 1945، لإخضاع اليابان فى نهاية الحرب العالمية الثانية، فانفجرت على ارتفاع 600 متر فوق سطح الأرض، وانتشرت شظاياها على محيط 1.6 كيلو متر، وأدت النيران التى أشعلتها على محيط 11.4 كيلو متر مربع إلى مقتل 66 ألف شخص، وإصابة 69 ألفا بجروح وحروق مميتة لينتظروا الموت القريب، كما دمر الانفجار غالبية مبانى المدينة وبنيتها التحتية بشكل شبه كامل.

«عدم امتلاك سلاح نووى، عدم صنع سلاح نووى، وعدم السماح بدخول أسلحة نووية»، هى المبادئ غير النووية الثلاثة التى تلتزم بها اليابان منذ هذا الحادث المؤلم، ما يؤكد المقولة المكتوبة على نصب تذكارى حجرى لضحايا القنبلة الذرية صممه المهندس، الفنان المعمارى اليابانى العالمى الراحل تانجه كنزو، والتى تقول: «ارقدوا فى سلام لن نكرر الخطأ مرة ثانية».

وتعتقد أغلبية كبيرة من الناجين من التفجيرات الذرية الأمريكية على هيروشيما وناجازاكى، أن اليابان يجب أن تنضم إلى معاهدة الأمم المتحدة لمنع الأسلحة النووية، وفقا لاستطلاع أجرته وكالة «كيودو نيوز» اليابانية الناطقة بالانجليزية.

وأظهر الاستطلاع، الذى صدر قبل الذكرى السنوية الـ73 بأيام أن أكثر من 60% لا يفضلون حكى تجربتهم إما بسبب الشيخوخة أو عدم رغبتهم فى تذكر المأساة.

وحسب صحيفة «يابان تايم»، فإن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس سيسافر إلى ناجازاكى لحضور مراسم إحياء الذكرى السنوية بالقنابل الذرية للمدينة فى 9 من الشهر الجارى، وستكون هذه هى المرة الأولى، التى يحضر فيها أمين عام الأمم المتحدة ذكرى 9 أغسطس، ففى عام 2010، وأصبح بان كى مون، أول أمين للأمم المتحدة يحضر هذا الحدث لإحياء ذكرى القنبلة الذرية فى هيروشيما.

فى كل عام ومع اقتراب يوم 6 من أغسطس، يتذكر العديد من الناجين من القنابل الذرية والمعروفون باسم «هيباكوشا» باللغة اليابانية، المشهد الرهيب، ولم ينس نافومى تانكا، البالغ من العمر 79 عاما، المشهد المروع، حتى بعد مرور 73 عاما، ويقول تانكا فى مقابلة مع وكالة «كيودو نيوز»: «لم أر أبدا أشخاصا مصابين بأضرار بالغة بهذا القدر، يجب ألا نشهد حربا مجددا لأنها غالبا ما يكون ضحاياها من الضعفاء»، ويبدو أن الأطفال قد تم إجلاؤهم إلى ماتسو، مسقط رأس تاناكا فى محافظة شيمان المجاورة.

كان عدد سكان هيروشيما فى ذلك الوقت حوالى 350 ألف نسمة، ويقدر أن حوالى 40% من السكان، أى ما يقرب من 140 ألف شخص ماتوا بنهاية عام 1945.

«لقد عانوا من حروق فى وجوههم»، يقول تانكا، كانت الحروق واحدة من الإصابات النمطية التى تسببها القنبلة الذرية. كثير من الناجين يتذكرون الضحايا وهم يتجولون فى المدينة يتوقون للماء لأن جلدهم المتفحم يتدلى من أجسامهم، حسب الوكالة، فإن درجة حرارة الأرض وصلت حينها إلى 4000 مئوية.

وبعد 3 أيام من تفجير هيروشيما، أسقطت الولايات المتحدة القنبلة الثانية على ناجازاكى، وهى مدينة تبعد حوالى 300 كيلومتر جنوب غرب الهدف الأول، مما أسفر عن مقتل نحو 74 ألف شخص.

وقد صنفت الحكومة اليابانية رسميا سكان هيروشيما وناجازاكى على أنهم «هباكوشا»، وكذلك الأطفال الذين كانت أمهاتهم ضحايا، وعمال الإنقاذ، وغيرهم ممن تعرضوا للإشعاع بعد دخول مواقع القنابل فى غضون أسبوعين من الهجمات. واعتبارا من نهاية عام 2017، كان لايزال هناك 154.859 شخصا تم رصدهم كهباكوشا، وفقا لوزارة الصحة والعمل والرفاهية اليابانية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية