x

مهاب مميش فى ذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة: «معندناش مستحيل.. والإرهاب نهايته هنا» (حوار)

المصري اليوم تحاور«الفريق مهاب مميش» المصري اليوم تحاور«الفريق مهاب مميش» تصوير : أحمد شاكر

«نهاية الإرهاب هنا.. والمستقبل كله خير».. من هنا.. من أرض معركة التنمية الجديدة.. وبهذه الكلمات لخص الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، رئيس المنطقة الاقتصادية للهيئة، الذى اختص «المصرى اليوم» بحوار مطول، وجولة موسعة لتفقد مشروعات التنمية فى القناة، وأهمية المشروعات العملاقة التى تجرى على ضفتى القناة.

وكشف «مميش»، خلال لقائه الموسع مع وفد صحفيى «المصرى اليوم»، أحدث التطورات التى تمت بمشروع تنمية قناة السويس وما يصاحبها من مشاريع تنموية على ضفافها، وشدد على أن الإعلام هو همزة الوصل بين الشعب ومؤسسات الدولة، وعندما تكون همزة الوصل هذه جيدة تكون العلاقة بين الشعب ومؤسسات الدولة جيدة، والعكس صحيح، وأن الدولة تريد أن يكون الإعلام دائما بخير.

وأضاف: «الله اسمه الحق والعدل ونحن لا نريد إلا الحقيقة.. وعيب إننا ما نقولش لشعبنا الحقيقة». وكشف «مميش»، فى حواره المطول، عن بدء إنتاج أكبر مزرعة سمكية فى العالم على ضفاف القناة، وتحدث عن تفاصيل إنشاء الأنفاق التى تصل سيناء بالإسماعيلية وبورسعيد لتعبر المركبات والشاحنات المسافة أسفل القناة فى 4 دقائق. وشدد «مميش»، طوال مدة الحوار الذى لم يخل من أمل فى الغد، على نقل الهيئة تجربتها الناجحة فى مجال الاستزراع السمكى النظيف إلى البحيرات لتكريكها وتطهيرها، وتحدث باستفاضة عن المناطق الصناعية والخير الذى ينتظر المصريين فيها، مشيراً إلى أن الاقتصاد المصرى سيشهد تطوراً مهولاً خلال الفترة المقبلة، بسبب مناطق التنمية الجديدة.

وقال: «كان لازم نصنع مجتمعا عمرانيا جديدا مصاحبا لقناة السويس الجديدة، إلى جانب دعم القناة الأم، ولكى ننفذ قناة السويس الجديدة كان لابد من التفكير فى إنشاء مجتمع متكامل لتعظيم قيمة البضائع التى تمر بقناة السويس، وبالتالى كان لابد من التفكير فى مشروع التنمية، وهو جزء لا يتجزأ عن القناة».. وإلى نص الحوار:

المصري اليوم تحاور«الفريق مهاب مميش»

■ فى ذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة.. كيف تقيم التجربة؟

- فى البداية يجب الإشارة إلى أن كل المعارك فى تاريخ مصر المعاصر بدأت من هنا من القناة، والمعركة القادمة هى معركة تنمية ورخاء، تبدأ من قناة السويس أيضا، باعتبارها تاريخ مصر وحاضرها ومستقبلها، العالم كله يستخدم قناة السويس، فهى شريان حياة للعالم كله، وبالتالى ستجد أن أهم هدف حيوى فى مصر هو قناة السويس، فلو توقفت قناة السويس سترتفع أسعار كل شىء فى أوروبا والعالم كله، لأنه سينقل بضائعه عن طريق رأس الرجاء الصالح، ما يستغرق وقتا طويلا جدا فترتفع تكلفة النقل، هى هدف حيوى، بل وصلت إلى أن تكون العمود الفقرى للدخل القومى المصرى من العملة الصعبة، هل يوجد مصدر للعملة الصعبة غير قناة السويس؟، نظرة على التاريخ تخبرنا بأننا لا نزال ننهل من عائدات وخيرات هذه القناة التى حفرها أجدادنا عام 1869، ونحن اليوم حفرنا قناة السويس الجديدة لينعم أبناؤنا وأحفادنا من عائداتها، وهذا هو تواصل الأجيال، وما يمكن تسميته المشاريع القومية العملاقة ليس مجرد مشروع ينتهى بعد فترة زمنية محددة.

هذا مشروع قومى عملاق طويل الأجل، فالمشاريع منها أيضًا طويلة الأجل ومتوسطة الأجل وقصيرة الأجل. والمشروعات طويلة الأجل هى التى تبنى الاقتصاد القومى للدول لتظل الأجيال الحالية والقادمة تنهل من خيراته. هذا باختصار هو مشروع قناة السويس والحمد لله «معندناش مستحيل».

■ كيف أتت فكرة قناة السويس الجديدة؟

- هذا المشروع له قصة، فقد كنت أشغل منصب قائد القوات البحرية حين أحالنا مرسى للمعاش أنا والمشير طنطاوى والفريق سامى عنان والفريق عبدالعزيز والفريق حمزة رحمه الله، وكان ذلك فى ليلة القدر، أخبرنى السكرتير أننى طلعت معاش، قلت الحمد لله، وكنت سعيدًا جدًا، لأن ماينفعش هذا الرجل يكون قائداً أعلى للقوات المسلحة وأنا موجود، فنحن بالنسبة لنا كعسكريين لا نستطيع أن نقتنع بمدنى كان مدرساً أن يكون قائدا أعلى للقوات المسلحة، وشاء القدر أن أعين رئيساً لهيئة قناة السويس، ولم أكن أعلم حتى مكان مبنى الإرشاد بالهيئة، ومع ذلك قال البعض إننى كنت أسعى لها، وأنا لم أسع ولم أكن أعرف مكانها حين بلغت بالأمر، ولكننى دائما راضٍ بقضاء الله.

وأثناء وجودى فى السيارة فى طريق رحلتى الأولى إلى قناة السويس، كلمنى على الهاتف مستشار مسؤول فى الهيئة قال لى: «القناة وقفت»، سألته: لماذا؟، فقال إن هناك مركب شحن عطل فى بورسعيد، قلت: وهتعملوا إيه؟، قال: هنعومه.

جاءت الفكرة لى من أول يوم، وأنا فى الطريق، طول الطريق أفكر كيف استطاع أجدادنا أن يحفروها بالفأس والجاروف، ونحن ظللنا بعدهم نشغلها على تراك واحد، مركب تعطل يعطل القناة كلها!.

أخذت أفكر لماذا لا يكون هناك «تراك بديل» لو وقفت الحركة هنا ننقل على التراك الآخر؟.. هم أجدادنا أجدع مننا فى إيه؟، ليه مانكملش ورا إللى عملوه، جاءت الفكرة، ولكنى لم أصل بعد إلى الشكل العام للتنفيذ. عندما وصلت بحثت عن الخرائط، ووجدت أن السادة رؤساء الهيئة السابقين فكروا نفس التفكير، ولكنها ظلت فكرة حبيسة الأدراج لم ينفذها أحد.

أخذت الدراسات وعملت مجموعة عمل من شباب الهيئة، وبدأنا نعمل وحسبناها بكل تقنياتها وجوانبها، فهندسة القنوات تختلف عن هندسة الإنشاءات والمبانى، حسبناها ودرسناها إلى أن مرت الأيام وسارت الأمور حتى جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسا للجمهورية، كلمته فى التليفون وقلت له: أريد أن أعرض عليك مشروعين، مشروع التنمية فى قناة السويس ومشروع تانى، ذهبت وأخذت خرائطى وحساباتى بالمليمتر، وجلس الرئيس وسمعنى ولم يعلق مطلقا، لميت أوراقى وغادرت وأنا محبط، وفى تمام الساعة 6 ونص صباحا رن هاتفى المشفر، وجاءنى صوت الرئيس «إنت نايم؟»، قلت: آه، كنت نايم، قالى: أنا مانمتش بسبب فكرة المشروع، قلت له: قابلة للتنفيذ ومن بكرة الصبح، وتنفذ على 3 سنوات.

■ لماذا لم تعرضها على الرئاسة وقت حكم الإخوان طالما كانت جاهزة؟

المصري اليوم تحاور«الفريق مهاب مميش»

- لا أعطيها لهم أبدا، فهم غير أمناء للاطلاع على مشروع يخص قناة السويس، فهو ليس مشروعا بأبعاد اقتصادية فقط، بل له أبعاده الاستراتيجية، والأمنية.

■ ماذا تم بعد مكالمة الرئيس؟

- أحضر القوات المسلحة كلها لتجلس معى وتناقشنى، هيئة العمليات والطرق والكبارى وغيرها، ظللنا شهرا كاملا فى مناقشات مغلقة، وبعدها قال لى الرئيس: إحنا هنفذ. كانت فرحة كبيرة أوى، لكن كنت حاطط إيدى على قلبى، لأنه شىء مش سهل.

■ لكن هناك من يسأل.. لماذا لم تنفذ فكرة الازدواج فى القناة كاملة؟

- لو عملت القناة كلها فسوف أفصل سيناء عنى تماما، أى سيصبح هناك مدعاة لانفصال سيناء عنك، «لكن إحنا عاوزين سينا دايما فى حضننا»، نفذنا بالقناة الجديدة الازدواجية المطلوبة بقناة السويس لينخفض زمن العبور بها من 22 ساعة إلى 11 ساعة، وهذا هو الشق الفنى الذى كنا نسعى لتحقيقه، لكن هناك شقا استراتيجيا فى منتهى الخطورة، وهو خوفنا من أن يتمكن أحد من إبعاد سيناء، مثل الإخوان حين كان لديهم خطة اسمها «إقليم قناة السويس» وكلمة إقليم فى حد ذاتها تدعو للانفصال، لذلك أطلقنا عليه مشروع منطقة قناة السويس وليس إقليما.

■ ما هو الهدف الرئيسى من إنشاء القناة الجديدة؟

- هناك أبعاد سياسية وعسكرية وبحرية نراعيها ونحن نعمل، لكن يجب أن يكون لديك هدف تسعى له، فمجال بناء السفن يتطور بسرعة رهيبة، غطس السفن بيتغير وعرض السفن أصبح كبيرا، لا نريد أن يأتى علينا يوم من الأيام والسفن العملاقة لا تستطيع دخول قناة السويس، علينا تجهيز أنفسنا من الآن لنتعامل مع الأجيال القادمة فى تصميم وبناء السفن، وهذا ما راعيناه تماما فى تصميم القناة الجديدة، بل وعمقنا قناة السويس الأولى ونحن نعمل الآن على أن نكون قادرين على استقبال كل السفن.

■ كيف ترى قرار تنفيذ القناة فى سنة واحدة بدلاً من 3 سنوات؟

- المشوار كان كبيرا وكنا حاسبينه على 3 سنين، إلى أن أتى يوم التقديم وكنت مع الرئيس فى الهليكوبتر فقال لى: «أنا عاملك مفاجأة، ومش هاقولهالك غير جوه».

وقت العرض باقول 36 شهراً، قالى: لا هى سنة واحدة، إتخضيت خضة جامدة جدا، لأننى بنيت خططى على 3 سنوات، ولكننى قلت «تنفذ»، وتمت إعادة كل الخطط على أساس الانتهاء منها فى سنة بدلا من 3 سنوات، وكان هذا هو الصواب لأننا لو كنا انتظرنا كان ممكن مانعملهاش بعد الأسعار الجديدة، بالتأكيد كنا سنتوقف عن استكمال الفكرة.

■ ماذا عن المشاريع الجديدة على ضفاف قناة السويس؟

المصري اليوم تحاور«الفريق مهاب مميش»

- القناة يعنى حياة، قناة السويس سميت بهذا الاسم لأنه لم يكن هناك غير مدينة السويس فى المنطقة فأطلقوا عليها هذا الاسم، باعتبارها القناة التى تؤدى إلى مدينة السويس، لكن بعدما أنشئت القناة، أنشئت بورسعيد والإسماعيلية وحياة كاملة فى المنطقة، ونحن نريد أن ننشئ حياة جديدة مصاحبة للقناة الجديدة، بدأنا بالإسماعيلية الجديدة ومشروع تنمية منطقة قناة السويس لأننا نعيش فى مساحة 6.5% من مساحة مصر، وهو لا يجوز مطلقا، «لازم الناس تيجى تعيش هنا وعشان الناس تيجى هنا يجب توفير فرصة عمل وفرص تعليم وعلاج وحياة كاملة».. الفكرة ليست مجرد مشروع يالا يا جماعة نعمل مشروع، فماذا عن الناس الذين سيأتون كيف سيتم علاجهم وأين سيعلمون أبناءهم؟، هذا هو مشروع التنمية أن تخلق حياة وتعمل مناطق صناعية ولوجيستية، وبنية تحتية فى المنطقة حتى تشجع الناس لتعيش وتستقر هنا، كل الحروب بدأت من هنا.. من أهم مكان فى مصر، وهو منطقة قناة السويس، لذا يجب أن تبدأ معركة التنمية من هنا.

■ حدثنا عن مشروعات التنمية على قناة السويس؟

- لكى تضيف مجرى ملاحيا جديدا فأنت تضيف حياة كاملة، لازم نصنع مجتمعا عمرانيا جديدا مصاحبا لقناة السويس الجديدة، إلى جانب دعم القناة الجديدة لقناة السويس الأم، فكى ننفذ قناة السويس الجديدة كان علينا التفكير فى إنشاء مجتمع متكامل لتعظيم قيمة البضائع التى تمر بقناة السويس، وبالتالى كان لازم نفكر فى مشروع التنمية، وهو جزء لا يتجزأ عن القناة، ويمتد على مساحة 461 كيلو مترا مربعا، فقد عبر القناة العام الماضى مليار طن بضائع، وهذا رقم ضخم، وفى 2018 فاق حجم البضائع المليار طن، ولكنه مؤشر سلبى حين يمر مليار طن بضائع، وأنا لا أضع يدى فى طن بضاعة منها، ليس عندى ثقافة القيمة المضافة ولا العمالة الفنية المدربة، وهذا ما نفعله الآن، ننفذ مناطق صناعية ولوجستية لأنه ليس من المنطقى أن يمر هذا الكم من البضائع من عندى وأنا لا أستفيد.

■ ما هى المشاريع التى ستقام فى مناطق التنمية الصناعية الأربع؟

- الناس لا تعلم ماذا يتم بالفعل على أرض الواقع، وأن هناك مشروعات من أكبر المشروعات فى العالم مثل منطقة طيبة الصينية فى العين السخنة، ومصنع إنتاج الفايبر جلاس تالت أضخم مصنع على مستوى العالم.

هناك فرق بين المشروع والمشروع القومى العملاق. فى القرن التاسع عشر كان مشروع مصر القومى هو قناة السويس الأم، وفى القرن العشرين كان السد العالى، وفى القرن الواحد والعشرين سيكون هذا المشروع هو المشروع القومى العملاق لمصر، هذه مشاريع طويلة الأجل تنهل منها الأجيال الحالية والقادمة، وهذا يختلف عن فكرة إنشاء كومباوند أو شىء من هذا القبيل. المشروع القومى ده شىء آخر، المشروع القومى العملاق يمثل مستقبل الشعوب.

المشروع به 6 موانئ، ميناء واحد فى دولة بيعمل فرق كبير، إحنا لدينا فى منطقة تنمية قناة السويس 6 موانئ، كانت مشكلتها أنها ليست تحت مظلة تديرها بطريقة تكاملية فيما بينها، وضعناها تحت مظلة الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، أصبحت كل هذه الموانئ مرتبطة ببعضها، وتم عمل خطة تطوير كاملة وركزنا بالأساس على ميناءى شرق بورسعيد شمالا والعين السخنة جنوبا لكى يكونا ميناءين محوريين.

الموانئ الست هى: 3 فى البحر الأبيض هى: شرق بورسعيد وغرب بورسعيد والعريش، و3 فى البحر الأحمر وهى: العين السخنة والأدبية والطور، مقسمة 3 شمالا و3 جنوبا، ففى الشمال يعد ميناء شرق بورسعيد القطب الشمالى لمصر والعين السخنة هى القطب الجنوبى، ولو أنت حسنت القطبين دول، وأنت الآن يمر من عندك 11% من حجم التجارة العالمية وعملت مناطق لوجيستية، فأنت هتتحكم فى التجارة العالمية كلها.

■ ماذا تعنى بتعبير ميناء محورى؟

- ليس كل ميناء يمكن اعتباره ميناءً محوريا، شرق بورسعيد ميناء محورى، وجارٍ العمل على تحويل العين السخنة الآن إلى ميناء محورى، الميناء المحورى له شروط معينة، منها أن أعماقه لا تقل عن 18 مترا، لذا عملنا فى بورسعيد 18 مترا ونصف، وهو الآن أعمق ميناء موجود فى منطقة البحر المتوسط حتى أكون قادرا على استقبال السفن العملاقة، وأن تكون أرصفته متاخم لها مناطق لوجيستية وصناعية، لذلك بنعمل مناطق لوجيستية وصناعية فى بورسعيد، وموقعه أيضًا، فمثلا لو طلعت من بورسعيد توصل لساحل البحر المتوسط كله، ثم شمالا لشمال وشرق أوروبا، ثم الساحل الشرقى لأوروبا، ولو طلعت من بورسعيد جنوبا تقدر توصل للصين والهند وجنوب شرق آسيا، لذا فهو ميناء محورى فى وسط العالم، الفرق بينه وبين ميناء دمياط مثلا، لا تستطيع أن تصل الصين والهند إلا عن طريق عبور قناة السويس، لكن شرق بورسعيد تقدر توصل للعالم كله، ونحن بنعمل تكريك فى العين السخنة الآن حتى نحوله إلى ميناء محورى فيكون لديك ميناء محورى فى الجنوب وآخر فى الشمال، وبذلك نكون قد تحكمنا فى التجارة العالمية بالكامل.

كراكات قناة السويس هى التى تقوم بتكريك هذه الموانئ لتطويرها، فلدى قناة السويس أسطول من الكراكات، قمنا بعمليات الحفر بدون أن تتقاضى الهيئة أى مليم من الدولة، ولم نستعين بأى كراكات أجنبية توفيرا للعملة الصعبة على الدولة.

جارٍ العمل فى ميناء شرق بورسعيد بإنشاء أرصفة بطول 5 كيلو مترات رصيفاً، وتم الانتهاء منها وعملنا الأنفاق التى تصل بين بورسعيد وسيناء وعملنا الأنفاق دى حتى لا تظل سيناء فى عزلة فقد تركناها معزولة لعقود حتى تحولت إلى بؤرة من الإرهاب لو عاوز تأمن منطقة لازم تنميها ماتسيبهاش فاضية، وآن الأوان لتمنية حقيقية لسيناء، لذلك تضمن المشروع ميناء العريش، لازم سيناء يبقى ليها منفذ عالبحر علشان أقدر أطور، بدون منفذ عالبحر كل تجارة سيناء ستتم عن طريق المعديات، وهذا غير كافٍ لتنمية سيناء.

■ ما هى طبيعة الصناعات فى كل منطقة من المناطق الصناعية؟

المصري اليوم تحاور«الفريق مهاب مميش»

- لكى نعمل صناعات فى المنطقة لازم نضمن التنافسية لهذه الصناعات، عندنا ٤ مناطق صناعية رئيسية، شرق بورسعيد والقنطرة غرب والقطاع الأوسط فى الإسماعيلية والقطاع الجنوبى للسخنة، حددنا الصناعات تبعا لطبيعة كل منطقة، فمثلا تربة شرق بورسعيد ضعيفة فكان لازم تكون الصناعات خفيفة إلى متوسطة، فى الإسماعيلية ركزنا على المنتجات الغذائية والزراعية المناسبة لطبيعة المنطقة، أما فى السخنة فالتربة صخرية، تعمل فيها المصانع التقيلة زى الحديد والصلب والبتروكيماويات.

■ هناك انتقادات لما تردد عن تخفيض رسوم العبور بالقناة، فما حقيقة هذا التخفيض؟

- هذه سياسة تسويقية ليست للجميع، ولكن لو أن هناك شركة لديها 10 سفن، تمر من قناة السويس، وأعطيها 50% تخفيضا فى رسوم العبور على السفن العشر مرة واحدة، وليس على سفينة واحدة فقط، أبقى زودت عدد السفن والإيرادات، هذه هى سياسة أصحاب السفن توفير فلوس ووقت، سوف يأتى للمرور من عندى وسوف يزيد دخلى.

■ ماذا عن مشروع الاستزراع السمكى الجديد التابع لهيئة قناة السويس؟

- أنا مش عاوز فلوس من مشروع المزارع، أنا عاوز أشغل الناس وتاكل من خير بلدها لأن دى فلوسهم ودى مياههم، أول ما فتحت المنافذ فى الإسماعيلية 4 منافذ، فوجئت بطوابير قادمة من إسكندرية بعربيات نصف نقل، طلعوا على المطاعم والفنادق الفاخرة واشتروا بـ3 أضعاف الثمن، ثقافة جشع عند بعض التجار، لذلك كان لابد من وضع ضوابط فى الكميات التى يحصل عليها التجار والسيطرة على المنافذ.

قلنا للشباب ييجى ياخد ويعمل منافذ وهاعطيه بسعر التكلفة، حيتان التجار بيبثوا سموم علشان ماحدش ياخد غيرهم.

■ هل توجد خطة لتصدير الأسماك المصرية التى تنتجها مزارع الهيئة؟

المصري اليوم تحاور«الفريق مهاب مميش»

- بالفعل مطلوب منى تصدير الدينيس والأروص والجمبرى، من بكرة الصبح، لكن صعبان عليا أصدر قبل ما الشعب صاحب المياه والخير ياكل منه. وسمك مزارع الهيئة له ميزة كبيرة أنه غير ملوث يعيش فى مياه نظيفة مجرد أعمل محطات رفع وأدخلها الأحواض، مش مياه ترع، لو مركب رمت ورقة فى القناة بأدفعها غرامة، وكانت صعبة جدا إنى أغير 25% من مياه الاستزراع كل يوم ورعاية بيطرية على مدار اليوم لكن قدرنا نعمل حاجة.. شاهد السمكة إللى طالعة من المياه صحتها عاملة إزاى.

■ الجميع يتحدث عن السمك الشبار الأحمر الذى استحدثتم زراعته لكى توفروا بروتينا حيوانيا رخيصا للمواطن المصرى، فماذا عن هذا المشروع؟

- زريعة الشبار الأحمر استوردناها من هولندا لأن هذا النوع يتحمل ملوحة المياه وفى نفس الوقت يعيش فى المياه العذبة، ورخيص الثمن أرخص نوع بروتين حيوانى نظيف يتراوح سعره بين 17- 20 جنيها للكيلو، الشعب المصرى لما يحب يعمل حاجة بيعملها ماحدش يقلل من عزيمتنا أبدا.

■ ماذا عن المشاريع الضخمة فى المناطق الصناعية، هل توجد عروض أجنبية للاستثمار فيها؟

- واقفين بالدور، العروض تنهال علينا ولا تتخيلوا حجمها.. أنا لا أحب كلمة بروتوكولات تعاون أو مذكرات تفاهم، عاوز تمضى عقد تعالى إتفضل، فنحن نركز على اجتذاب المستثمرين، منذ مايو 2017 استطعنا اجتذاب 7 شركات عملاقة من كبرى الشركات العالمية ونوقع معهم عقودا للاستثمار، باستثمارات 50 مليار دولار ومليون فرصة عمل.

■ هل اشترطتم على المستثمرين الأجانب تشغيل عمالة مصرية، حتى لا نرى مصنعا صينيا يستجلب عمالة صينية مثلا كما حدث فى مناطق أخرى؟

- يشترط قانون الهيئة أن نسبة 90% من العمالة تكون مصرية، لكن تعالوا نتأمل الـ90% لن نجد عمالة فنية مدربة لأن نظرتنا فى مصر للعمالة الفنية نظرة متدنية، لأجل ذلك فتحت مع سيمينز مركز تدريب فنيا وأخذت من وزارة التربية والتعليم 6 مدارس فنية صناعية فى مدن القناة. هطور هذه المدارس الفنية وأدرب الطلبة، هى الآن لأبناء مدن القناة وبالتالى هيوفروا علينا مكان المبيت، والمدارس موجودة بدل ما أبنى مدرسة لكن هعمل «مبلغ مالى» للطالب أثناء الدراسة لكى أشجعه، وبعد التجربة ما تنجح نعممها للطلبة من باقى المحافظات.

■ ما هى شروط الالتحاق بمركز سيمينز؟

- الناس فى مركز سيمينز أذكياء وواعون، لما عملوا محطات الكهرباء احتاجوا عمالة فنية مدربة للعمل فى المحطات فى نفس الوقت العمالة المصرية أرخص من الأجنبية، وعملوا نظام جميل جدا إنهم لم يشترطوا عمرا معينا، ممكن تتدرب وتبقى فنى كهرباء وإنت عندك 40 سنة، سأحقق لك حلمك، فدخلنا معهم فى مشروع التدريب.

■ الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، هل تؤثر على حركة التجارة فى قناة السويس؟

- دى معركة تكسير عظام بين الدولتين، لذلك ينتشر الصينيون فى كل الأماكن التى بها عقد استراتيجية علشان لو حصل حاجة يكونوا متواجدين، لكن إحنا كسبانين من هذه المعركة، أى حاجة تقوم على مواد خام قادمة ومنتج يصدر هتمر من قناة السويس، وبعد قناة السويس الجديدة وتعميق القناة الأم وتطويرها أصبحنا قادرين على التعامل مع الأجيال القادمة.

■ متى تتوقع أن نتخلص من الإرهاب نهائيا لبدء التنمية الكاملة فى سيناء؟

- صعب نقضى على الإرهاب بصورة نهائية، الإرهاب مشكلته إن الفكر جوه العقل، والعقل البشرى أصعب حاجة، إنت ممكن تعمل طيران واستطلاع ورادار تكتشف إيه إللى بيحصل، لكن إزاى تدخل جوه العقل وتعرف إيه إللى بيفكر فيه، التنمية هى اللى هتحاصر الإرهاب وتؤمن سيناء، لما الإنسان يحس إنه له أسرة لها مستقبل فى مجتمع بينمو وإنه لو مارجعش لأسرته هتدمر ومستقبلها هيكون أسوأ هيفكر كتير، لكن الإرهابى عارف التوقيت إللى هينفذ فيه جريمته وعارف هيعمل إيه بدون اعتبارات لأى شىء، لذلك التنمية هى الشىء الوحيد إللى هيأمن سيناء، وإلا ستكون «مرتعا» للإرهاب.

منذ أحداث 25 يناير.. هل سمعت إن قناة السويس وقفت ثانية واحدة؟، قناة السويس بتحقق أحلى معدلات وطورت نفسها، الناس كانت بتنتقد إنى حسنت الرواتب والمعاشات ومشروع العلاج للعاملين بهيئة قناة السويس، أول ما تحسن حياة الإنسان تضمن المنطقة مؤمنة، طول ما الإنسان آمن على حياته وحياة أولاده فمستحيل حد يشتريه.

■ ماذا عن شائعات تأثير حركة التجارة العالمية التى انخفضت وبالتالى لم تعد قناة السويس الجديدة تدر عائدا؟

- قبل كده قالوا دى طشت بيمر فى ترعة، تخيل «ترعة بيمر منها سفن عملاقة»!.

■ وما أشهر الشائعات التى طالتك أنت شخصيا؟

- مرة وسط حفر القناة الجديدة اشتقت إنى أعمل عمرة، وصممت زوجتى وابنتى على مصاحبتى فى الرحلة إلى بيت الله الحرام، وأنا فى المسجد بين المغرب والعشاء وجدت رقما يلح فى الرن، وقلقت يكون حاجة حدثت أثناء الحفر، فرديت ووجدت معداً من قناة الحياة يطلب مداخلة فاعتذرت وقلت له أنا فى ضيافة ربنا ومش عاوز أتكلم، فصمم وقالى إن فيه أخبار على السوشيال ميديا بتقول إن الفريق مميش هرب إلى السعودية هو وأسرته واشتغل عند أمير سعودى فى صيانة اليخوت.

■ أهم الشائعات التى طالت القناة الجديدة؟

- إنها بتخسر، وإن مكنش وقتها، وإنها غير قابلة لمرور السفن العملاقة، رغم أن إحدى ناقلات البترول العملاقة تركت مسارها فى قناة بنما وتوجهت لقناة السويس.

■ بعض الشائعات تقول إن المصريين المودعين لم يأخذوا عوائدهم؟

- إلا فلوس الناس دى أمانة، أتحدى أى واحد يطلع يقول إن فى ميعاد العائد لم يحصل عليه كاملا.

■ حدثنا عن قناة السويس فى أرقام؟

- قناة السويس تستقبل كبرى سفن حاويات فى العالم، بنعدى 23 ألف حاوية، ومهما كان التطور المستقبلى فى السفن نستطيع مواجهته، زودنا قدرتنا التنافسية، لم نعد نسمع عن الحديث عن قنوات بديلة لقناة السويس، طول القناة الجديدة 72 كيلو مترا، قناة بنما بالكامل طولها 77 كم، لذلك هى ليست تفريعة هى قناة كاملة إتحفرت فى وقت قياسى، عمق القناة 24 مترا بتستقبل سفنا حتى غطس 66 قدما، وهذه سفن من كبرى السفن فى العالم، كمية الحفر الجاف 250 مليون متر مكعب من الرمال، كمية التكريك كى أصل إلى منسوب الصفر 250 مليون متر مكعب، الكميتان مع بعضما قدر حجم الهرم الأكبر 100 مرة، 25 كراكة من كل دول العالم، أول 3 سنين كانت كراكات الهيئة فقط اللى هتعمل ولكن لما الرئيس اختصر المدة فى عام استخدمنا كراكات من الخارج.

المشروع إتسجل فى جينيس ريكورد أضخم مشروع فى العالم، 50 ألف عامل لم يصاب فيهم عامل واحد، مدة تنفيذ المشروع 354 يوما، عمل على مدار الساعة، لماذا فكرنا فى قناة السويس الجديدة، ومع نظام الملاحة المتبع فى قناة السويس الأم، كانت هناك قافلتان تأتيان من الشمال كل يوم، متوجهتان من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر ولكن لم يكن مسموحا للقافلة بأن تمر مباشرة، كانت القافلة تقف فى منطقة البحيرات كل يوم كى نفتح مجالا للتقاطر، تقف السفن فى هذه المنطقة من 8 إلى 11 ساعة لم يكن مسموحا لها بالرجوع إلى المجرى الملاحى حتى مرور قافلة الجنوب، وكان إيقاف السفن كل هذه الفترة يمثل خسارة كبيرة لملاك السفن، فكان يجب تلافى هذا الإيقاف.

■ ماذا عن عائدات القناة وتأثيرها على الاقتصاد المصرى؟

- دخلنا العام الماضى 5 مليارات دولار، السنة دى دخلنا 5.6 مليار دولار بفارق 600 مليون دولار، بزيادة 25.8 مليار جنيه عن العام السابق. وتكلفة إنشاء قناة السويس الجديدة 20 مليار جنيه.. الاقتصاد المصرى سوف يشهد طفرة كبيرة جدا فى الأعوام القادمة ولكن نشتغل صح.

■ ماذا عن الحديث عن حوادث اصطدام السفن ببعضها فى قناة السويس؟

- بحرك 18 ألف سفينة فى السنة، ووارد إن سفينة تحتك بسفينة، لكن إن الموضوع يتحول لسفن تصطدم ببعض وبتغرب، لا يمكن. باطلب من الناس اللى بتروج الشائعات يراعوا ربنا فى وطنهم، الناس بتفتخر بأوطانها، ولا يروجون شائعات تهدمه، لو فيه أى حادث لا قدر الله سوف أخرج وأخبر الشعب بنفسى، بأى منطق 6 مراكب تصطدم ببعض كما ادعوا؟!.

■ ماذا عن المستثمرين المصريين.. هل تقدم لهم حوافز خاصة بهم؟

- لا يوجد تمييز بين المستثمر المصرى والأجنبى، هناك حوافر لجميع المستثمرين دون تمييز، لكن هناك إقبالا شديدا من المستثمرين المصريين، مؤخرا السويدى والسلاب ومحمد فريد خميس جميعهم أقبلوا على الاستثمار فى المنطقة، الترويج هو علم من علوم الاستثمار، يجب أن توصل نفسك للآخرين لذلك فإننا ننتج هذه الأفلام عن القناة وأعرضها فى كل جولاتى.

■ ماذا عن المنطقة الروسية والمنطقة الصينية والمشاريع الخاصة بهما؟

- المنطقة الروسية منطقة واعدة أول مرة الروس يعملوا منطقة صناعية بالحجم ده خارج بلادهم، لكن المستثمرين كتير جدا متحمسين للاستثمار فى السوق المصرية لأن الــ100 مليون نسمة دى سوق تجارية كبيرة، صناعات كتير هتروج فيها، ده غير إن السوق الأفريقية مفتوحة هنا فى مصر، الروس ليسوا «هبل» علشان يسيبوا روسيا وييجوا يعملوا منطقة صناعية هنا، مصر دولة تشجع على الاستثمار.

فكرتى أنا عن قناة السويس أنها لا تكون هيئة قائمة على نشاط واحد، يجب أن ننوع الأنشطة، أحيينا نشاط شركات كانت لا تعمل، عملنا مشاريع المزارع السمكية وهيئة الأنفاق والكبارى استغللناها فى عمل الأنفاق والكبارى التى ستحيى المنطقة الصناعية.

أغانى أفلام قناة السويس كتبت فى هذا المكتب، أغنية «من هنا» فى الحفلة السابقة، أصريت إن إللى يغنوها أطفال فى رسالة واضحة إن القناة ليست للجيل الحالى فقط بل للشباب والأطفال وأحفاد الأجيال الحالية.

■ ماذا عن تطوير مهام هيئة قناة السويس، وما استحدث من نشاطات لم تكن موجودة من قبل؟

- على رأس الأنشطة الجديدة للهيئة بناء ترسانة سفن متخصصة فى التنقيب عن البترول حتى لا تكون مصر بعيدة عما يحدث على أراضيها بيد الشركات العالمية، فهناك مركب مصرية الصنع تشارك فى التنقيب عن الغاز فى حقل ظهر ومركب أخرى سوف تلحق بها قريبا، بعد تسفير مجموعة مصريين إلى الخارج وتدريبهم فى هذا المجال ليكون الحفار معتادا على الأعماق الكبيرة وخطوط الغاز، أما المركب الثانية ستكون كونتينر لصيانة خطوط الغاز، فأنا لا أتوقف عن التفكير واستشارة كل الشباب من حولى.

وقد عزمنا على أن نعد ترسانة، سلسلة من سفن البحث والتنقيب والاكتشاف والصيانة فى مجال البترول كأحد الأنشطة الاقتصادية الجديدة لقناة السويس، توفيرا للعملة الصعبة التى تستخدمها وزارة البترول فى استجلاب سفن أجنبية، وبدأناها بسفينتنا فى حقل ظهر. سوف نعمل على تكريك النيل بعد أن شحطت بعض السفن فى النيل العام الماضى كلفنا بتنظيف النيل وتكريكه وهذه ستكون خطوة لنا فى النقل النهرى لأفريقيا إلى جانب المساعدة فى تنشيط الرحلات السياحية.

وهناك خطة لمشروع وطنى جديد تم تكليف هيئة قناة السويس به، وهو تطهير البحيرات بعد أن أصبح معظمها مرتعا للصرف الصحى والزراعى ونعمل الآن فى بحيرة المنزلة، تليها البردويل، بحيث نجعل بحيراتنا طاهرة ونعيد الثروة السمكية الطاهرة إلى مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية