شهد ميدان التحرير حالة من الهدوء، وسمح بعض المتواجدين من اللجان الشعبية ناحية شارع قصر النيل بمرور الدراجات النارية «الموتوسيكلات» فى اتجاه شارع طلعت حرب والمتحف المصرى، فيما استمرت المطاعم والمحلات والشركات السياحية بالميدان فى فتح أبوابها. وتم السماح بدخول بعض سيارات أصحاب هذه المتاجر.
وتواصل عبور الأشخاص بشكل طبيعى من شارع محمد محمود الذى شهد الأحداث الدامية الشهر الماضى، وكذلك الأمر فى شارع الشيخ ريحان الذى تتقدمه الأسلاك الشائكة وجنود القوات المسلحة.فيما تواجدت سيارتا إسعاف للمركز القومى لنقل الدم التابع لوزارة الصحة، لحث الأشخاص المتواجدين والوافدين إلى الميدان على التبرع بالدم.
وأمام مجلس الوزراء ظل العشرات معتصمين، وأكدوا رفضهم الرحيل حتى تنفيذ المطالب التى سبق أن أعلنوا عنها سابقا وهى إنشاء مجلس رئاسى مدنى، وتشكيل حكومة «إنقاذ وطنى» كاملة الصلاحيات و«ليست حكومة تأخذ الأوامر من العسكر» حسب تعبيرهم. بينما ظلت «النعوش الرمزية» للشهداء على الأرض مغطاة بعلم مصر ومكتوبا عليها أسماء ضحايا الأحداث الأخيرة.
وحول صعود الإسلاميين فى الانتخابات، اعتبر المعتصمون فى التحرير وأمام مجلس الوزراء أن المجلس العسكرى «جابه لنفسه»، مشيرين إلى أن «الإخوان» لم يلتزموا بكلمة مع أحد، وأنهم عندما يتمكنون من البرلمان فسينقلبون على المجلس.
وقال إسماعيل مصطفى، طالب بحقوق القاهرة، إن مجلس الشعب القادم سيكون بلا صلاحيات طبقا لما أعلن من قبل عن عدم أحقيته فى تشكيل حكومة جديدة أو وضع دستور جديد، مشيرا إلى أن فوز الإسلاميين «غير مطمئن».
وأضاف: السلفيون لم يكن لهم فى السياسة على الإطلاق، أما عن الإخوان فلو التزموا بمطالب الثورة فسيحدث صدام كبير بينهم وبين المجلس العسكرى، لأن المجلس كما نرى ضد مطالب الثورة.
واعتبر محمود القسناوى، طالب بإحدى الجامعات الخاصة، أن الانتخابات تمثل عائقا كبيرا «لأن بها تجاوزات وليست كما يتحدث عنها الجمهور»، لافتا إلى أن بعض اللجان شهدت عمليات تزوير، فضلا عن أن الدعاية أمام اللجان ليست قانونية.
وأضاف القسناوى: «المجلس العسكرى لم يحترم رأى الشعب فى شىء، وأنا أرفض أى قيادة جاءت من عصر المخلوع»، منوها بأن الشعب المصرى لم يحكم مدنيا منذ عشرات السنين «فنحن حكمنا بالملكية ثم العسكرية المتواجدة الآن.. فأين هى الشرعية المدنية».
وأكد هشام الصوالحى، طالب سياحة وفنادق، أن المجلس العسكرى «يستخدم معنا سياسة النفس الطويل حتى نستسلم»، مشددا على أن هذا الاستسلام «لن يحدث على الإطلاق، فكل المعتصمين الآن يطالبون بإنشاء مجلس رئاسى مدنى».
وفيما يتعلق بالانتخابات وفوز الإسلاميين فى مجلس الشعب، قال الصوالحى إن المجلس العسكرى «جابه لنفسه»، محذرا من أن «الإخوان لم يلتزموا مع أحد بكلمة، وعندما يتمكنون من مجلس الشعب سينقلبون على المجلس العسكرى».