يا أبوالعيون السود ياللى جمالك زين، بهذه الكلمات تغنى محمد عبدالمطلب منذ نصف قرن مضى، وسار على نهجه المطربون فغنى لها عبدالحليم ووديع الصافى وكاظم الساهر، وغيرهم العشرات، إلا أن العيون الكحيلة باتت «موضة قديمة»، وصارت «العيون الخضراء»، هى الموضة التى يجرى وراءها الملايين، وفقا لآخر إحصائية حكومية، والتى تؤكد استيراد 1.3 مليار عدسة سنويا عن طريق عدة شركات عاملة فى السوق المحلية.
«هوس العيون الخضرا.. الذى بدأه أحمد بدير فى أغنيته الشهيره «عاوز عروسة إنما عينيها خضرة وشعر أصفر»، فتح باب «سوق العدسات الملونة»، فى كل مكان فى مصر، وبأسعار متفاوتة، وفقا لمكان بيعها، لتصل إلى كل لاهث باحث، ولم يقف الأمر عند قدرة الشراء، بل يمكن تأجيرها من «الكوافيرات» فى القرى والمناطق الشعبية، وقد يصل بها الحال إلى كونها هدية مع النظارات الطبية فى المحافظات، ويتم الإعلان عنها على الحوائط والجدران.
الأمر لا يتوقف عند قطعة إكسسوار يمكن للفرد أن يرتديها، ثم يتخلص منها، دون ضرر أو ضرار، بل فى الإضرار بنعمة لا تقارنها نعمة، وهى البصر، فعيون المها، التى كانت فخرا لأصحابها، كما كتب شعراء العرب قديما، باتت سببا فى هلاك أصحابها ممن يسعون إلى تغييرها بالعيون الخضراء والزرقاء والعسلية، وأحيانا الحمراء والصفراء، دون مراعاة خطورة تحقيق هذا الحلم الذى قد يؤدى إلى فقد نعمة البصر والإصابة بالعمى أو انتقال العدوى والإصابة بالإيدز، أو فيروس سى بسبب تأجيرها فى المناطق الشعبية.
ومن المفترض أن تكون هناك جهات محددة لبيعها، وفقا لنوعها، فالعدسات ذات القوة «الخاصة بعلاج الإبصار»، موجودة لدى أطباء العيون، والمراكز الحاصلة على ترخيص من وزارة الصحة، أما العدسات التجميلية فالقانون يسمح ببيعها بالصيدليات، إلا أنه رغم وجود قوانين منظمة لبيع العدسات، فإن الواقع يشير إلى عكس ذلك تماما، حيث إن العدسات موجودة على الأرصفة، وتباع بمحلات «الاتنين ونصف»، وتغزو حارة اليهود، فضلا عن محلات الكوافيرات، ومحلات بيع النظارات، ويتم الإعلان عنها على الحوائط والأرصفة، دون رقيب، وسط تأكيد وزارة الصحة أنه لا علاقة لها بما يباع على الرصيف، وتعود مسؤوليته على جهاز حماية المستهلك ووزارة التموين.
«المصرى اليوم» حصلت على عينة من العدسات، بالإضافة إلى محلول تعقيم من على أرصفة العتبة، لتحليلها، وكان الملاحظ أن جميع الجهات المتعلقة بالرمد رفضت إجراء التحليل وألقت بالمسؤولية على كاهل وزارة الصحة.
«نار فى عينى» بهذه الكلمات بدأت غادة كلامها، التى حكت عن تجربتها مع العدسات اللاصقة، قائلة: «تعودت ارتداء العدسات اللاصقة التصحيحية للبصر، ولكن بعدما أجريت عملية تصحيح للنظر، أصبحت لا أتخلى عن العدسات الملونة وأرتديها طوال الوقت، واشتريتها من المحلات، لأنها أرخص من الصيدليات، فسعر الواحدة أقل من ثلث ثمنها بالصيدلية».بالمزيد
كان لانتشار محلات الـ«2.5»، فى كل شوارع القاهرة، فى أحيائها الراقية والشعبية، سبب فى رواج البضائع المقلدة، وبأرخص الأسعار، مقارنة بالأصلية منها، ورصدت «المصرى اليوم» خلال جولة فى شارع قصر العينى، وعابدين والمنيرة والسيدة زينب أن العدسات موجودة فى كل مكان، بل تتصدر المحلات، حيث يحرص البائع على إبرازها، من خلال وضع مرآة كبيرة، تلفت الأنظار، بالإضافة إلى صور كبيرة لنجوم عالميين من ذوى العيون الخضراء والزرقاء والعسلية.
اعتبر عدد من الصيادلة أن العدسات التى تباع خارج مراكز العيون والصيدليات منتهية الصلاحية ومقلدة، وأنها تحدث إضرارا بالعين والتهابات وحساسية قد تؤدى إلى العمى، ونصحوا الراغبين بشراء العدسات بالحصول عليها من أماكنها المرخصة..بالمزيد
كل فتاة تحلم بأن تكون ملكة يوم زفافها، ولأن تحقيق هذا الحلم يتكلف الكثير من المال، فإن كثيرا من مراكز التجميل والكوافيرات، يعرضن عليهن، أشكالا وألوانا وأنواعا عديدة من العدسات اللاصقة الملونة، ولا مانع من تجربتها، للتأكد من مواءمتها للبشرة ولون الماكياج، الأمر الذى يعرض العروس لنقل العدوى والبكتيريا إلى عيونها، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالأمراض، حيث يؤكد أطباء العيون، أن دموع العين ناقلة للأمراض الفيروسية.بالمزيد
حذر عدد من أطباء العيون من خطورة العدسات اللاصقة مجهولة المصدر على صحة العين، مؤكدين أن هناك قوانين تجرم بيعها، واتهموا إدارة التفتيش الصيدلى بوزارة الصحة بالتقصير فى عملها والتسبب فى انتشار تلك العدسات بالمحال.بالمزيد
قالت الدكتورة مريام بولس، مدير وحدة المستلزمات الطبية بوزارة الصحة، إنه لا رقابة لوزارة الصحة على العدسات التى تباع فى المحلات أو الرصيف، أو حارة اليهود، وإن الجهة المسؤولة عنها هى حماية المستهلك ووزارة التموين، مؤكدة خطورة بيع العدسات أو تداولها فى مراكز التجميل وتأجيرها، خاصة أن دموع العين ناقلة للفيروسات، كالإيدز وفيروس سى.بالمزيد
على كورنيش النيل، ارتصت 3 مبان ضخمة، وتحديدا عند بداية شارع البحر الأعظم، وهى المعهد التذكارى لأمراض العيون، والمركز القومى للبحوث، بالإضافة إلى مبنى ضخم لمستشفى الرمد التابع للمركز القومى للعيون، وقد امتلأت المبانى الثلاثة بالزائرين من كبار وصغار السن، يبحثون عن علاج لعيونهم بعد أن هاجمها التعب والمرض.بالمزيد
عيون الفامبير، الحمراء والصفراء تحولت إلى موضة، يسعى إليها الشباب، تقليدا لنجوم السينما فى أفلام الرعب.بالمزيد
أكد هانى زعزع، سكرتير شعبة المستلزمات الطبية فى الغرفة التجارية، أن استيراد العدسات اللاصقة باعتبارها إحدى المستلزمات الطبية، لابد أن يتم من خلال قنوات قانونية، تبدأ بوجود شركة مسجلة بوزارة الصحة، تقوم بعمل تعاقد مع شركة عالمية، باعتبارها وكيلا أو منفذ بيع، وبموجب هذا التعاقد تقوم الشركة المستوردة بتسجيل اسم المنتج بوزارة الصحة.بالمزيد