قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزير البيئة، إن مواجهة ظاهرة السحابة السوداء ستكون من خلال سواعد «جنود البيئة»، وهم كل مَن يهمه الحفاظ عليها، من العاملين بالوزارة والجهات المعنية ومتعهدى جمع قش الأرز والفلاحين والشباب والمواطنين الذين يساعدون فى رصد المشكلات البيئية وحلها.
جاء ذلك خلال مناقشة وزيرة البيئة استعدادات الوزارة لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة «السحابة السوداء» للعام الجارى، فى اجتماع موسع شاركت فيه جميع القطاعات المعنية بالوزارة، وبحضور رئيسى جهازى شؤون البيئة وتنظيم إدارة المخلفات.
وشددت «فؤاد» على أنها تطمح إلى أن تحقق منظومة الوزارة للتعامل مع المخلفات الزراعية «قش الأرز» مخرجا مختلفاً، وهو تحقيق أقصى استفادة ممكنة من المخلفات الناتجة، بآليات وحلول جديدة ومبتكرة والاستفادة من طاقات الشباب فى هذا الأمر وخلق فرص عمل لهم.
وأضافت أن الوزارة حالياً تعكف على وضع إجراءات فعلية لتمكين الشباب والقطاع الخاص من الانخراط فى العمل البيئى، ومنها أنشطة رفع الوعى، وخلق حزم تمويلية لمشروعات الاستثمار البيئى، وخلق فرص تواصل بين الشباب وشركات القطاع الخاص الكبرى، لتبنى المشروعات القابلة للتنفيذ، ورصد قصص النجاح والدروس المستفادة منها للتوسع فيها.
وأكدت أن العمل البيئى أصبح فرصة، فتحقيق الأبعاد البيئية فى التنمية سيساعد على تحقيق الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وليس العكس، ومنظومة إدارة المخلفات الزراعية هى إحدى روافد المنظومة البيئية المتكاملة، التى يجب الحفاظ على استدامتها بالتطوير المستمر والأفكار المبتكرة البَنّاءة.
من جانبه، قال الأستاذ محمد شهاب عبدالوهاب، الرئيس التنفيذى لجهاز شؤون البيئة، إن نجاح منظومة مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة خلال العام الماضى كان نتاجاً لانتهاج نظام محكم يقوم على مشاركة جميع الجهات والقطاعات المعنية والاستفادة من عوامل النجاح وتلافى أخطاء السنوات السابقة، مشدداً على أهمية تقسيم العمل بوضوح وعدم التداخل فى المهام خلال منظومة العام الحالى وتحديد المسؤوليات لضمان عدم الإخلال بنظام عمل المنظومة.
وتناول الاجتماع آليات التصدى لنوبات تلوث الهواء الحادة، من جمع وكبس قش الأرز وخفض الانبعاثات الصادرة عن الأنشطة الملوثة والرقابة والرصد والتوعية البيئية، بالإضافة إلى تحديد نطاق عمل المنظومة ودور كل قطاع سواء بالوزارة أو الأفرع الإقليمية والجهات المعنية المشاركة فى المنظومة، وترتكز المنظومة هذا العام على زيادة عدد المعدات من مكابس ومفارم لتمكين أصحاب الحيازات الصغيرة من الاستفادة منها بدلاً من حرق مخلفاتهم.
فى سياق آخر، استقبلت وزيرة البيئة الممثل المقيم للأمم المتحدة للتنمية الصناعية المنظمة «اليونيدو»، جيوفانى سيجلى، لمناقشة مجالات التعاون المشترك الحالية والمستقبلية.
وأشادت «فؤاد» بالتعاون المثمر مع المنظمة خلال الفترة الحالية فى مجال كفاءة استخدام الطاقة، من خلال مشروع تحسين كفاءة الطاقة فى قطاع الصناعة، إلى جانب التعاون فى الحد من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون واستبدالها، مؤكدة استمرار التعاون فى هذا المجال.
وأشارت إلى أهمية التعاون من جانب المنظمة، أحد أهم شركاء التنمية، خاصة فى ظل حرص الوزارة على تشجيع دور الشباب والقطاع الخاص فى دمج البعد البيئى فى مجالات التنمية.
وأكد ممثل «اليونيدو» أن المنظمة تدعم جهود الإدارة البيئية من خلال مساعدة الدول على تنفيذ التزاماتها فى الاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف، وبناء القدرات، وتقديم الدعم التقنى للمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص فى مجال الإنتاج الأنظف، كما بحث الطرفان سبل التعاون لدعم تنفيذ رؤية مصر 2030، خاصة فى مجالات التوسع فى استخدام الطاقة المتجددة، استعمال مياه الصرف المعالجة، وكفاءة استخدام الطاقة فى القطاع الصناعى فى المرحلة الثانية.