x

«محمود» يعيد تدوير الأكياس البلاستيكية.. صنع منها «سجاجيد ومفارش وحقائب»

السبت 04-08-2018 02:45 | كتب: سارة سيف النصر |
عم محمود أثناء تجربته الأولى فى صناعة كليم بأكياس الشيبسى عم محمود أثناء تجربته الأولى فى صناعة كليم بأكياس الشيبسى تصوير : آخرون

سلة قمامة وُضعت أمام معظم البيوت تحتوى على مجموعة من الأكياس البلاستيكية المستعملة والمخلفات البلاستيكية، أطفال يتسابقون إلى باب منزله ليوصلوا له صنوفاً من أكياس حلواهم الفارغة، نصائح بات يرددها بشكل يومى في الأفراح والجلسات العائلية وعلى المقهى وبعد صلاة العشاء في المساجد لتوعية الأهل والجيران، كان هذا حال «محمود» وقريته منذ عدة أسابيع، بعد أن أطلق مبادرة «ضد البلاستيك».

محمود عبادى، 57 عاماً، فنان كليم شعبى من قرية كوم الضبع، عمله الأساسى نقاش، وفى أوقات فراغه يمارس هوايته المفضلة، وهى تصنيع الكليم والسجاد اليدوى، ورغم كونه رجلاً صعيدياً بسيطاً، فإنه كان مهتماً بشؤون البيئة وإعادة تدوير المخلفات، حتى قرر أن يحقق هذا على أرض الواقع ويصنع سجاداً يدوياً وكليماً من الأكياس البلاستيكية، بهدف الحفاظ على البيئة.

قابل «محمود» أسامة الغزالى، أحد المهتمين بشؤون البيئة وإعادة تدوير المخلفات، في أحد الأفراح الشعبية بالقرية، والذى شجعه على الفكرة، وبعدها طورها «محمود» وخصّصها في أكياس البلاستيك، ثم أطلق المبادرة بعدها مباشرة، وصار يعرض فكرتها على أهل قريته أولاً وعلى صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».

ويقول: «كان نفسى أعمل حاجة من خلال مهنتى تساعد البيئة، وأستاذ أسامة ساعدنى آخد الخطوة».

«أكياس بلاستيكية وماكينة نول وإبرة وخيط» كانت تلك أسلحة «محمود» لإعادة تدوير بعض المخلفات في قريته.

ويضيف: «الموضوع طبعاً درسته الأول، ودلوقتى في مرحلة التجربة، وهبدأ أبيع بعد العيد».

ويتابع: «اخترت أكياس منتجات البطاطس عشان هي قوية تستحمل، وكمان تقدر تقاوم المَيّة والشمس، فكانت الأنسب بالنسبة لى، صنعت سجادة، وهبدأ في تصنيع مفارش وحقائب كمان منها».

كان الموضوع في بادئ الأمر صعباً بالنسبة لـ«محمود»، وغير مقبول بالنسبة لقريته حتى أصبح عادة عند كليهما.

ويؤكد: «كنت بلاقى الأكياس بصعوبة، وألف على كل بيت، وأكلم الأطفال في الشوارع، لحد ما بقو هُمَّه بنفسهم يجمعوا الحاجات ويحطُّوها في شنطة ويسيبوها قدام بيتهم، وأنا ألف أجمعها، وساعات يجيبوها لحد بيتى».

«ابدأ ببيتك» كانت نصيحة «محمود» عندما يتحدث إلى الناس، ففى البداية علّم أولاده الثلاثة عدم إلقاء المخلفات والتفكير في كيفية إعادة تدويرها، ثم نشر الفكرة.

ويتمنى «محمود» أن يجد مَن يدعم مشروعه، وتبدأ قريته والقرى المجاورة في الانضمام إلى المبادرة.

ويوضح: «دى بلدنا ولازم نحافظ عليها، أنا بقيت بحتقر أي حد يرمى الأكياس في الشارع.. ومتأكد إن مشروعى هيفيد ويوصل للناس».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية