صدق البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، فى اجتماع لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة بالمجمع المقدس، أمس، على 12 قرارا، أهمها وقف رهبنة أو قبول إخوة جدد فى جميع الأديرة القبطية الأرثوذكسية داخل مصر لمدة عام يبدأ من أغسطس الجارى، وتجريد من أقام أماكن لم توافق البطريركية على إنشائها كأديرة سواء من الرهبان أو الكهنوت والإعلان عن ذلك، مع عدم السماح بأى أديرة جديدة إلا التى تقوم على إعادة إحياء أديرة قديمة، ويتم ذلك من خلال رعاية دير معترف به.
وقررت اللجنة، بحضور نيافة الأنبا دانيال، السكرتير العام للمجمع المقدس، و19 من الآباء المطارنة والأساقفة، رؤساء الأديرة وأعضاء اللجنة، خلال جلسة خاصة لمناقشة انضباط الحياة الرهبنية والديرية فى ضوء «واقعة وفاة» نيافة الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير القديس أبومقار بوادى النطرون، تحديد عدد الرهبان فى كل دير بحسب ظروفه وإمكانياته وعدم تجاوز هذا العدد لضبط الحياة الرهبانية وتجويد العمل الرهبانى، وقررت أيضا إيقاف سيامة الرهبان فى الدرجات الكهنوتية «القسيسية والقمصية» لمدة ثلاث سنوات، والالتزام بعدم حضور علمانيين على الإطلاق فى الرسامات الرهبانية لحفظ الوقار والأصول الرهبانية الأصيلة، وعلى أن تستقبل الأديرة الزيارات والرحلات طوال العام باستثناء فترة صوم الميلاد والصوم الكبير فتكون أيام «الجمعة والسبت والأحد» فقط من كل أسبوع.
كما قررت أيضًا، الاهتمام والتدقيق بحياة الراهب والتزامه الرهبانى داخل الدير واهتمامه بأبديته التى خرج من أجلها ودون الحياد عنها، وحددت اللجنة مجموعة من الأعمال ممنوع على الراهب القيام بها وإلا فسيعرض نفسه للمساءلة والتجريد من الرهبنة والكهنوت مع الإعلان عن ذلك رسميا وهى الظهور الإعلامى بأى صورة ولأى سبب وبأى وسيلة، التورط فى أى تعاملات مالية أو مشروعات لم يكلفه بها ديره، التواجد خارج الدير بدون مبرر والخروج والزيارات بدون إذن مسبق من رئيس الدير. وجاء فى قرارات اللجنة أنه لا يجوز حضور الأكاليل والجنازات للرهبان إلا بتكليف وإذن رئيس الدير بحد أقصى راهبان، وإعطاء الرهبان فرصة لمدة شهر لغلق أى صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعى. وناشدت الكنيسة جموع الأقباط عدم الدخول فى أى معاملات مادية أو مشروعات مع الرهبان أو الراهبات وعدم تقديم أى تبرعات عينية أو مادية إلا من خلال رئاسة الدير أو من ينوب عنهم.
وقال، الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تعليقا على القرارات، إنه كراهب سيطبق القرار على نفسه ويغلق صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى وسيتواصل مع أبناء شعبه مباشرة أو من خلال تليفونات المطرانية.
ورأى القمص عبدالمسيح بسيط، راعى كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد أن القرارات الأخيرة صائبة نظرا لأن الراهب مات عن العالم وكذلك ستعيد الهيبة للرهبان.
وأكد كمال زاخر، الباحث والكاتب، أن القرارات متسقة مع طبيعة الرهبنة المصرية، تعيد الاعتبار للنذور الرهبانية التجرد والنسك وعدم الملكية.
فى سياق متصل، ترأس البابا تواضروس الثانى، صلاة القداس الإلهى، أمس، بمركز لوجوس البابوى بوادى النطرون، وشاركه الصلاة عدد من الآباء الأساقفة وبحضور المئات من الأقباط الأرثوذكس. وعقب القداس ألقى البابا عظة روحية حملت عنوان «المسيح فخر الرسل» قال فيها «فى واحد يفتخر بجنسه، وفى شخص يفتخر بجماله ووسامته وفى شخص يفتخر بجبروته وقوته الجسدية مثل جلياط، وفى واحد بيفتخر بسلطانه ومنصبة مثل ملك بابل، وفى شخص يفتخر بغناه وآخر يفتخر بعلمه، ولكن نحن نفتخر بالمسيح الصالح».