وقعت مشادات ساخنة بين أهالى المجنى عليهم ودفاع الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين فى كرداسة وإمبابة، أثناء نظر محاكمتهم الاثنين أمام محكمة جنايات الجيزة، وبدأت جلسة المحاكمة، المتهم فيها 13 ضابطاً وأمين شرطة، بقتل 6 من المتظاهرين والشروع فى قتل 18 آخرين يوم 28 يناير «جمعة الغضب»، وعرضت المحكمة صورا ومشاهد فيديو خاصة بالأحداث التى وقعت أمام القسمين، يومى 28 و29 يناير، وظهرت فيها جثث لعدد من الضحايا، مما تسبب فى حالة من الهرج والمرج والبكاء من قبل أهالى المجنى عليهم.
وعرضت المحكمة التسجيلات، وتبين أنها تحتوى على 9 صور و4 مقاطع فيديو، من خلال شاشة عرض، وظهرت فيها صورة لشاب مصاب بطلق نارى فى العين اليسرى وصور أخرى لجنود الأمن المركزى أمام قسم شرطة إمبابة وخلفهم ضباط وأفراد الشرطة يرتدون زياً مدنياً، وانتابت شقيقة ووالدة القتيل حالة هستيرية، ودخلتا فى نوبة بكاء حادة وصراخ هستيرى عقب مشاهدة صورة المجنى عليه، وتوجهت الأم إلى منصة المستشار عصام خشبة رئيس المحكمة، وقالت له: «حرام عليهم اللى عملوه فى ابنى»، ثم وجهت وجهها ناحية قفص الاتهام، وصرخت فى المتهمين قائلة: «حرام عليكم يا كفرة».
واستكمل خبير فنى انتدبته المحكمة لعرض مشاهد الفيديو، عمله، وواصل عرض المشاهد، التى ظهرت فيها جثة شاب مقتول بطريقة بشعة أمام قسم إمبابة ويخرج «مخه» على الأرض، والدماء تسيل منه ويلتف حوله المتظاهرون فى حالة ذهول، كما احتوت التسجيلات على مقطعين، وتعالت أصوات البكاء والصراخ من قبل الأهالى عقب عرض المقطع، وهتف الأهالى داخل القاعة، «يا كلاب يا مفتريين يا كفرة»، ووجهوا حديثهم إلى محامى المتهمين، وقالوا، «هما دول اللى بتدافعوا عنهم حرام عليكم».
وظهر فى مقطع آخر عرضته المحكمة، صورة للضابط محمد مختار، الذى يعمل فى قسم إمبابة، يقف بجوار إحدى الجثث، الأمر الذى تسبب فى زيادة غضب الأهالى، وبكاء الأمهات، ووقعت اشتباكات بين أهالى المجنى عليهم ودفاع المتهمين بعدما حاول الأهالى الوصول إلى قفص الاتهام وتوجيه السباب للمتهمين، وقررت المحكمة رفع الجلسة نظرا لحالة الفوضى التى شهدتها الجلسة، فيما تدخلت قوات الأمن لفض الاشتباكات.. ثم طلب رئيس المحكمة إخلاء القاعة من الأهالى أثناء مشاهدة التسجيلات، لعدم تعرضهم لتلك المشاهد الصعبة التى لا يتحملها بشر.
واستمعت المحكمة إلى بعض الشهود، وقال فتحى محمد إنه كان يقف بشارع النيل أمام قسم إمبابة، وشاهد شابا يقع فجأة وتخترق إحدى الطلقات رأسه ويخرج منها المخ كاملاً، وأضاف الشاهد أنه قام بالإمساك بالمخ وتوجه به نحو القسم، ووجد الضابط محمد مختار يحمل بندقية آلية ومسدساً فى يده، وقال له الشاهد، «حرام ده ولا حلال»، فرد عليه الضابط بهدوء، «طلبنا له الإسعاف»، ورد عليه الشاهد قائلا، «مخه بين إيدى إسعاف إيه اللى ينفع»، وصرخ بعدها الضابط فى وجهه وقال له، «امشى من هنا قبل ما تحصله». وقررت المحكمة التأجيل إلى 3 يناير المقبل.