x

«يا أم النور أذكريني».. رسائل الشفاعة والمحبة بصندوق العذراء: لا تردينا يا مريم

الإثنين 30-07-2018 20:41 | كتب: محمد البرمي |
  • «يا أم النور أذكريني».. رسائل الشفاعة والمحبة بـصندوق «العذراء» تصوير: محمد البرمي

  • «يا أم النور أذكريني».. رسائل الشفاعة والمحبة بـصندوق «العذراء» تصوير: محمد البرمي

  • «يا أم النور أذكريني».. رسائل الشفاعة والمحبة بـصندوق «العذراء» تصوير: محمد البرمي

  • «يا أم النور أذكريني».. رسائل الشفاعة والمحبة بـصندوق «العذراء» تصوير: محمد البرمي

  • «يا أم النور أذكريني».. رسائل الشفاعة والمحبة بـصندوق «العذراء» تصوير: محمد البرمي

  • «يا أم النور أذكريني».. رسائل الشفاعة والمحبة بـصندوق «العذراء» تصوير: محمد البرمي

  • «يا أم النور أذكريني».. رسائل الشفاعة والمحبة بـصندوق «العذراء» تصوير: محمد البرمي

  • «يا أم النور أذكريني».. رسائل الشفاعة والمحبة بـصندوق «العذراء» تصوير: محمد البرمي

  • «يا أم النور أذكريني».. رسائل الشفاعة والمحبة بـصندوق «العذراء» تصوير: محمد البرمي

  • «يا أم النور أذكريني».. رسائل الشفاعة والمحبة بـصندوق «العذراء» تصوير: محمد البرمي


«في ظل حمايتِكِ نلتجئ يا مريم، لا تردي طلبتنا عندما ندعوكي»، في ركن قصي من ساحة كنيسة العذراء، وقف عم جورج مستنداً برأسه على صورة العذراء، هام قليلاً قبل أن يخرج ورقة وقلم من جيبه، ويكتب عليها ما أراد ثم يضعها في الصندوق ويقبل الصورة ويمضي إلى ماء البئر ثم يغادر الكنيسة.

«السلام عليك أيتها القديسة مريم أيتها الشمس المضيئة والبدر المنير عليك السلام يا من خصها الله بالسلام»، ألقى الرجل تحيته الأخيرة وعينيه معلقة على صورة السيدة مريم، قبل أن يرحل بعد سلامه على كل من بالكنيسة، في بداية الأمر كانت رحلة «المصري اليوم»، لاستكشاف تفاصيل الترميم في الكنيسة الأقدم في مصر، قبل أن تخطف التفاصيل «غرفة العذراء».

رحلة لكنيسة «العذراء» بحارة زويلة، حي باب الشعرية، بين ستائر من الكتل الأسمنتية مئات العمائر الجديدة وبضائع المحلات على جانبي، الطريق يقطعها عشرات الأقباط يومياً ليتباركوا بالعذراء صلاة يتبعها رسالة في الصندوق الصغيرة بالحجرة الصغيرة، يتبعها شربة ماء من ذلك البئر العتيق الذي لامسته يد المسيح.

تقع كنيسة «العذراء» المبنى الأقدم والذي تم تشييده في عهد جوهر الصقلى عام 969م، بحارة زويلة على يد الحكيم زيلون عام 352م، بعد أن تأكد أن هناك بئرا شربت منها العائلة المقدسة، السيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف النجار، خلال هروبهم من فلسطين إلى مصر.

فوق بئر شربت منها السيدة مريم، اتخذ زيلون موضعًا لبناء الكنيسة، شارع صغير أشبه بممر للكنيسة فقط تجلس قوات التأمين في بدايته وحتى تصل إلى الباب الخشبي العتيق لمدخل الكنيسة، ثلاث درجات قبل البوابة الإلكترونية ثم ثلاث أخرى حتى تصل إلى باب الكنيسة العتيق، إضافة خفيفة حضور قليل مع ساعات اليوم الأولى، صوت من بعيد لأحدهم يتلو بعض الترانيم.

أكثر ما يميز الكنيسة أيضًا تلك البقعة الصغيرة التي تضم صندوقا يحمل آلاف الرسائل من الأقباط والمسلمين إلى السيد العذراء بين رجاء ودعاء ومحبة، رسالة كتبها البعض بدمع عينيه يطلب أحدهم أن تشفى العذراء ابنته بينما تدعو أم أن يعود ابنها الغائب، رسائل محبة على الأرض والجدران وجوانب الصور أصوات أنات في داخل الحجرة الصغيرة إلى جوار مكان الاعتراف، في نهاية الكنيسة يجلس شاب صغير يقرأ بعض ما تيسر له من الإنجيل.

«يا ماما العذراء أرجوكي قومي ابني بالسلامة»، «اشفعي يا أم النور كوني يد المعونة»، «وحوشي الخوف عنا وحوشي الشر»، مئات الرسائل، يومياً على أحد جوانب الغرفة الصغير دونت «أسرار شفاعة أمنا ما نطقت به هي ذاتها وكان ذلك في بداية الحبل المقدس»، «هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس».

ليقول «كيرولس» أحد خدام الكنيسة: «شفاعة السيدة مريم، هي أقوى وأعلى شفاعات الكنيسة، وقبلها المسيح وارتضى بها، ولا نستطيع أن نحصي أسرار الشفاعة، بل ندعوها فقط».

ويضيف «كيرولس»: «العديد من الكنائس بها صندوق مخصص للدعاء والتوسل، لكن في كنيسة العذراء ومكانتها الكبيرة البعض يفضل الحضور إلى هنا من كل مكان في مصر ليتبارك بالكنيسة والبئر ومائه، ثم يضع الورقة وبعد فترة نقوم بإخلاء الصندوق والاحتفاظ بالرسائل».

وكانت كنيسة السيدة العذراء مريم بزويلة المقر البابوى لمدة تزيد على 360 عامًا، وهى تعتبر أطول مدة يستقر فيها الكرسى البابوى فى كنيسة بمصر، توالى على الكرسى البابوى فى تلك الفترة 23 بابا، ولكنيسة السيدة العذراء قصة مميزة، حيث إنها ملحق بها كنيسة أخرى، تسمى كنيسة القديس مورقيوس «أبى سيفين».

يروي عم فايز المسؤول عن الأمن في الكنيسة هذه القصة المميزة فيقول: «أسس هذه الكنيسة المعلم إبراهيم الجوهرى فى حوالى 1773 ميلاديًا، الكنيسة شكلها شبه مربع ويذكر عن بناء هذه الكنيسة أن المعلم إبراهيم الجوهرى كان حاضرًا للصلاة فى أحد الأيام بكنيسة السيدة العذراء الأثرية بزويلة، وأحس بأن الصلاة طالت بعض الشيء مما يتعارض مع مواعيد العمل فى الديوان، فأوفد رسولًا إلى الكاهن، يقول له أسرع قليلًا لأتمكن من اللحاق بالديوان، فرد القمص على الفور بصوت مسموع: «المعلم واحد فى السماء والكنيسة لله وليست لأحد، فإن لم يعجبه فليبنِ كنيسة أخرى».

ويضيف: «المعلم إبراهيم لم يغضب ولم يثر ولم يشعر بالحرج، بل اعتبر أن ما حدث رسالة من السماء ليبنى كنيسة، وتعتبر الكنيسة التى بناها هى الوحيدة فى مصر التى تقيم قداسًا صباحيًا للموظفين للصلاة قبل الذهاب لأعمالهم».

لسنوات طويلة كانت المياه الجوفية تغمر الكنيسة وتتدفق من جميع جدران الكنيسة، ورغم كل الجهود المبذولة لاحتوائها كعمل مجاري تسير فيها المياه بدلا من أن تعمر ارض الكنيسة إلا أن الكنيسة صمدت بل وتم عمل فتحات في الجدران لتتدفق منها المياه ويتم تجميعها وتم عمل محطة تحليه لهذه المياه افتتحها البابا تواضروس الثاني.

ويقول المهندس مينا إبراهيم وليم عضو اللجنة الهندسية بالكنيسة، إن المياه بعد تحليلها وثبت أنها أنقى من المياه الآتية من الحنفية بالمنازل، ولكن تم تجميعها ورفعها بطلمبات رفع حتى لا تأتي من الأرض وتم تجميعها وتحليتها ويمكن للزائرين أن يشربوا منها دون خوف، بل إن الكنيسة أصبحت نموذجا نأتي إليه خبراء من الآثار ليعرفوا كيف تعايشت الكنيسة وتغلبت على مشكلة المياه الجوفية التي غمرتها منذ سنوات طويلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية