بعد 64 عاما، من انعقاد الجلسة الأولى للمجلس الأعلى للجامعات، بحضور رؤساء جامعات القاهرة، والإسكندرية، وعين شمس، ورئاسة الأستاذ الدكتور محمد كامل مرسى، مدير جامعة القاهرة، يحضر الرئيس عبدالفتاح السيسى، للمرة الثانية، اجتماع المجلس، وكانت المرة الأولى بمحافظة الإسماعيلية خلال فعاليات أسبوع شباب الجامعات عام 2015.
جلسة الأمس شهدت تشديد الرئيس على ضرورة الاهتمام بالبحث العلمى، لدوره فى تلبية احتياجات الدولة فى المرحلة المقبلة، باعتباره أساس التنمية المستدامة، ووجه الرئيس خلالها بدعم الشباب المتميز والمتفوق علمياً، وشباب المبتكرين والباحثين، فى ظل ما يمثلونه من طاقة وذخيرة فى المستقبل، ونواة للتقدم العلمى والبحثى، واستعرض خلالها استراتيجية الدولة خلال الفترة المقبلة، لتنمية الإنسان، مشيرًا إلى أن تطوير قطاعى التعليم والصحة، يحتل صدارة أولويات تلك الإستراتيجية، وأكد فى هذا الإطار دعم الدولة للجامعات ولمختلف المؤسسات التعليمية فى جهودها للتطوير واستخدام أفضل الأساليب والمناهج التعليمية الحديثة، لما فيه صالح الشعب.
كانت الخطوة الأولى التى تم اتخاذها لإنشاء مجلس أعلى للجامعات المصرية برئاسة وزير المعارف العمومية، بهدف التنسيق بين الجامعات فيما يختص بالدراسة والامتحان والدرجات الجامعية وإنشاء كراسى الأستاذية ومعادلة الشهادات الأجنبية والترقيات والأكاديمية، ثم صدر القرار الجمهورى بقانون رقم (508) لسنة 1954، بإنشاء المجلس الأعلى للجامعات يشكل من أعضاء كلهم جامعيون، وعقد منذ نشأته نحو667 اجتماعًا حتى الآن، بحث خلالها العديد من الموضوعات والقضايا الجامعية، وشارك بالرأى فى مختلف قضايا العمل الوطنى، باعتباره إحدى المؤسسات الفاعلة على المستوى القومى، ناقش أيضًا أهمية دور الجامعات فى بناء شخصية الشباب، مشيراً إلى دورها المحورى فى إطار عملية التنمية الشاملة التى تشهدها مصر فى الوقت الراهن.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد خلال الاجتماع على أهمية دور الجامعات فى الارتقاء بمستوى الطلبة وتنمية مكارم الأخلاق لديهم، باعتبارها امتدادًا للمدرسة والبيت، فضلاً عن تشكيلها الوعى عند الطلاب وغرس قيم الوطنية والانتماء، وتأهيلهم لاستكمال مسيرة العمل الوطنى، وتوعيتهم بما تواجهه مصر من مخاطر وتحديات مختلفة تهدف للنيل من مفهوم الدولة، مؤكدًا على دور الأستاذ الجامعى، باعتباره القدوة للطلبة والشباب وأحد العوامل الرئيسية فى تنمية مواهبهم العلمية والثقافية، ومساعدتهم على مواكبة التغيرات والتطورات المتسارعة التى يشهدها العالم حاليًا.
وأوضح «راضى» أن الرئيس وجه بضرورة الاستفادة من الخبرات الدولية المتميزة فى مجال التعليم الجامعى، من خلال إجراء توأمة بين الجامعات المصرية والأجنبية المرموقة، بما يساهم فى تطوير المناهج التعليمية واستخدام طرق التدريس الحديثة وتدريب الشباب فى مختلف المجالات، فضلاً عن الارتقاء بمستوى الجامعات واستعادة مكانتها بين الجامعات العالمية، وضرورة العمل على تنمية الموارد الذاتية للجامعات بما يساعدها فى تطوير خدماتها التعليمية، مضيفًا أن وزير التعليم العالى وأعضاء المجلس الأعلى للجامعات، وجهوا الشكر للرئيس على دعمه للجامعات، وأهداه رئيس جامعة القاهرة، درع الجامعة.