منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة، وضع مجموعة من الأولويات، ومثلما كان هناك اهتمام بالتنمية والإصلاحات وفى مقدمتها الاقتصادية، كان هناك ملف لا يقل اهتماما عن تلك الأولويات وهو ملف «الشباب».
بدأ الاهتمام بالشباب لتجهيزهم لسوق العمل، فانطلقت فكرة البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، ثم انطلقت فكرة مؤتمرات الشباب تحت شعار «ابدع انطلق»، لتؤكد تبنى الدولة فكرا جديدا يتيح الفرصة للشباب للتعبير عن أفكارهم وآمالهم. وحرص الرئيس على الحضور والمشاركة فى جميع جلسات مؤتمرات الشباب الماضية، والاستماع لأفكار الشباب وتسجيلها وفتح أبواب المناقشة حولها، ولم تقتصر المؤتمرات على القضايا الاقتصادية أو السياسية فقط، بل شملت مختلف النواحى الاجتماعية والإنسانية، حيث كانت المؤتمرات ملتقى للحوار ومسرحا للفنون والمواهب ومنصة لتتويج الشباب المتميزين والمبدعين.
ولعبت مؤتمرات الشباب دورا هاما كوسيلة من وسائل الاتصال السياسى بين الرئيس والشباب ومختلف الأحزاب السياسية، وأصبح المؤتمر بمثابة متنفس سياسى للدولة، حيث خلقت قناة اتصال مباشرة بين الرئيس والحكومة وكافة المشاركين فى فعاليات المؤتمر من برلمان وأحزاب سياسية وقطاع خاص ومجتمع مدنى وخبراء وشباب.
ولعل قيام مؤتمرات الشباب بهذا الدور يعد بديلا عن عدم وجود تنظيم سياسى تابع للرئيس، الذى يتبنى توجها وفلسفة واضحة فى هذا الشأن، وهى عدم ترحيبه بفكرة وجود كيان أو حزب تابع لشخص بعينه وأفضلية وجود كيان تابع لمصر بأكملها، دون تسمية هذا الكيان باسم شخص واحد.
ويحرص الرئيس دائما على الاستماع للشباب، خلال فعاليات المؤتمرات، وتلقى اقتراحاتهم بنفسه والتفاعل معها، والذى نتج عنها استجابة سريعة فى بعض الموضوعات المطروحة مثل استجابة الرئيس لشكوى أحد الشباب حول محطة «كيما» للصرف الصحى بأسوان، خلال المؤتمر الدورى الثانى للشباب، واصطحب الرئيس الشاب، لتفقد المحطة والوقوف على مدى صحة الشكوى.
وفتحت مؤتمرات الشباب قضايا ساخنة من أهمها، مراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا ولم تصدر بحقهم أحكام نهائية، وتدشين الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب، وسرعة الانتهاء من التشريعات المنظمة للإعلام، وذلك بالمؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ فى أكتوبر 2016.
وجاء المؤتمر الدورى الأول للشباب بالقاهرة، ليتناول قضايا التعليم والإصلاح الاقتصادى، والتحديات الرئيسية التى تواجه الدولة فى قطاعات البترول والزيادة السكانية والتعدى على الأراضى الزراعية، وعدم توافر قواعد البيانات وهى جميعا خطوات تم تنفيذها فعليا على أرض الواقع.
أما المؤتمر الدورى الثانى للشباب بأسوان فى يناير 2017، فخرجت عنه عدة توصيات كان أبرزها إنشاء الهيئة العليا لتنمية جنوب مصر، للارتقاء بالخدمات العامة وتوفير فرص عمل والعناية بآثار النوبة باستثمارات 5 مليارات جنيه، بالإضافة لإنهاء كافة المشروعات التنموية بمنطقة نصر النوبة ووادى كركر، وتخصيص مبلغ 320 مليون جنيه للانتهاء من هذه المشروعات، وإطلاق مشروع قومى لإنشاء مناطق صناعية متكاملة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، واستمرار العمل على توسيع نطاق إجراءات الحماية الاجتماعية من خلال تطوير برنامج تكافل وكرامة، والإسراع فى تنفيذ مشروع المثلث الذهبى «قنا- سفاجا- القصير» على 5 مراحل متتالية، لإنشاء مناطق للصناعات التعدينية ومناطق سياحية عالمية وتحويل أسوان لعاصمة للاقتصاد والثقافة الإفريقية، والاحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف معبد أبوسمبل للترويج السياحى لمصر، وهى جميعا توصيات تم تنفيذها على أرض الواقع.
أما المؤتمر الدورى الثالث للشباب بالإسماعيلية، والذى عقد فى إبريل 2017، فخرجت عنه عدة توصيات أبرزها إعلان 2018 عاما لذوى الإعاقة، ودراسة تطوير المجلس الأعلى للاستثمار، وتحويله إلى المجلس الأعلى للاستثمار والتصدير، والبدء فى إجراءات إنشاء المجلس الأعلى لقواعد البيانات، أما المؤتمر الدورى الرابع للشباب بالإسكندرية والذى عقد فى يوليو 2017، فانتهى لعدد من التوصيات أبرزها دعم الدولة الكامل لمنتدى حوار شباب العالم، وتكليف الحكومة مستعينة بنخبة من الشباب بوضع آلية لمتابعة تنفيذ استراتيجية 2030 وتقييمها بشكل دورى، وتكثيف جهود الحكومة والدولة فى إحداث التطوير اللازم لمحافظة الإسكندرية من خلال زيادة الحيز العمرانى واستكمال تطوير المناطق العشوائية، والبدء فى تطوير مدينة رشيد الأثرية، والانتهاء من مشروعات المناطق الصناعية بمحافظة البحيرة، وعدد آخر من الإجراءات.
أما أبرز المقترحات، التى خرجت عن المؤتمر الدورى الخامس للشباب بالقاهرة، فتمثلت فى أهمية إطلاق مدرسة الكادر السياسى تحت مظلة الأكاديمية الوطنية للتدريب، وإطلاق المنتدى الوطنى للسياسات العامة لمناقشة القضايا السياسية، ووضع استراتيجية للتواصل بين الأحزاب والأجهزة التنفيذية.