أعلن مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية عن تقرير جديد يرصد تنامى العنصرية ضد اللاعبين المسلمين فى أوروبا، مضيفاً أنه فى إطار متابعة تداعيات بطولة مونديال روسيا 2018، قام برصد أبرز الانتهاكات العنصرية التى شهدتها البطولة وما بعدها ضد اللاعبين المهاجرين فى صفوف المنتخبات الأوروبية.
وكشف المرصد أن ملاعب كرة القدم هى الساحة الكبرى للتعبير عن الممارسات العنصرية ضد المهاجرين العرب المسلمين، بشكل خاص فى أوروبا، بالرغم من النجاحات التى حققها هؤلاء اللاعبون فى المنتخبات الأوروبية، وهى ظاهرة ليست بمستحدثة، وأكد أنه تم رصد عدد من تلك الممارسات سواء على مستوى الهتافات والشعارات الجماهيرية، أو على مستوى إدارة الأندية كاستبعاد بعض الأشخاص من المشاركة فى بطولات بعينها، أو السخرية والهجمات الإعلامية فى برامج التوك شو، وأخيراً ما يحدث فى أرض الملاعب بين اللاعبين عن طريق الاستفزازات والسب.
وأكد المرصد أن التقرير رصد شكلاً جديداً من تلك الممارسات، يتمثل فى وجود ثنائية بغيضة تجاه اللاعبين ذوى الأصول المهاجرة، تتمثل فى الإشادة بالمهاجرين والاحتفاء بهم فى حالة تحقيق الفوز والانتصار، والذم والانتقاد الشديد فى حالة الفشل أو الخسارة، موضحاً محاولة بعض الجماعات السياسية العنصرية- المتمثلة فى جماعات اليمين المتطرف- لتوظيف بعض المواقف غير المقصودة وتغليفها سياسياً لتشويه اللاعبين المهاجرين، كما حدث مع اللاعب المصرى محمد صلاح واللاعب الألمانى مسعود أوزيل، واتهامهما بدعم رؤساء لا يحترمون حقوق الإنسان لمجرد صورة. وتساءل المرصد: لو أن تلك الصورة لـ«ميسى» أو «رونالدو»، فهل كان ليقع مثل هذا الهجوم؟!.
وأكد التقرير أن أجندة اليمين المتطرف الهادفة إلى مناهضة الإسلام والمسلمين فى أوروبا تسعى بشكل أكبر إلى تشويه صورة اللاعبين المؤثرين فى أوروبا، وذلك للشهرة والتعاطف الأكبر الذى حصل عليه هؤلاء اللاعبون فى الأوساط الشعبية الأوروبية نتيجة مواقفهم الخيرية والرياضية المشهودة فى الداخل والخارج.
وأوضح المرصد أن لاعبى فرنسا المسلمين أسهموا فى إسعاد الفرنسيين، وفضحوا معايير اليمين المتطرف، حيث قاد لاعبو كرة القدم المسلمون فرنسا إلى الفوز بالبطولة، وسط انتشار سعار الإسلاموفوبيا فى فرنسا، إذ انهال العديد من التصريحات المتهكمة من كون الفريق يضم عدداً أكبر من المهاجرين الأفارقة، ووصل التهكم إلى حد إصدار مجلة «تشارلى إبدو» رسوماً كاريكاتيرية شبَّهت الفريق الفرنسى بمنتخب من القردة.
فى نهاية المطاف، حذر المرصد من أن أجندات اليمين المتطرف المناهضة للمسلمين فى أوروبا أصبحت خطراً داهماً على التعايش السلمى داخل القارة الأوروبية، فوجب على الحكومات والشعوب الأوروبية التصدى لها وعدم الانصياع خلفها، مشدداً على أنه لا يمكن اعتبار التصرفات أو التصريحات والهتافات الفردية تعبيراً عاماً ورسمياً أوروبياً داعماً للعنصرية ضد المسلمين فى العواصم الأوروبية، وأشاد المرصد بالسياسات الرسمية للحكومات الأوروبية الداعمة لمسألة الاندماج الكامل للمهاجرين داخل المجتمعات الأوروبية ودورها فى التصدى للممارسات الفردية العنصرية.