أطاح اكتساح الإسلاميين فى برلمان الثورة بأحلام الليبراليين والاشتراكيين فى الحصول على نصف مقاعد مجلس الشعب، بل وتنبأت الصحف الأجنبية بعدم قدرة الليبراليين على حشد جماهير المرحلتين الثانية والثالثة لصالح صنع برلمان متوازن، لا برلمان الأغلبية الدينية، على حد تعبير تلك الصحف.
ليبراليون أجمعوا لـ«المصرى اليوم» على أن المرحلتين المتبقيتين من انتخابات مجلس الشعب أكثر صعوبة على من لا ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين أو أتباع الدعوة السلفية، الذين اكتسحوا المرحلة الأولى وحصلوا مجتمعين على قرابة 40% من مقاعدها، بينما أكدوا أناحترام الديمقراطية تحتم احترام نتائجها.
يقول سعد هجرس، الكاتب الصحفى، إن النتائج التى حققتها «القوى المدنية» سواء الليبراليون أو اليساريون، فى ظل إمكانياتها تعتبر إلى حد كبير لا بأس بها، مشيرا إلى أن غالبية المرشحين الفردى أو القوائم من اليساريين والثوريين لم تكن لديهم أى موارد مالية تساعدهم، مؤكدا أن مسألة تمويل الإسلاميين، سواء من الإخوان أو الدعوة السلفية تحتاج للنظر فيها بشكل حيادى وإجراء تحقيق نزيه وشفاف بخصوصها.
وأضاف هجرس لـ«المصرى اليوم» أن الإسلاميين نجحوا فى تشويه صورة «العلمانية والمدنية» ولابد من تضافر جهود القوى المدنية لإعادة شرح هذه المفاهيم للجماهير البسيطة التى تمثل غالبية الشعب المصرى، قائلا: «المدنيون يحتاجون إلى تغيير الطابع النخبوى ومخاطبة الشعب بدلا من النخبة القليلة ليتمكنوا من إعادة التوازن الفكرى لهذا المجتمع، بالإضافة إلى ضرورة إنهاء التشرذم والانقسام والانضواء تحت ائتلاف واحد للتعبير عن صوتهم».
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، رئيس وحدة التحول الديمقراطى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن العالم الغربى يعانى من تخوف شديد تجاه صعود الإسلاميين فى مصر، مرجعا ذلك إلى أن الغرب يتوقع تغيير الكثير من الأمور حال فوز الإسلاميين، وهو ما يجعل تحليلات خبرائهم منزعجة.
وأشار ربيع إلى أنه لا يمكن أن نقيس التوجهات الرسمية تجاه مصر بعد الثورة من الصحف الأجنبية، لافتا إلى أن الآراء المعلنة للمسؤولين هى جزء من السياسة العامة التى تفرض ضرورة التعامل مع كل الأنظمة مهما تكن توجهاتها.
من جانب آخر، قال عصام عبدالصمد، أحد الناشطين فى لندن، رئيس اتحاد المصريين فى أوروبا، إنه كان يأمل حصول الليبراليين على مقاعد الأكثرية فى مجلس الشعب إلا أن الفقر والجوع حالا دون تحقيق ذلك على حد تعبيره، مشيرا إلى أن الإسلاميين ممثلين فى حزبى «الحرية والعدالة» و«النور» اعتمدوا بشكل أساسى على غير المتعلمين وغير المثقفين وهى الأغلبية المطلقة من المصريين.
وأضاف عبدالصمد أن المصريين فى الخارج أغلبهم من الليبراليين، وقد قرر اتحاد المصريين فى أوروبا عمل حملة ضخمة لتسجيل قرابة 4 ملايين مصرى فى بطاقات الرقم القومى، ليتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية، وتابع: «مصر لن تكون دولة برلمانية، لذلك فإن انتخابات الرئاسة هى التى ستحسم المسألة، وقررنا عمل تلك الحملة لأن 4 ملايين مصرى قوة تصويتية يمكنها أن تمكن مرشحاً أو تطيح بآخر».