شارك آلاف الأطباء بمختلف المحافظات، الثلاثاء، فى الإضراب العام الذى دعت إليه النقابة العامة للضغط على الحكومة حتى تستجيب لمطالبهم، وتتضمن إقالة الدكتور أشرف حاتم، وزير الصحة، ورفع ميزانية الوزارة لتقديم خدمة صحية أفضل للمريض، وتأمين المستشفيات من البلطجية، ورفع الحد الأدنى لأجور الأطباء، وتحسين أوضاعهم المعيشية.
فى الإسكندرية، بدأ مئات الأطباء إضراباً جزئياً عن العمل، شمل المستشفيات الجامعية والحكومية التابعة لوزارة الصحة، والتأمين الصحى، فى ظل توقف العمل فى المستشفيات، عدا أقسام الطوارئ والاستقبال والحالات الحرجة.
وبلغت نسبة مشاركة الأطباء فى المحافظة 70%، ونظم المحتجون عدة وقفات احتجاجية أمام مستشفى جمال عبدالناصر التابع للتأمين الصحى، ومستشفى رأس التين، ورفعوا لافتات مكتوباً عليها: «إضراب الأطباء فى صالح المريض».
وقال الدكتور محمد البنا، القائم بأعمال نقيب الأطباء، إن عدد الأطباء المشاركين فى الإضراب، وصل إلى 17 ألف طبيب، من إجمالى 22 ألفا مقيدين فى سجلات النقابة، وأوضح أن العدد المتبقى لم ينضم للإضراب لتواجدهم فى بعثات خارج مصر.
وفى بورسعيد، شارك الأطباء بنسبة 100%، فى مستشفيى مبرة فوزية والتضامن التابعين للتأمين الصحى ومستشفيات الأميرى وبورفؤاد والزهور فى الإضراب.
وفى الإسماعيلية، أضرب العشرات من أطباء المستشفى العام، وأصيبت العيادات الخارجية بالشلل التام، الأمر الذى أثار بعض الاحتكاكات بين المواطنين وبعض المضربين. وفى كفر الشيخ، شارك جميع الأطباء والممرضين بجميع المستشفيات والوحدات الصحية فى الإضراب، عدا أقسام الطوارئ والحالات الملحة.
وفى البحيرة، توقف العمل فى العيادات الخارجية بمعظم المستشفيات، ما عدا مستشفى إيتاى البارود ومستشفى حميات دمنهور وقسم العظام فى مستشفى المعهد الطبى القومى بدمنهور.
وفى المنوفية، قال الدكتور جمال خليفة، أمين عام نقابة الأطباء بالمحافظة، إن نحو 4 آلاف طبيب فى المستشفيات الجامعية والعامة والخاصة، أجّلوا العمليات إلى يوم «الأربعاء». وفى الغربية، قال الدكتور على بحر، أمين صندوق نقابة الأطباء، إن اكثر من 5 آلاف طبيب وطبيبة، بنسبة 50% من الأطباء العاملين بالمحافظة، شاركوا فى الإضراب.
وفى القليوبية، شارك نحو 10 آلاف طبيب، من إجمالى 13 ألفا و500 طبيب مقيدين بالنقابة الفرعية، فى الإضراب، وشهد العديد من المستشفيات مشادات ومشاجرات بين المواطنين ومسؤولى المستشفيات بعد إغلاق شبابيك صرف التذاكر والصيدليات بالمستشفيات، فيما استمرت الخدمة بشكل طبيعى فى أقسام الطوارئ والقلب والعناية المركزة والغسيل الكلوى والإسعاف.
وشهد مستشفى حميات بنها مشاجرات بين المواطنين والأطباء بعد إغلاق أبواب المستشفى فى وجه المرضى. وفى مستشفى الجلدية والجذام كسر الأطباء الإضراب وأجروا الكشف الطبى وصرفوا العلاج، فى حين أغلقت وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى بنها العام أبوابها فى وجه المرضى، بما يخالف تعليمات النقابة.
وفى المنيا، نظم مئات الأطباء بالمستشفيات المركزية والأميرية والوحدات الصحية وقفات احتجاجية لمدة ساعتين، ووجهت النقابة الفرعية نداء عبر موقعها الإلكترونى بضرورة مشاركة جميع الأطباء فى الوقفات الاحتجاجية، وحذرت المخالفين من المجالس التأديبية. وفى الفيوم، أغلق مستشفى الفيوم أبوابه فى وجه المرضى بعد التزام الأطباء بالإضراب عن العمل، فى الوقت الذى رفضت فيه إدارة مستشفى الفيوم العام الإضراب عن العمل، وبعد اختلاف الأطباء ما بين مؤيد للإضراب ومعارض، تم فتح أبواب المستشفى واستقبال المرضى.
أكدت اللجنة العليا لإضراب الأطباء، أن نسبة المشاركين فى الإضراب بمستشفيات القاهرة «تجاوزت 70%»، بينما وصلت إلى «100%» داخل معهدى السمع والكلام والتأهيل الحركى، ومستشفى التحرير العام بإمبابة، مشددة على وجود تضامن من المرضى والتمريض وأطباء الأسنان مع الأطباء المضربين.
وشهدت مستشفيات العباسية للصحة النفسية والمنيرة العام وأحمد ماهر وأم المصريين وهيئة القناة والمصرية والعباسية وبولاق العام ومعهد ناصر، إضرابات واسعة فى العيادات الخارجية، من الأطباء وبعض العاملين فى التمريض وأطباء الأسنان، وتم رصد الإضراب من خلال غرف عمليات موجودة بكل مستشفى. وشمل الإضراب العيادات الخارجية، فيما استمر العمل بكامل طاقته فى أقسام الطوارئ والحوادث والاستقبال، ففى مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر تم تنفيذ الإضراب عن العمل منذ الساعة التاسعة صباحاً، حيث توقفت العيادات الخارجية، باستثناء عيادة القلب، عن العمل فى حين استمرت باقى أقسام المستشفى وعلى رأسها الاستقبال والطوارئ فى العمل.
من جانبها، حاولت مديرة العيادات الخارجية إقناع الأطباء بالعودة للعمل حرصاً على مصلحة المرضى، إلا أن الأطباء أصروا على استمرار إضرابهم.
وارتدى الاطباء «البالطو الأبيض» ورفعوا لافتات تطالب بتحسين المنظومة الصحية ووضع هيكل عادل للأجور، ضمن الشريحة الأولى، إضافة إلى إقالة الدكتور أشرف حاتم، وزير الصحة، وحق المريض فى العلاج والحياة.
وقال الدكتور أحمد حسين، أحد أعضاء اللجنة المشرفة على الاضراب فى مستشفى العباسية: «نسبة المشاركين فى الإضراب بالقاهرة وصلت إلى 70%، ويكفى أن المرضى تضامنوا معنا، كما أن الإضراب يتم فى العيادات الخارجية فقط، باستثناء الاستقبال والطورائ»، مؤكدا أنه لم يضار مريض من الإضراب.
وأضاف حسين: «بعض قيادات وزارة الصحة حاولوا إفشال الإضراب بإرسال فاكسات قديمة تؤكد استجابتها لمطالب الأطباء، فى حين شهدت بعض مستشفيات المحافظات اختراقاً من قبل الشرطة العسكرية تطالب الأطباء بقطع تذاكر المرضى بالقوة».
قال الدكتور رامى فؤاد، عضو لجنة الإشراف على الأطباء فى غرفة عمليات النقابة: «إن الإضراب تجاوز الـ30% ليكون بذلك ردا على الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء، الذى أكد أن الإضراب لن يصل إلى 30%، مشيراً إلى أن أكثر من 30 مستشفى فى القاهرة التزم بالإضراب، حيث بلغت المستشفيات المشاركة على مستوى الجمهورية أكثر من 74، لافتاً إلى وجود بعض الأطباء «لم ينفذوا قرار الإضراب، سيتم وضعهم على قوائم العار».