قالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إن ظهور السلفيين على الساحة السياسية فى مصر يعتبر «اختباراً خطيراً» لجماعة الإخوان المسلمين، فى ظل سعيهم إلى تسوية وجودهم السياسى.
وأضافت المجلة أن جماعة الإخوان المسلمين ليست مسؤولة عن أحداث العنف الطائفى فى كنيسة «مارمينا» فى إمبابة, وأنها نددت علناً مثل هذه الأعمال, لأنهم يدعون ضد انتهاكات المشاعر الدينية التى تهدد الآن لتدمير النسيج الاجتماعى فى مصر، على حد قولها.
جاء ذلك فى سياق تقرير للمجلة نشرته الثلاثاء وتناول علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالدعوة السلفية، ودور مؤسسة الأزهر الشريف فى التصدى لأحداث التطرف فى مصر.
ورأت المجلة أن المشاركة السياسية للإخوان المسلمين «خطوة خطيرة وضرورية» فى نفس الوقت، خاصة فى ظل القمع الذى واجهته الجماعة فى علاقتها مع الحكومة السابقة باعتبارها «أكبر قوة معارضة منظمة فى البلاد»، داعية الجماعة إلى توضيح خطوطها الحمراء الخاصة فيما يتعلق بالتعاون مع الدعوة السلفية.
وتابعت الصحيفة أن «العنف الطائفى تفشى فى البلاد وأصبح يثير شبح العنف فى المجتمع»، مضيفةً أنه بينما تأتى تلك الأحداث مع اقتراب موعد الانتخابات، إلا أنها تعتبر «لحظة توضيحية» لجماعة الأخوان واختباراً حيوياً لانتقال مصر إلى نموذج الديمقراطية.
وشددت المجلة على أن الأقباط عليهم ألا يزعموا «الحنين إلى النظام السابق» على اعتبار أنه كان يجلب الاستقرار، مضيفةً أن الفجوة القائمة الطائفية كانت نتيجة صنع وتلاعب هذا النظام لتحقيق أغراضه الخاصة.
وطالبت الإخوان بأن يتفهموا أن صورتهم أمام الفئة العلمانية المصرية وداخل المجتمع الدولى ستتضح من خلال استجابتها لهذه التطورات الأخيرة، مستطردةً أنه فى ظل الخطر الوطنى الذى يواجه البلاد، فإن الإخوان المسلمين وجميع القوى السياسية الناشئة عليها أن تستغرق وقتا طويلا من جهودها التنظيمية والانتخابية لوقف مد الاضطرابات الاجتماعية.
وطالبت المجلة الأزهر الشريف بأن يتخذ دوراً قيادياً لمكافحة تصاعد التوترات، قائلةً إن الدعوات «المضللة لطلب الحماية الدولية للأقباط من قبل الجماعات المتطرفة فى مصر، لن تقوم بشىء سوى صب المزيد من الوقود الطائفى».