x

أيمن الجندي سرقة أدبية أيمن الجندي الثلاثاء 24-07-2018 06:05


كنت فى منتهى الانزعاج عندما تلقيت رسالة من القاصة «تيسير النجار» بأن القصة (حدثتنى عنك) والتى نشرتها بتاريخ ٥ /٧ /٢٠١٨ باسم «هدى الحجاجى» إنما هى قصتها، وأنها منشورة ضمن مجموعة قصصية بعنوان (جئتك بالحب) الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة سلسلة إبداعات عام ٢٠١٧. ولديها رقم إيداع يحسم الأمر لصالحها.

من المؤسف جدا أن يتم توريطى فى مثل هذا الأمر، لأننى حين أنشر قصصا لقراء فإن المفترض أنهم أمناء ولا يقدمون على فعل كهذا، خصوصا أنه مستحيل - عمليا - التوثّق من نسبة أى قصة لمن يزعم أنه مؤلفها. والأمر برمته يعتمد على الثقة. والهدف نبيل والقصد خيّر، لقد نشرت طيلة السنوات السابقة عشرات بل مئات القصص لقراء لا يجدون منفذاً للنشر، وكان هدفى أن أساندهم وأشد من أزرهم، لعل يخرج من بينهم موهوب يشرف بلده. ولأننى أيضا لم أنس أننى كنت فى وقت ما أتمنى لو يُنشر لى مقال واحد أو قصة قصيرة فى جريدة ذائعة الانتشار بثقل (المصرى اليوم). وحين أكرمنى ربى بالعطية، وأعطانى حتى أدهشنى، فإننى لم أنس من يتطلعون إلى ما كنت أتطلع إليه، فحاولت رد الجميل فيهم. دائرة لا تنتهى من الخير والخير المقابل. هذا ما يجب أن يكون عليه المجتمع!.

■ ■ ■

بكل صراحة أنا حزين جدا. حزين وآسف أن يكون جزاء المعروف هو توريطى وتوريط الجريدة التى لا ذنب لها فى أمور كتلك!. ولا أدرى ماذا أفعل؟ هل أكف عن النشر للقراء بُعداً عن وجع الدماغ والدخول فى معارك هى بطبيعتها مبتذلة، بين طرف معه الحق ويستفزه الظلم ويريد أن ينسب النص الأدبى لنفسه، وفى المقابل الطرف الكذوب يستميت فى محاولة إثبات الصدق ولا يعترف أنه سارق حرامى!.

إن أسهل شىء علىّ أن أتوقف عن نشر أعمال القراء، ولكن قلبى لا يطاوعنى. لا أريد أن أفقد الثقة فأظلم مئات الحالمين وأدوس على حلمهم. وهكذا فإن السيئة لا تخص مقترفها فقط، وإنما تقع آثار الظلم على أبرياء لم يرتكبوا إثما قط. ولعل هذا هو سبب العذاب الأليم الذى يقع على الظالمين يوم الحساب (نعوذ بالله أن نكون منهم). وهو أن الظلم لا تقع آثاره أبدا على شخص واحد، وإنما يعم المجتمع كله بشؤمه.

■ ■ ■

ولعل أعجب ما فى الأمر أنها سرقة بلا معنى. إننى قد أفهم أن السارق يكسب مالا أو مجوهرات أو أشياء ثمينة. ولكنى لا أفهم مطلقا ما الذى يكسبه إنسان عاقل من نسبة نص أدبى لنفسه على غير الحقيقة! فلا هذه السرقة تجلب مالا ولا صيتا ولا شهرة. إنها سرقة عبثية فى مجتمع يعانى الأمرين ويكافح شرفاؤه لمجرد النجاة بأنفسهم.

القصة كلها تثير الحزن وتثير الرثاء ومجلبة للقرف أيضا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية