ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن تصاعد حدة التوتر والعنف في غزة وسط مخاوف من اندلاع حرب جديدة في ظل غياب خطة واضحة للسلام يعد نكسة لجاريد كوشنر، وجيسون جرينبلات، دبلوماسيي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره البارز، والمندوب الأمريكي الخاص للمفاوضات الدولية جيسون جرينبلات، هددا بسحب «الخطة ب» في الشرق الأوسط، المتمثلة في إعادة إعمار اقتصاد قطاع غزة كطريقة لفتح الباب لاتفاق سلام أوسع بين فلسطين وإسرائيل.
وقالت إن كوشنر وجرينبلات منذ 5 أشهر شرعا بتحويل تركيزهم من التوسط في اتفاق بين فلسطين وإسرائيل إلى الحد من الأزمة الإنسانية الشديدة في قطاع غزة، لكن حاليا مع ارتفاع حدة التوتر والعنف بين جيش الاحتلال وحركة حماس في غزة، بات كوشنر وجرينبلات يهددان بسحب «الخطة ب».
وأضافت أن التهديد جاء في مقالي رأي مشتركين كتبهما الديبلوماسيان في صحيفة «واشنطن بوست»، الخميس الماضي، وموقع شبكة «سي إن إن»، أمس الأحد، قبل أن يضع السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان اسمه على المقالين، وتنضم السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، إلى مقال «سي إن إن» ككاتبة رابعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن كوشنر وجرينبلات قالا إن المستثمرين الأجانب غير مستعدين لضخ أموالهم في غزة أثناء ما وصفاه بـ«نزاع تقوده حماس»، ما يشير إلى أنهما يعيدان التفكير في جهودهما لإعادة بناء اقتصاد غزة من أجل فتح الباب أم اتفاق سلام أوسع.
وقال كوشنر وجرينبلات «إن حماس قادت غزة إلى حالة يأس، والاستفزازات لن تكافئ بالدعم»، مضيفين أن قادة حماس في حاجة لإظهار نية واضحة لعلاقة سلمية مع جيرانهم من أجل تدفق الدعم وأموال الاستثمار إلى غزة.
وذكرت الصحيفة في تحليلها أن مخاوف الخبراء باندلاع حرب جديدة في غزة تعتبر نكسة لكوشنر وجرينبلات، الدبلوماسيين الذين كلفهم ترامب بالتفاوض فيما أطلق عليه «صفقة القرن»، لكن بعد 18 شهرا تقريبا من العمل وأكثر من 10 رحلات إلى الشرق الأوسط مازال موعد الكشف عن خطتهم للسلام موضع شك.
ولفتت إلى أن جهود كوشنر وجرينبلات باتت في وضع حرج منذ رفض المسؤولين الفلسطينيين التحدث معهما عقب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن كوشنر وجرينبلات حولا تركيزهما إلى غزة بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل نظرا لعواقبه في المنطقة بأكملها، إلا أن تحول التركيز لم يفض إلى أي نتائج حيث عقد جرينبلات في مارس الماضي مؤتمر دولي في البيت الأبيض لدعم إعادة بناء اقتصاد غزة لكن السلطة الفلسطينية قاطعت الجلسة، ما دفع كوشنر وجرينبلات إلى التفكير في تخطيط جلسة جديدة.
لكن بعد أيام من الاجتماع الأول، بدأ الفلسطينيون في الاحتجاج على طول السياج الذي يفصل غزة عن الأراضي المحتلة، وهو ما أسفر عن مقتل أكثر من 140 فلسطيني غير مسلح على يد قناصة الجيش الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين الذين شاركوا في مفاوضات السلام بالشرق الأوسط، والتي لم تثمر عن أية نتائج تذكر، قالوا إن الأمل مازال بعيدا للغاية خاصة، محذرين من أن خوض كوشنر وجرينبلات في غزة قد يجعل التوصل إلى اتفاق سلام أوسع أمرا أصعب وليس أسهل.
وأوضح فرانك لوينشتاين، المندوب الخاص السابق للمفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية في نهاية إدارة باراك أوباما، أن حل أزمة غزة ليس فقط غير ضرورية لكنه تأخير لا نهاية له سيجعل اتفاق السلام أصعب بكثير عن طريق المزيد من ترسيخ واقع الدولة الواحدة في الضفة الغربية المحتلة.