تعوّد المصريون على تسمية سوريا «بالإقليم الشمالي»، وقد جاءت التسمية عقب الوحدة السورية-المصرية في خمسينيات القرن الماضي، ولكن «الإقليم الشمالي» يعيش حرباً طاحنة منذ 8 سنوات تدمرت بها البنى التحتية ومدن وحواضر بأكملها، وتحولت سوريا لساحة إقليمية- دولية تتنازعها الجيوش الأجنبيّة بقواعدها العسكرية.
تدير إيران ما يزيد على 50 ميليشيا عسكرية متعددة الجنسيات في سوريا منذ 2012، ذلك على امتداد الجغرافيا السورية، ويعتبر البيت الزجاجي قرب مطار دمشق الدولي أهم قاعدة لها، وتعمل كلها تحت إمرة الجنرال قاسم سليماني القيادي البارز بالحرس الثوري الإيراني، وارتكبت كثيراً من الفظائع وجرائم الحرب خصوصاً في منطقة الغوطة شرقي العاصمة دمشق، واندماج بعضها كميليشيا «أبوالفضل العبّاس» في صفوف الحرس الجمهوري السوري.
وتوجد قوات واستشاريون عسكريون ألمان إلى جانب القوات الغربية في شمالي شرق سوريا، بهدف تدريب جماعات داخل «قوات سوريا الديمقراطية»، وشاركت ألمانيا بالغارات الجوية التي قادها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي منذ استيلاء التنظيم على مدينة الرقة في عام 2014.
الجيش السوري يعتبر وفق ما سبق «عاشر أقوى جيش» في سوريا، حيث كان يحتل الجيش السوري المرتبة 49 عالميًا والسابعة على الشرق الأوسط من ناحية القوة العسكرية بحسب موقع Global Fire Power، المعني يتصنيف قوة الجيوش عالميا، وذلك قبل أن تحدث به عدة حركات انشقاق، بدأت منذ عام 2011، وأبرزها انشقاق العميد بالحرس الجمهوري مناف طلاس، الصديق السابق لبشار الأسد، وابن مصطفى طلاس صاحب أطول ولاية في وزارة الدفاع السورية، ودخول الجيش السوري في النزاع الداخلي وخوضه الحرب الأهلية ضد جماعات المعارضة المسلحة التي أسهمت أيضاً بتفككه، وتعرّض الجيش السوري لغارات جويّة أمريكية وإسرائيلية طوال مدة الحرب السورية، واضطر الجيش السوري أخيرًا للاعتماد على قوات «رديفة» كقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث وميليشات جمعية البستان وقوات محلية وأجنبية أخرى كحزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية.
*تنويه
تم نشر هذا الموضوع للكاتب ضمن برنامج تدريب المصري اليوم