وصل فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، عصر الخميس، إلى العاصمة البريطانية لندن، حيث كان في استقبال فضيلته لدى وصوله إلى مطار هيثرو، د. جاستن ويلبي، كبير أساقفة كنيسة كانتربري.
ويلتقي الإمام الأكبر، خلال زيارته الحالية إلى بريطانيا، بالملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، كما يشارك في فعاليات «منتدى شباب صناع السلام»، الذي ينظمه الأزهر الشريف، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، وأسقفية كانتربري.
وعلى صعيد متصل، واصل المشاركون في «منتدى شباب صناع السلام»، الذي يعقد تحت رعاية الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين وكنيسة كانتربري، لليوم الثاني، برنامج المحاضرات وورش العمل المكثفة في كلية تشرشل بجامعة كامبريدج البريطانية، حيث جرى التركيز على توعية المشاركين بطرق وآليات تعزيز الحوار والتواصل الإيجابي مع الآخرين.
وركزت المحاضرة الأولى، والتي جاءت بعنوان «مقدمة في دراسة النص الديني»، على توضيح المقصود بعملية دراسة النص الديني؟ وكيف تتم؟ وأهمية الخروج من الإطار النظري إلى الممارسة التطبيقية؟ مع التأكيد على أن الهدف من القراءة هو الفهم ومعرفة النقاط المشتركة، وليس إثبات صحة النصوص الدينية من عدمه.
وعقب المحاضرة، شارك الشباب في ورشة عمل، تناولت بشكل عملي قراءة لبعض النصوص الدينية من القرآن الكريم والإنجيل، وعبر المشاركون عن انطباعاتهم تجاه الدلالات والمعاني التي تحملها تلك النصوص، والقيم المشتركة التي تتضمنها.
وحاولت المحاضرة الثانية الإجابة على التساؤل المحوري بشأن: من نحن؟ وكيف نرى أنفسنا؟ وأجاب بعض الشباب بأنه يرى نفسه صانع سلام، وآخر بأنه مسلم صحيح الإيمان، وثالث يريد أن يتعايش مع الآخر المختلف معه لتكوين مساحات آمنة من الحوار.
بينما في المحاضرة الثالثة، التي حملت عنوان: «الوساطة» تم طرح العديد من الأسئلة، حول مساهمة الأديان والعقائد في صناعة السلام، وكيفية تأثر بعض النزاعات بالمعتقدات الدينية والسياسية للأطراف المنخرطة فيها، وسبل البحث عن حلول بديلة لتلك النزاعات بعيدا عن العنف، وذلك عن طريق الوساطة أو التحكيم.
واختتم اليوم التدريبي بورشة عمل استعرضت تجربة مشروع مؤسسة (church mosque twinning project) أي توامة المسجد والكنيسة، وهو مشروع مبني على الصداقة بين مجموعة من المسيحيين والمسلمين، ويظهر كيف يمكن للإيمان أن يصبح عامل محفز للعلاقات الجيدة مع الآخر، كما جرى استعراض عدد من نماذج التعاون الإيجابية بين الأزهر الشريف والكنائس القبطية، وفي مقدمتها تجربة «بيت العائلة المصرية»، الذي يحظى برعاية شيخ الأزهر وبطريرك الكنيسة القبطية.
وفي النهاية، تم استعراض تجربة مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، وتناول العرض شرح فكرة إنشاء المرصد والاستراتيجية التي يعمل بها، وتم طرح عدد من النماذج التي يتم رصدها وكذلك الحملات التوعوية والأنشطة والزيارات الدولية ومحاور عمل المرصد.
ويشارك في هذا المنتدى 25 شابًّا من أوروبا، قامت باختيارهم أسقفيَّة كانتربري بلندن، و25 شابًّا من العالم العربي، قام باختيارهم الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين من عدة دول عربية، مع الحرص على تنوع مشاربهم الدينية والتعليمية والثقافية، بما يعكس ثراء الشرق وتعدد جذوره الفكرية والثقافية.