أنطوان جريزمان، نجم الديوك الفرنسية، يُلقب بـ«العبقرى»، أحد المحاربين الأقوياء الذين صنعهم دييجو سيميونى، المدير الفنى لفريق أتليتكو مدريد الإسبانى، صعد بالمنتخب الفرنسى إلى نهائى بطولة يورو الماضية، لكنه خسر اللقب أمام البرتغال، قبل أن يتأهل إلى نهائى كأس العالم، ليصبح على بُعد خطوة واحدة من كتابة تاريخ جديد. وُلد «جريزمان» فى 21 مارس 1991 فى فرنسا، لأم من أصل برتغالى، لدرجة أنه كان من الممكن أن يزامل كريستيانو رونالدو، «صاروخ ماديرا»، فى منتخب برازيل أوروبا.
والد أم «جريزمان» كان يُدعى أمارو لوبيز، لاعب كرة قدم برتغالى، يلعب لفريق إف سى باكوس دى فيريرا البرتغالى، لكنه لم يكن لاعباً مميزاً، فقد كان حظه سيئاً. اضطر أمارو لوبيز للهجرة إلى فرنسا عام 1957 للعمل فى البناء والمعمار، وهناك أنجب «إيزابيل»، والدة «جريزمان»، وتُوفى عام 1992، وكان حينها «أنطوان» طفلاً رضيعاً. وكانت والدته تعمل عاملة نظافة فى مستشفى ألاستيان الفرنسى، وتزوجت من «جريزمان»، وأنجبت «أنطوان»، 21 مارس 1991، وكانت تذهب باستمرار لقضاء الإجازات فى مقاطعة باكوس دى فيريرا البرتغالية.
«جريزمان» كان طفلاً نحيلاً، وتمنى أن يصبح لاعب كرة قدم مشهوراً بسبب حكايات والدته عن أن جده كان يحلم بأن يكون لاعباً مشهوراً ولكنه لم ينجح، وهذا خلق رغبة عظيمة لدى الطفل، صاحب الوزن الخفيف. انضم «أنطوان» إلى فرق محلية مثل فريق مقاطعة ماكون وماكونيس، وكاد يعتزل كرة القدم بسبب وزنه النحيف، وفجأة فى صيف 2005 اتصل مسؤولو ريال سوسييداد بوالده ليخبروه برغبتهم فى انضمام «أنطوان» إلى فريق الشباب، وهنا بدأت ملحمة «جريزمان».
انضم «جريزمان» إلى أكاديمية ريال سوسييداد عندما كان يبلغ من العمر 14 عاماً فقط، وتطلب الأمر عدة سنوات قبل أن يصعد إلى الفريق الأول، وتحديداً فى عام 2009، ثم ظهر بشكل واضح فى فترة الإعداد للفريق، وسجل 5 أهداف فى 4 مباريات، ما لفت انتباه المدرب مارتين لاسارتى.
حصل «جريزمان» على أول عقد احترافى له مع ريال سوسييداد فى عام 2010، وكان يحمل شرطاً جزائياً قدره 30 مليون يورو، وفى ذلك الوقت كان بالفعل «جريزمان» على رادار العديد من الأندية الأوروبية مثل ليون وأرسنال وسانت إتيان.
فى أول ظهور له كأساسى مع فريق ريال سوسييداد، فى مباراة رسمية، استطاع تسجيل هدفه الأول أمام هويسكا فى دورى الدرجة الأولى الإسبانى، ثم صعد مع الفريق لليجا، ليبدأ شيئاً فشيئاً مسيرته الأوروبية الناجحة.
عام 2014 انتقل إلى أتليتكو مدريد مقابل مبلغ 30 مليون يورو، وقد سجل «أنطوان» أكثر من 100 هدف فى الليجا فى مسيرته، ولأدائه خلال عام 2016، تم اختياره فى القائمة النهائية لجائزة الكرة الذهبية 2016، وحصل فيها على المركز الثالث.
فى أول مواسمه تألق مع فريق العاصمة الإسبانية، وسجل 22 هدفاً فى الليجا، وحل ثالثاً فى ترتيب الهدافين، بعد «رونالدو» و«ميسى»، ويُعتبر أكثر فرنسى تسجيلاً للأهداف فى تاريخ الليجا فى عام واحد. عاقب الاتحاد الفرنسى لكرة القدم «جريزمان» بعدم اللعب لمنتخبات فرنسا لمدة عام، بسبب تركه معسكر منتخب الشباب للسهر فى ملهى ليلى قبل مباراة الديوك مع نظيره النرويجى، فى التصفيات المؤهلة للبطولة الأوروبية، وكاد يلعب للمنتخب البرتغالى الأول فى العام نفسه، ولكن تم حل مشكلته مع الاتحاد الفرنسى. انضم أول مرة إلى المنتخب الفرنسى عام 2014، وسجل أول هدف له بقميص منتخب الديوك فى 1 يونيو 2014 فى مباراة ودية أمام باراجواى، انتهت بالتعادل 1/1، وهو هداف كأس أمم أوروبا الماضية برصيد 6 أهداف. تصدّر أنطوان جريزمان قائمة أكثر اللاعبين الفرنسيين اشتراكاً بالأهداف فى البطولات الكبرى فى آخر 50 عاماً. واشترك أنطوان جريزمان فى تسجيل 10 أهداف فى 8 مباريات، متفوقاً على زين الدين زيدان، الذى اشترك فى تسجيل 8 أهداف فى 13 مباراة، وميشيل بلاتينى، الذى سجل 7 أهداف فى 7 مباريات. مَثَله الأعلى هو النجم الإنجليزى السابق ديفيد بيكهام، وهو ما يفسر سر ارتدائه وأيضاً سر اختياره الرقم 7، الذى يوضح مدى إعجابه الشديد بالأسطورة الإنجليزية. يعشق «جريزمان» المسلسل الكارتونى «سبونج بوب»، فهو دائماً يفضل ارتداء ملابس الشخصيات الكارتونية.