قال عبدالوهاب الزغيلات، رئيس لجنة الحريات باتحاد الصحفيين العرب، إن أوضاع الحريات المتاحة للصحفيين في العالم العربي مازالت تتجه نحو الأسوأ وخاصة في بعض مناطق الصراع، وذلك بحسب التقرير الأخير للجنة.
وأضاف الزغيلات، خلال اجتماع لجنة الحريات باتحاد الصحفيين العرب اليوم الأربعاء، إن الصحفيين يقومون بجهد عظيم ويقدمون تضحيات في سبيل القيام بدورهم في مناطق الصراع بالعالم العربي رغم ما يواجهونه من مخاطر وعمليات قتل واستهداف واعتقال مستمرة.
وأوضح أن سوريا شهدت خلال الآونة الأخيرة ارتفاع أعداد القتلى والمعتقلين من الصحفيين وكذلك حالات الاختفاء، دون أن نتمكن من معرفة من وراء قتل الصحفيين الذين يعملون وسط النيران المتبادلة بين جهات عدة تتصارع في البلاد.
وأشاد الزغيلات بدور الصحفيين في اليمن الذين يعملون بشكل دائم تحت النار ومع ذلك فإنهم يبذلون جهودا كبيرة للقيام بدورهم، موضحا أن تقرير الحريات الوارد من نقابة الصحفيين في اليمن جاء إيجابيا على خلاف المتوقع.
وأشار إلى أن وضع الصحفيين في العراق يتجه نحو الأفضل بالتوازي مع تحسن الوضع السياسي في البلاد، قائلا إن حالات الاعتداء والاعتقال بحق الصحفيين العراقيين تراجعت خلال الفترة الأخيرة بحسب أحدث تقارير اللجنة.
وأكد الزغيلات أن اللجنة تجتهد لمعرفة وضع الصحفيين في ليبيا رغم عدم وجود جهة تضم الصحفيين الليبيين تحت مظلتها نظرا لحالة الانقسام التي تسود البلاد، موضحا أن وضع الصحفيين في ليبيا صعب للغاية حيث يتعرضون بشكل مستمر للقتل والاعتقال.
وقال رئيس لجنة الحريات باتحاد الصحفيين العرب إنه إذا كان الوضع الصعب للصحفيين في سوريا والعراق واليمن وليبيا على اختلاف درجاته قد بدأ بالتزامن مع ما يسمى بالربيع العربي، فإن وضع الصحفيين في فلسطين يختلف تماما حيث يقع الصحفيون الفلسطينيون في مواجهة مستمرة مع عدو محتل على مدار عقود، موضحا أن وضع الصحفيين الفلسطينيين مأساوي وآخذ في التراجع حيث يتعرضون للقتل بالرصاص الحي وانتهاكات واعتداءات سافرة من الجانب الإسرائيلي، فضلا عن تضررهم في بعض الأوقات من الخلاف بين الفصائل الفلسطينية.
وأكد الزغيلات أن أي مراقب منصف سيجد تقصيرا من نقابات الصحفيين في الكثير من الدول العربية في دعم حرية الصحفيين، مطالبا النقابات العربية بالعمل على توفير الحد الأدنى من الحماية وحرية ممارسة المهنة للصحفيين العرب.
وشدد الزغيلات على أهمية ألا يقتصر دور لجنة الحريات باتحاد الصحفيين العرب على إصدار التقارير الدورية عن حرية الصحفيين في الدول العربية، رغم الجهد الكبير للتغلب على الصعوبات في إعداد هذه التقارير، مقترحا تشكيل لجنة عمل مهمتها وضع خطة لتوسيع قاعدة مهام اللجنة وبحث ما يمكن أن تقوم به من أدوار أكبر خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، قال خالد ميري، أمين عام اتحاد الصحفيين العرب، إن نشاط لجنة الحريات يعد بمثابة النشاط الرئيسي للاتحاد الذي يهدف في المقام الأول لحماية الصحافة الحرة، موضحا أن الصحافة الحرة هي قاطرة التنمية في وطننا العربي ومفتاح للوحدة العربية المأمولة.
وأضاف أن نشاط لجنة الحريات يمثل حائط صد أمام التقارير التي تصدر من المنظمات المغرضة عن الصحافة العربية، مشيرا إلى أن الاتحاد يدعم عمل اللجنة وسيدعم التوصيات الصادرة عن اجتماع اللجنة.
وأكد ميري أن الصحافة العربية تواجه أزمات كبيرة تعد بمثابة أزمات وجود وأزمات مصير، خاصة في ظل الصراعات الكبيرة وانتشار الإرهاب والأزمات الاقتصادية في الدول العربية، قائلا إن هذه الأزمات تحتاج بالضرورة لتكاتف الجهود واقتراح الحلول بدلا من إبراز السلبيات وتسليط الضوء عليها من باب جلد الذات دون إيجاد حلول لها.
وأكد محمد عبدالنبي اللحام، عضو اتحاد الصحفيين العرب، أن الشعوب المحترمة تُقاس حضارتها بمساحة الحريات بها، فالحريات مؤشر على حضارة المجتمع.
وأوضح اللحام، خلال كلمته، أن عدد الصحفيين الذين استشهدوا خلال الخمس سنوات الماضيين في سوريا، أكثر بكثير من الذين استشهدوا في فلسطين.
وأوضح أن السنة الماضية شهدت ارتفاعات كبيرة في الغرامات المالية التي فرضت على الصحفيين، في محاولة لترهيبهم، لافتًا إلى أنه على الصعيد الداخلي جاء بالتقرير النصف سنوي لهذا العام أكثر من ٥٥٠ انتهاكا تعرض له الصحفيون الفلسطينيون في النصف الأول من السنة.
وأشار اللحام، إلى دول الاحتلال تعد عصابة تحاول أن تشرع في قتل الصحفيين، فهي المجرم الأكبر في الشرق الأوسط.
وقال سالم الجوهري، رئيس لجنة التدريب، باتحاد الصحفيين العربي، إن هناك لجنتين تعملان بقوة الدفع الذاتي وهما لجنة الحريات ولجنة التدريب، مشيدًا بدور عبدالوهاب الزغيلات رئيس لجنة الحريات بالاتحاد.
وأضاف أن التقرير الذي صدر عن لجنة الحريات، يُعد من أفضل التقارير على الإطلاق، موضحًا أنه اقترب كثيرًا من الحقيقة، وقدم بيانات شاملة.
وعن لجنة التدريب بالاتحاد، أشار الجوهري إلى أن الاتحاد يبذل جهدًا كبيرًا في هذا الصدد، لافتًا إلى أن اللجنة قدمت دورة واحدة، ولكنها حريصة كل الحرص على تقديم دورتين للصحفيين خلال الفترة المقبلة، أحدهما في سلطنة عمان والثانية في سوريا.