كشف البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، عن الأوضاع «المأساوية» التى يعيشها المسيحيون فى الأراضى المقدسة، مؤكدا أنهم «يناضلون من أجل الحفاظ على وجودهم ومقدساتهم وعقاراتهم، فى ظل انعدام السلام والعدل والاستقرار فى المدينة المقدسة».
وأشار، خلال مشاركته فى مؤتمر بارى، فى المدينة الإيطالية روما، بدعوة من قداسة البابا فرنسيس، وبمشاركة 19 كنيسة أرثوذكسية وكاثوليكية من الشرق الأوسط، للتداول فى شؤون مسيحيى المنطقة والبحث فى سبل الحفاظ على وجودهم والصلاة من أجل السلام، إلى أن المسيحيين فى الشرق الأوسط يعانون من الحروب والأزمات، خاصة فى سوريا والعراق.
وأوضح أن الوفد البطريركى للمؤتمر، والذى ترأسه المطران نكتاريوس، حمل معه عدة رسائل، أهمها أن مدينة القدس يجب أن تكون مفتوحة للصلاة للديانات الثلاث بدون استئثار ديانة على حقوق الآخرين وبدون المساس بمقدساتهم، كما أن الوفد البطريركى حمل رسالة عن الاضطهاد الذى تعيشه بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية نتيجة مشروع القانون الإسرائيلى الذى يتم العمل عليه فى الكنيست، خلافاً لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، ويهدف إلى مصادرة أملاك الكنائس جميعاً، بالإضافة إلى ممارسات الجمعيات الاستيطانية التى تسعى لوضع يدها على أملاك الكنيسة الأرثوذكسية بطرق ملتوية، وعلى رأسها أملاك باب الخليل التى تشكل قلب الوجود المسيحى فى البلدة القديمة، وحملات التشويه التى تقودها هذه الجمعيات الاستيطانية، بالتعاون مع أصحاب مصالح شخصية، لتشويه صورة الكنيسة الأرثوذكسية ومسيحيى الأراضى المقدسة، من خلال تسويق شائعات كاذبة تتنافى مع حرص الكنيسة وأبنائها على أملاكها وعقاراتها بشهادة جميع الأطراف الرسمية ذات العلاقة.
وتضمنت رسالة بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية تأكيداً على أن بطريركها ومجمعها المقدس لن يتراجعوا عن تمسكهم بحقوق الكنيسة وأبنائها، ولن يتراجعوا عن سياسة الحفاظ على المقدسات والعقارات وتقديم الخدمات للمجتمع مهما حاول أعداء الكنيسة والمغرضون الضغط عليها لتغيير مسارها.
وأضاف ثيوفيلوس أن تحقيق العدل والسلام فى الأراضى المقدسة هو مسؤولية المجتمع الدولى الذى يقف صامتاً متفرجاً على الانتهاكات التى تطال البشر والمقدسات.