لم يكن لقاء روسيا وكرواتيا مليئا بالمتعة الكروية فقط، لكن كان له جوانب سياسية ساخنة فى المدرجات، بعد حضور كوليندا جرابار كيتاروفيتش، رئيسة كرواتيا، المدرجات بجوار، جيانى إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، وديمترى ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسى.
أخبار متعلقة
وكان من أول المشاهد الساخنة التى شهدتها مقصورة ملعب «فيشت الأوليمبى»، الذى احتضن اللقاء، بعد أن خلعت «كوليندا» الجاكت، وقامت تحتفل بأحد أهداف منتخب بلادها، مرتدية قميص كرواتيا، فى حضور رئيس وزراء روسيا، ورئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم. لم تكتف رئيسة كرواتيا بالاحتفال أمام رئيس وزراء روسيا فقط، بل استمرت فى احتفالاتها حتى جاءت ضربة النصر بأقدام لاعب الوسط المميز إيفان راكيتيتش، قائد وسط فريق برشلونة الإسبانى، وظلت تلوح بيديها، وسط حسرة رئيس وزراء روسيا، وصمت جيانى إنفانتينو.
وتحررت رئيسة كرواتيا من القيود السياسية بنسبة 100%، بعد أن أظهرت العديد من الفيديوهات التى التقطت داخل غرف خلع الملابس للاعبين الكروات، احتفال «كوليندا» بمشاركة نجوم المنتخب، وكأنها مشجعة تجلس فى مدرجات «التالتة يمين أو شمال»، معقل المشجعين الحقيقيين.
وقالت صحيفة «ديلى ميل»، البريطانية، إن حضور رئيسة كرواتيا أشعل حماس لاعبى المنتخب، وجعلهم يخرجون أفضل ما لديهم، فضلا عن أن ظهورها بهذا الشكل الرياضى، فى مقصورة ملعب المباراة، جعل الكل يشعر بأنها رياضية من الطراز الأول.
أضافت الصحيفة أن استمرارها مع المنتخب الكرواتى سيزيد من حماس اللاعبين، ويمنحهم الثقة الكبيرة خلال مواجهة منتخب إنجلترا، بعد غدٍ الأربعاء، الذى يقام بتوقيت القاهرة عند الثامنة مساء، على أرض ملعب «أولمبيسكس كومبليكس لوزنيكى»، ضمن منافسات دور نصف النهائى لبطولة كأس العالم روسيا 2018. وسلطت صحيفة «ذا صن»، البريطانية، الضوء على الحياة الخاصة لرئيسة كرواتيا، حيث أشارت إلى أنها من مواليد 29 إبريل 1968 فى مدينة رييكا فى الجزء الكرواتى من يوغوسلافيا.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن رئيسة كرواتيا، البالغة من العمر 50 عاماً، وقعت على برنامج لتبادل الطلاب أثناء تواجدها فى المدرسة، حيث قضت سنة فى مدرسة لوس ألاموس الثانوية فى نيو مكسيكو، ودرست بعد ذلك فى زغرب وفيينا وواشنطن العاصمة وهافارد، قبل أن تكمل دراستها للدكتوراة فى بلدها الأصلى قبل 3 سنوات.
وأكد التقرير البريطانى أن كوليندا جرابار كيتاروفيتش تجيد اللغات الكرواتية والإنجليزية والإسبانية والبرتغالية، بينما لديها بعض الفهم للغة الألمانية والفرنسية والإيطالية. فى سياق آخر، احتفل لاعبو المنتخب الكرواتى فى فندق الإقامة، ورقصوا فوق «موائد الأكل»، حاملين الأطباق فوق رؤوسهم، تعبيرا عن فرحتهم بشكل جنونى ومختلف، لبلوغهم دور نصف النهائى على حساب منتخب روسيا، صاحب الأرض والجمهور.
فى ذات السياق، أشادت الصحف الكرواتية بتواصل «حلم» منتخب بلادها فى كأس العالم فى روسيا، وعنونت صحيفة «سبورتسكى نوفوستي» على صدر صفحتها الأولى «موسكو (حيث يقام نصف النهائى) نحن قادمون».
أضافت: «الحلم الكرواتى يتواصل بعد 20 عاما، نحن فى الدور نصف النهائى لكأس العالم. وفيه سنواجه الإنجليز الذين يدينون لنا منذ عام 2009»، وذلك فى إشارة إلى خسارة المنتخب الكرواتى أمام «الأسود الثلاثة» بنتيجة 1-5 فى سبتمبر 2009، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010، والتى لم يتمكن المنتخب الكرواتى من بلوغها. وأتت تلك الخسارة بعد عام من خسارة مذلة لكرواتيا على أرضها 1-4 ضد إنجلترا نفسها، وأيضا ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال 2010.
ونوهت الصحف بأداء المنتخب الروسى، مشيرة إلى أن اللاعبين الروس «كانوا يتمتعون بمئة حياة وببساطة لم يرغبوا بالموت».
ونشرت صحيفة «يوتارنيي» على صفحتها الأولى صورة للكرواتى إيفان راكيتيتش، وهو يحتفل بتسجيل ركلة الترجيح الحاسمة مع عنوان «الكرواتيون لا يستسلمون!»، مضيفة: «كرواتيا فى نصف نهائى كأس العالم، الذى لم تتمكن من الاقتراب منه لعشرين عاماً».
فيما احتفل عشرات آلاف المشجعين فى شوارع العاصمة زغرب، ومدن أخرى حتى فجر السبت، حاملين أعلام بلادهم فى الساحات العامة والشوارع.
