x

إمبابة تتحول لـ«ثكنة عسكرية» بعد ليلة «عنف طائفى» وحظر تجول فى منطقة «الحادث»

الأحد 08-05-2011 18:35 | كتب: سامي عبد الراضي, أحمد عبد اللطيف |


فرضت القوات المسلحة وأجهزة الأمن فى الجيزة حظر تجول كاملاً فى شارعى المشروع والأقصر، اللذين شهدا أحداث فتنة طائفية بين مسلمين ومسيحيين مساء السبت، انتهت بمقتل وإصابة المئات فى إطلاق رصاص واستخدام زجاجات «مولوتوف» وحجارة وشوم.


انتقلت القيادات الأمنية فى المحافظة بإشراف اللواء فاروق لاشين، مساعد الوزير، واللواءين كمال الدالى وفايز أباظة، والعميدين عرفة حمزة ومحمود خليل، ونحو 150 ضابطا و10 سيارات أمن مركزى إلى موقع الاشتباكات، بينما انتقلت قوات الشرطة العسكرية وانتشرت حول كنيسة مارمينا وشارعى الأقصر والمشروع، وانتشرت قرابة 25 مدرعة تابعة للشرطة العسكرية فى الشارعين وأمام وحول الكنيسة.


وقالت مصادر أمنية مسؤولة لـ«المصرى اليوم» إن بداية القصة تعود إلى منطقة ساحل سليم بأسيوط، حيث بدأت قصة حب بين شاب «31 سنة» يدعى ياسين ثابت أنور جلال مواليد 81 وجارته المسيحية المتزوجة ولديها طفلان، وتبين أنهما ارتبطا بعقد زواج عرفى وسافرا إلى بنها بعيدا عن أسرتيهما وكان الزواج فى 3 سبتمبر 2010.


وأضافت المصادر، التى طلبت عدم نشر أسمائها، أنه فى يوم 5 مارس الماضى، عاد الشاب من عمله ولم يجد زوجته فى المنزل واتصل بها على هاتفها المحمول فلم ترد، وعندما اتصل بأسرتها رد عليه والدها وقال له: «الأمانة وصلت». وشرحت المصادر أن الزوج لم يلجأ للأجهزة الأمنية ويحرر محضرا بواقعة الاختطاف لكنه بدأ عملية بحث بمفرده عن زوجته، وتوجه إلى مساجد فى القاهرة وبنها وحكى قصته ولم يستجب له أحد قبل أن يأتيه اتصال يؤكد له أن زوجته مقيمة فى منزل مجاور لكنيسة ماريوحنا فى إمبابة وبالتحديد قرب شارعى «المشروع والأقصر». وتابعت: تبين أن الزوج توجه إلى بعض السلفيين وعرض عليهم مشكلته وطلب منهم الحل وأنهم توجهوا معه إلى الكنيسة، ودار حوار ودى بين الجميع إلا أن الزوج أحدث حالة من الهياج ووقعت مشاجرة بدأها صاحب مقهى مسيحى بإطلاق الرصاص فى الشارع، لتبدأ معركة بالرصاص والسلاح الأبيض و«المولوتوف» والحجارة، استمرت نحو 4 ساعات.


وأكدت المصادر أن الزوج، سبب الأزمة، قدم للأجهزة الأمنية أوراقا ومستندات عبارة عن بطاقة شخصية لزوجته، التى لم تغير بطاقتها وقدم ورقة تفيد بإشهارها الإسلام وكذلك عقد زواج عرفى بينه وبينها، وأن الذى قدمه صور وليست أصولاً لتلك الأوراق.


واستطردت المصادر أن القوات المسلحة بالتنسيق مع وزارة الداخلية فرضت كردوناً أمنياً حول منطقة المنيرة الغربية وتمت الاستعانة بـ13 تشكيلاً من المجموعات القتالية التى تضم الأمن المركزى والعمليات الخاصة والبحث الجنائى لفرض سيطرتها على المنطقة، وأن القوات المسلحة دفعت بـ22 مدرعة لمنع تجدد الاشتباكات.


وأضافت التحريات أن 15 شخصاً من السلفيين تجمعوا أمام كنيسة مارمينا بشارع الأقصر وطالبوا بخروج الفتاة، ما أدى لحدوث استنفار بين المواطنين، وتطور الأمر إلى مشاجرة استخدم فيها الطرفان الأسلحة النارية وزجاجات المولوتوف الحارقة، فيما تجرى حالياً جهود مكثفة لضبط باقى المتهمين.


وفى الساعة السابعة والنصف، حضرت قوات أمن من مديرية أمن الجيزة، بصحبة 5 سيارات أمن مركزى، ولم تتمكن من السيطرة على الموقف وقرروا التراجع واستدعاء القوات المسلحة. انتقلت الاشتباكات إلى 3 شوارع جانبية، بداية من شارع الأقصر إلى شارع سور الشركة وشارع المشروع، وعلم الطرفان بأن الأحداث أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين. وفى الساعة الثامنة حضرت 4 مدرعات تابعة للقوات المسلحة وأطلقت الأعيرة النارية، وتم تبادل إطلاق النيران بين الطرفين لمدة 4 ساعات متواصلة، حتى استدعت قوات الجيش 15 مدرعة أخرى بجانب 10 مدرعات فى شارع سور الشركة، كما استعانت بتشكيلين من قوات الأمن المركزى وتم فرض كردونات أمنية ولم تقترب أجهزة الأمن من مكان الحادث بالقرب من الكنيسة إلا فى الثانية عشرة من صباح الأحد.


وأطلقت أجهزة الأمن والقوات المسلحة قنابل مسيلة للدموع فى محاولة لتفريق الآلاف من الأهالى الذين تجمعوا فى الشوارع، ووقعت اشتباكات عنيفة داخل الشوارع الجانبية. وفى الواحدة من منتصف ليلة الأحد تمكنت القوات المسلحة من السيطرة على الموقف، واستعانت بسيارات الإطفاء وتم إخماد النيران التى اشتعلت فى المنازل، واستمر إلقاء زجاجات المولوتوف من أعلى أسطح المنازل، ثم وقعت اشتباكات فى شارع الوحدة أمام كنيسة العذراء، فى الواحدة والنصف بين مسلمين ومسيحيين بسبب اشتعال النيران فى الكنيسة، ما أدى لتبادل إلقاء قنابل المولوتوف، وأحرقت كنيسة العذراء بالكامل، ووصلت إلى مكان الحريق 15 سيارة إطفاء للسيطرة على النيران، واستعانت أجهزة الأمن بفرق إطفاء وتم إخماد النيران بالكنيسة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية