بابتسامة بريئة، تبادر بنت الـ«3 سنوات» كل من يقترب منها قائلة: «اسمى حبيبة، وبابا اسمه سيد». الحقيقة مختلفة تماما، فهى ليست «حبيبة ولا والدها يدعى سيد»، فهى خرجت مع أسرتها إلى ميدان التحرير فى 17 فبراير الماضى، مع والديها، أثناء أحداث التظاهرات السلمية، تاهت الطفلة وسط زحام المتظاهرين، راحت تبكى بشدة، شاهدها سيد نادى عبدالصادق فى الميدان، اقترب منها، وسألها عن اسمها، حاول البحث عن والديها دون جدوى، وفى نهاية اليوم لم يجد أمامه سوى اصطحابها إلى منزله، وفى الطريق أخبرها سيد بأن تعتبره والدها وعاشت معه فى منطقة «الحفير فى الخصوص».
وسط البسطاء، عاشت الطفلة مع سيد، الذى أقنع جيرانه بأنها ابنته من زوجته التى انفصل عنها، ومرت الأيام، ولاحظت والدة سيد أن ابنها بدأ يتعامل مع الطفلة بشكل سيئ، بسبب عدم قدرته على الإنفاق عليها، وجلوسه فى المنزل دون عمل، طلبت من ابنها تسليم الطفلة إلى الشرطة، لإعادتها إلى أهلها، إلا أنه رفض، وتمسك بها، ولكن الأم كانت تعلم أن عصبية ابنها تزيد يوما بعد الآخر، اشتكت لجاراتها من سوء أحوال ابنها وسوء معاملته للصغيرة.. وصل الخبر إلى أبناء الجيران الذين اصطحبوا الطفلة إلى قسم الشرطة، وهناك أخبروهم بأنهم إذا سلموها، سيتم إيداعها إحدى دور الرعاية، فنصحوهم بالذهاب إلى ميدان التحرير والبحث عن أسرتها، عادوا مرة ثانية إلى منازلهم وفى الصباح توجهوا إلى ميدان التحرير دون فائدة، وضع أحدهم، يدعى أحمد العونى، صورتها ورقم تليفونه على صفحته فى «الفيس بوك» وطلب ممن يتعرف عليها الاتصال به.
وقال جاره محمد صلاح، لـ«المصرى اليوم»: «فوجئنا بسيد أثناء أحداث الثورة يعود من ميدان التحرير وفى يده طفلة، وعندما سألناه عنها، أخبرنا بأنها طفلته من مطلقته، وبعد مرور أيام بدأت والدته تشكو من تصرفاته مع الطفلة وسوء معاملته لها، بسبب عدم قدرته على الإنفاق عليها وتربيتها، نظرا لأنه عاطل عن العمل، ولا يوجد لديه مصدر زرق، فأخذناها منه بعدما علمنا الحقيقة، ونريد أن نعيدها إلى أهلها الحقيقيين لتربيتها، ونشرنا صورا لها دون جدوى، وبحثنا فى كل مكان عن أسرتها ولم نتوصل إلى نتيجة، وأملنا فى قراء (المصرى اليوم)».