تقوم مصر خلال الفترة الأخيرة بتفعيل سياستها الخارجية تجاه قضايا المنطقة والتعامل الواعى مع مستجدات الأحداث العالمية، ومراعاة توازن العلاقات مع القوى الدولية، بالإضافة إلى تعزيز بناء الثقة وتنمية المصالح المشتركة مع الدول الإفريقية بوجه عام، ودول حوض النيل بوجه خاص، وهو ما وجه به الرئيس عبدالفتاح السيسى ووضعته الحكومة ضمن أولويات خطتها الجديدة خلال الأربع سنوات القادمة.
أخبار متعلقة
ويأتى هذا التوجه فى فى ظل توغل تركيا وقطر فى إفريقيا والسياسة التى يتبعاها لتقربهم من بعض الدول، والتدخل فى الخصوصيات الجغرافية للقارة السمراء، الذى ظهر مؤخرا مع أكثر من 12 دولة منهم السودان وأثيوبيا.
ولم تكن سياسة نسج علاقات إفريقية من قبل تركيا وقطر وحتى إيران طمعا فى ثروات القارة السمراء الهائلة، وإنما للسيطرة على القرن الأفريقى فى أوقات ظهرت فيها الخلافات بين أبناء القارة الواحدة، ولكن استطاعت سياسة القيادة المصرية الواعية إعادة العلاقات بين الأشقاء الجغرافيين ومد سبل التواصل والتبادل الاستثمارى والاقتصادى.
وفى هذا الصدد اختتمت وفود رفيعة المستوى من الدول الثلاث مصر وأثيوبيا والسودان اجتماعاتها فى القاهرة الأربعاء الماضى بمقر البنك المركزى المصرى، بمشاركة كل من لبنى هلال نائب محافظ البنك المركزى المصرى، وحسين يحيى الباشا نائب محافظ البنك المركزى السودانى، وآيلى لير جيجامو مدير عام إدارة الشئون الإفريقية فى الخارجية الأثيوبية، للتباحث حول الصندوق الثلاثى لتمويل المشروعات التنموية والاستثمارية، وذلك فى إطار تفعيل توجيهات القيادة السياسية فى مصر والسودان وأثيوبيا.
وتناولت المناقشات كافة المسائل المتعلقة بإنشاء الصندوق الثلاثى وتحديد أهدافه وهيكله وإدارته وحجم التمويل، حيث تم التوافق على تحديد نقاط اتصال من كل دولة لتكثيف التشاور بين الدول الثلاثة فى الأسابيع القادمة تمهيدا لعقد الجولة الثانية من الاجتماعات، وأعرب الجانب المصرى عن ترحيبه باستضافة الجولة المقبلة على هامش الاجتماعات السنوية لجمعية البنوك المركزية الأفريقية المقرر عقدها فى شرم الشيخ خلال الفترة من 5 إلى 9 أغسطس 2018، وذلك ضمن الخطوات التى تتخذها مصر لتعزيز العلاقات الأفريقية.
وأكد وزراء الخارجية والرى ورؤساء أجهزة المخابرات من الدول الثلاثة خلال اجتماعهم فى مايو الماضى، على أهمية بدء بحث إنشاء آلية تمويلية فعالة تضم الدول الثلاثة لتعزيز المشروعات التكامُلية بين مصر وأثيوبيا والسودان، وذلك فى ضوء حرص قادة الدول الثلاثة على تعزيز مختلف أوجه العلاقات ما بين دولهم وعلى رأسها المشروعات التنموية فى شتى المجالات التى تحقق التكامل الإقليمى المنشود وتحقق الرفاهية لشعوبهم.
ومن المنتظر أن نشهد تفعيل توجيهات قيادات البلدان الثلاثة لفتح آفاق أوسع لعلاقاتهم بشكل عام والتعاون الاقتصادى والتنموى بشكل خاص.
