قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إن الأمة العربية شهدت فترة طويلة من الفراغ السياسى والقيادى، وتبحث عن قائد وزعامة، مؤكداً أن «مصر هى الأكثر تأهيلا للعب هذا الدور، ونرجو أن يستقر نظامها السياسى، الذى أنشأته الثورة، وأن تنهض اقتصاديا وسياسيا وعسكريا لتكون دولة عظمى فى المنطقة، وتلعب الدور الذى يخدم مصالحها ومصالح أمتها».
ودعا مشعل، خلال لقائه رؤساء تحرير وممثلى الصحف المصرية، مساء أمس الأول، إلى إنهاء الهواجس التى زرعها النظام السابق بخصوص علاقة حركة حماس بجماعة الإخوان المسلمين، مشدداً على أن «حماس» لا تتدخل فى الشأن المصرى الداخلى، «وإذا لم نكن دعما لمصر فلن نكون عبئا عليها».
وقال «مشعل»، ردا على سؤال لـ«المصرى اليوم»، حول رؤيته لموقع مصر السياسى بعد الثورة وتوقيع المصالحة، وإن كانت انتقلت من محور الاعتدال إلى محور الممانعة، إنه يتمنى «أن نقفز على هذه التقسيمات، وأن نقف فى موقف قوى، ومصر جديرة بأن تقود الأمة فى هذا المسار».
وأعرب عن سعادة الفلسطينيين بإعلان الدكتور نبيل العربى، وزير الخارجية، فتح معبر رفح، بالإضافة إلى تحذيره إسرائيل من الاستمرار فى ممارساتها المستفزة.
وحول تخوف بعض الشرائح المصرية من انعكاس التقارب المصرى مع حركة حماس على التركيبة السياسية الداخلية، وإسهامه فى دعم حركة الإخوان المسلمين، قال «مشعل»: «أرجو أن تنتهى فى العهد الجديد هذه الفزاعة فى التعامل مع حماس، لأن الإخوان المسلمين شأن مصرى داخلى، وحماس شأن فلسطينى داخلى، وإذا كانت الهواجس فى النظام السابق كبيرة فالأفضل أن تنتهى الآن».
وأضاف أن حماس «تدخل البيوت من أبوابها، ولا تتدخل فى الشأن المصرى، وإذا لم نكن دعما لمصر فلن نكون عبئا عليها»، مطالباً بعدم النظر إلى غزة بنظرة تخوف، لأنها لن تقذف بمسؤولياتها فى وجوه المصريين، فمازالت مسؤوليات القطاع تقع على إسرائيل كدولة احتلال.
وأكد أهمية استمرار الدورين المصرى والعربى فى المصالحة، بما يسهم فى صد التدخل الخارجى، سواء من أمريكا أو إسرائيل أو غيرهما، موضحا أن مصر تستطيع أن تحمى اتفاق المصالحة وتوفر له شبكة الأمان، وتستطيع أن تقود وتصد كل التدخلات الخارجية.
ودعا «مشعل» الفصائل الفلسطينية للتوافق خلال الفترة الانتقالية حول القرار الأمنى والنضالى، والإسراع فى الإفراج عن المعتقلين فى السجون حتى تنشأ المصالحة الطبيعية فى النفوس، مضيفاً أنه فى هذه الحالة سيلجأ الجميع إلى صناديق الاقتراع، وفتح صفحة جديدة فى إطار السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.
وأضاف «مشعل»: «عبرنا العتبة والعقبة بروح الثورة المصرية، ومازلنا ننتظر تحويل نصوص المصالحة على الأرض، ومصر ستقود ذلك خلال الأيام المقبلة»، داعيا الدول العربية إلى إنهاء الانقسام الذى تعانى منه الأمة بين محور ممانعة ومحور اعتدال، مضيفاً : «أريد أن تكون الأمة كلها مع الممانعة ومع الاعتدال بمعنييه المتوازنين».
وحول الأسباب التى أدت إلى توقيع «حماس» على الورقة المصرية وتحقيق المصالحة بعد الثورة، قال «مشعل»: «عندما نشأت الورقة المصرية المطولة المكونة من 28 كانت لدينا ملاحظات استدراكية وطلبنا أن تلحق فى ورقة منفصلة بالورقة الأساسية، ولكن لم يسمح لنا بهذه الاستدراكات وتوقفت المسيرة».
وأضاف: «الإخوة فى مصر كانوا متشددين أكثر من اللازم والإخوة فى فتح كانوا متحسسين، والذى تغير فى الموضوع أن مصر بعد الثورة لم تر حرجا فى وضع هذه الاستدراكات فى ورقة منفصلة تلحق بالورقة الأساسية، كما أن الربيع العربى وخروج الشباب فى شوارع فلسطين يطالبون بإنهاء الانقسام كل ذلك ساعد فى إنضاج المصالحة». وحذر «مشعل» من محاولة إسرائيلى إفشال المصالحة، مؤكداً أن «سلوك إسرائيل الإرهابى قد يدفعها لتفعل أى شىء لوقف مسيرة المصالحة وقد تقوم بعمليات استفزازية من اغتيالات وخلافه».
وحول ما إذا كانت الحركة ستنقل مقرها من دمشق إلى عاصمة عربية أخرى، نفى رئيس المكتب السياسى لحماس، صحة هذه الأخبار، مؤكداً استمرار الحركة فى سوريا، «لأنه لا شىء يوجب الانتقال، وزياراتنا لعواصم عربية لا تأتى فى إطار سياسة الانتقال».