هوالناصرأبوالمظفر يوسف بن أيوب،والذي نعرفه اختصارا باسم صلاح الدين الأيوبي وهو مولود في ١١٣٨، وتوفى في ١١٩٣، وهو مؤسس الدولة الأيوبية في مصر والشام، وقضى طفولته في دمشق وشبابه في بلاط الملك العادل نور الدين محمود بن زنكى ملك دمشق، وقد أرسله إلى مصر مع عمه أسد الدين شيركوه، وبعد موت عمه شيركوه وزير الخليفة العاضد فرض نفسه وزيراً.
ولما مات العاضد في ١١٧١نادى صلاح بالمستضىء العباسى خليفة،لتنهى بذلك الخلافة الفاطمية وصار صلاح الدين ممثلاًلنورالدين في مصر فلما توفى نورالدين شب نزاع بين الأمراءوكان صلاح الدين في مصر ينتظر الفرصة لتوحيد جبهة المسلمين وما إن تلقى دعوة أمراء دمشق هب إليها وتسلمها في ١١٧٤، ثم ضم حمص وحماة وحلب والموصل ووقع هدنة مع الصليبيين.
غير أن أرناط حاكم الكرك نقض الهدنة باستيلائه على قافلة تجارية للمسلمين متجهة إلى دمشق، وأسر حاميتها ورجالها ونساءها في حصن الكرك،ولم يستجب لأى تسويات أو تحذيرات من صلاح الدين،ورد قائلاً: «قولوا لمحمد يخلصكم»، فلم يبق سوى خيارالحرب فاتجه صلاح الدين في ١١٨٧إلى حصن الكرك فحاصره ثم إلى الشوبك ثم بانياس بالقرب من طبرية لمراقبة الموقف.
وكان الصليبيون تحت قيادة ملك بيت المقدس ونجح صلاح الدين في إرغام الصليبيين على المسير إليه وهم متعبون فيما أدخر قواه وجهد رجاله وهاجم طبرية، وقرر الصليبيون الزحف إلى طبرية لضرب صلاح الدين وعانوا الحرارة والعطش ووعورة الطريق ورابط صلاح الدين غربى طبرية عند قرية حطين، ووصل الصليبيون إلى جبل طبرية المشرف على سهل حطين في ٣ من يوليو ١١٨٧وحال صلاح الدين بين الصليبيين والماء.
كما أشعل المسلمون النار في الأعشاب التي حملت الريح صهدها إليهم، و«زي النهارده» في ٤ يوليو ١١٨٧ اكتشف الصليبيون أن صلاح الدين حاصرهم ليلا وحمل عليهم نهاراً فلم يبق منهم سوى ملك بيت المقدس و١٥٠من رجاله وأرناط وسيقوا إلى صلاح الدين فأمر لهم بالماء فلما شرب ملك بيت المقدس أعطى ما تبقّى منه إلى أرناط، فقال صلاح الدين:«إن هذا الملعون لم يشرب الماء بإذنى فينال أمانى» ثم ذكّره بفظائعه وضرب عنقه إلى أن توج صلاح الدين انتصاراته بتحرير بيت المقدس في ١٢ أكتوبر ١١٨٧.