كانت تتكئ على أريكتها تشاهد التلفاز وتأكل تفاحة كانت بيدها، فغلبها النعاس ذاهبة إلى حجرة نومها لتخلد إلى النوم، ولم تكن تعلم أن القدر يخبئ لها أن هذه الليلة ستكون آخر لياليها فى هذه الحياة، حيث سمعت صوتا غريبا خارج باب شقتها، ليسرى الخوف والقلق فى جسدها.
شعرت السيدة العجوز، البالغة من العمر 65 عاما، بالرعب، فأخذت والدماء تتجمد بداخلها تتساءل: من بالخارج؟، وإذا بشخص يقتحم عليها شقتها ويسدد لها طعنة قاتلة بسلاح أبيض مثلث الشكل يستخدم فى تقطيع الحلويات الشرقية، ليحدث لها جرحا نافذا بوجهها ويتركها غارقة فى دمائها، ويفر هاربا.
لم تعرف العجوز «نعمات. ع. س» 65 سنة، أن «الميراث» سيكون سبب قتلها، وأنها ستكون ضحية له، ولو كان القدر يطلعها على ذلك لرفضت كل ملايين العالم فى سبيل الحفاظ على حياتها.
بعد 24 ساعة من وقوع الجريمة، بدأت رائحة الجثه تنبعث من شقتها، بكفر كامل- حى الأربعين- بمحافظة السويس، سارع الجيران بالدخول لمنزلها ليجدوا المجنى عليها غارقة فى دمائها، وعلى الفور اتصلوا بقسم الشرطة ليبلغوا عن الواقعة.
وكشفت تحريات المباحث أن المتهم لديه مصنع للألبان، حيث عاد من عمله فى تمام الساعة الواحدة إلا الربع، وقبل أن يتوجه إلى مسكنه، حيث العمارة المجاورة لمنزل الضحية، والتى ورثته عن والده، بالإضافة لإرثها من والده محلا تجاريا وبضعة أشياء أخرى، قرر أن يتخلص منها لمنعها من الحصول على الميراث. كما كشفت تحقيقات النيابة دخول المتهم لمنزل السيدة العجوز المجنى عليها، بنسخة مفتاح ثانية كانت بحوزته، ووجهت له اتهامات بقتل زوجة أبيه عمدا، إلا أنه نفى التهم الموجهة إليه.
وأوضحت تحقيقات النيابة التى باشرها المستشار أحمد قاسم، رئيس نيابة الأربعين، تحت إشراف المستشار عماد الدهشان، المحامى العام الأول لنيابات السويس، أن المجنى عليها أغلقت بوابة منزلها فى تمام الساعة الحادية عشرة والنصف مساء، ودخلت شقتها فى الطابق الأرضى، حيث تقطن، ودخل الجانى المنزل بنسخة مفتاح ثانية كانت بحوزته، وتمكن من دخول شقتها، حيث كانت تأكل تفاحة ظلت بقاياها بجانب جثتها، بعد طعنها بسلاح أبيض مثلث الشكل، خاص بتقطيع الحلويات الشرقية فى وجهها. وأضافت التحقيقات أن المجنى عليها ورثت عن زوجها منزلا ومحلا تجاريا، يشاركها فيها المتهم، الذى أراد حرمانها من ميراث والده ليحصل عليه كاملا. ونفى المتهم «م. ا.ع» 54 سنة، علمه بالجريمة، وقال خلال التحقيقات إنه لا يعلم شيئا عن الواقعة، وإنه فوجئ بها قتيلة مثل بقية الجيران، حيث يقطن بالمنزل المجاور لها، مضيفا أنه عاد من عمله فى تمام الساعة الواحدة إلا الربع صباحا، وتوجه إلى منزله فورا. وكانت النيابة العامة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، ثم قررت حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.