فجر جيلوم دينوا دى سان مارك، رئيس جمعية ضحايا الإرهاب بفرنسا، مفاجأة جديدة فى قضية طائرة الركاب الأمريكية التى سقطت فى اسكتلندا عام ١٩٨٨، والمعروفة بقضية «لوكيربى»، والتى اتهم فيها نظام الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى ورجاله بتفجيرها، وأسفرت عن قتلى فى الجو والأرض، دفعت السلطات الليبية تعويضات على إثرها للضحايا لتجنب العقوبات الدولية.
وقال سان مارك، الذى لقى والده مصرعه ضمن ضحايا حادث سقوط الطائرة، إن الأيام القليلة القادمة سوف تشهد مثول الرئيس الفرنسى السابق، نيكولا ساركوزى، مجددا أمام القضاء الفرنسى، بتهمة التواطؤ مع القذافى، وصرف تعويضات لأهالى الضحايا وغلق الملف مقابل تمويل العقيد الليبى الراحل حملة ساركوزى الانتخابية فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وكانت طائرة الركاب الأمريكية من طراز «بوينج ٧٤٧» قد تحطمت فى مدينة « لوكيربى فى اسكتلندا، يوم الأربعاء ٢١ ديسمبر ١٩٨٨، وتحطمت الطائرة بعد إقلاعها من مطار هيثرو فى العاصمة البريطانية لندن، فى طريقها إلى قاصدة مطار جون كيندى الدولى بالولايات المتحدة الأمريكية، وأسفر الحادث عن مقتل ٢٥٩ راكبا، و١١ من سكان البلدة التى سقطت فيها الطائرة على الأرض.
وكانت الاتهامات قد طالت مواطنين ليبيين يعملون فى مكتب الخطوط الجوية فى مطار لوقا بمالطا، وقالت الأدلة إنهما زرعا حقيبة متفجرات على متن الرحلة.
المفاجأة التى قال عنها جيلوم دينوا دى سان مارك تتمثل فى امتلاكه أدلة جديدة عن دور عبد الله السنوسى فى تفجير طائرة لوكيربى، مشيراً إلى أنه سلم تلك الأدلة إلى المدعى العام الفرنسى، فرانسوا مولانس، لإعادة التحقيق هذا العام لتفادى سقوط القضية بالتقادم التى تنتهى بنهاية ٢٠١٨. وكشف سان مارك أن الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى أجرى اتصالا بساركوزى، لدفع فدية لأهالى الضحايا الفرنسييين، وإغلاق الملف، وأن القذافى اضطر للتغطية على «السنوسى». يذكر أن سان مارك كان له الدور الأساسى فى التفاوض مع سيف الإسلام القدافى، نجل الزعيم الليبى الراحل، لدفع مليون يورو لأهل كل ضحية من ضحايا الطائرة، وكان والده أحد ضحايا الطائرة، حيث كان يرافقه فرنسى آخر على الرحلة، وبعد تفجيرها أسس جمعية ضحايا لوكيربى للدفاع عن حقوق الضحايا، ونظم احتفالاً من مبالغ التعويضات لضحايا فى موقع سقوط الطائرة.
وعبد الله السنوسى هو عسكرى ليبى سابق، زوج أخت صفية فركاش، الزوجة الثانية للقذافى، ويوصف بأنه كان اليد اليمنى لمعمر القذافى فى إحكام السيطرة الأمنية على البلاد، كما يعتقد أنه هو من أدار طريقة تعامل السلطات الليبية مع الاحتجاجات التى انطلقت فى 17 فبراير 2011 التى طالبت بإسقاط القذافى ونظامه والتى تميزت بالقسوة المفرطة والقتل المباشر للمواطنين الليبيين.
وقالت برقية دبلوماسية أمريكية سرية نشرها موقع «ويكيليكس» إن عبد الله السنوسى كان ظل الزعيم القذافى والمشرف على كل ترتيباته الشخصية، بما فى ذلك مواعيده الطبية.
وبعد 10 سنوات من الجدل الدبلوماسى حول حادث «لوكيربى»، سافر المشتبهان بهما فى الحادث، وهما الليبيان عبدالباسط المقرحى والأمين فحيمة، من طرابلس، ليمثلا أمام محكمة اسكتلندية خاصة فى «كامب زيست» بهولندا.
ولم تكن المحكمة كمثيلاتها، فعادة ما تقرر هيئة محلفين مصير مَن يُدان بالجريمة، فى حين أن مَن حدد مصير «المقرحى» و«فحيمة» هم 3 قضاة، وفى 31 يناير 2001 أعلن القضاة قرارهم بتبرئة «فحيمة» وإدانة «المقرحى»، ضابط المخابرات الليبية السابق، بـ270 جريمة قتل، وقضوا بمعاقبته بالسجن مدى الحياة، قضى منها 27 عاماً فى السجن، حتى تُوفى بعد معاناة مع مرض سرطان البروستاتا عام 2012، عقب الإفراج عنه لتدهور حالته الصحية فى 2009.